يقول الفلسطينيون إن أمريكا تسعى للقضاء على ملف اللاجئين عن طريق محاولات إغلاق وكالة الأونروا لغوث وتشغيل اللاجئين، إضافة إلى صفقة القرن الجاري تمريرها في مؤتمر المنامة.
واختارت الأمم المتحدة 20 يونيو/حزيران يوما عالميا للاجئين، تعيد فيه قضيتهم الإنسانية إلى الواجهة، وتستعرض المخاطر التي يتعرضون لها، وتبحث فيه الأساليب المحتملة لمساعدتهم.
وأوقفت الولايات المتحدة الأمريكية، في أغسطس الماضي، كل التمويل الذي كانت تقدمه "للأونروا" بشكل سنوي والذي يصل إلى نحو 370 مليون دولار.
تصفية أمريكية للقضية
السياسي الفلسطيني الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار في العلاقات الدولية، قال إن "قضية اللاجئين الفلسطينيين بدأت منذ عام 1948 جراء الحرب في فلسطين والتي تسببت في تهجير ما يقارب من 900 ألف فلسطيني في ذلك الوقت بما يعادل 60% من سكان فلسطين".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن " أصبح لازما على الأمم المتحدة أن تصدر قرارا بإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتحقيق السلام فصدر قرار 194 والذي يقضي بضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم".
وأكد:
"في ذكرى اليوم العالمي للاجئين، يعيش الفلسطينيون في ظل المحاولات الأمريكية التي بدأت مؤخرًا لطرح صفقة القرن والتي تسعى لتصفية وإنهاء قضية اللاجئين، والتي تجلت في وقف الدعم المالي المقدم لوكالة الأونروا لغوث وتشغيل اللاحئين".
وتابع: "هذا يعني أن أمريكا تريد وقف ما تقدمه الأونروا من خدمات إنسانية ومعنوية وإغاثية، بجانب وقف الدعم المالي للمؤسسات التعليمية والاقتصادية والصحية، ومراكز الإيواء وغيرها"، مضيفًا: "ترامب يريد تضخيم الأزمة الفلسطينية، وزيادة الأعباء على الشعب الفلسطيني، لدفع الدول العربية للتدخل عن طريق السلام الاقتصادي، أو صفقة القرن".
واستطرد: "بحسب الإحصائية الرسمية الفلسطينية الأخيرة يجاوز عدد اللاجئين الفلسطينيين الـ 6 مليون، مسجلون في وكالة الأونروا"، مشيرا إلى أن "جميعهم لهم الحق في العودة لوطنهم عملا بمبدأ التوريث".
صفقة القرن
من جانبه قال محمود خلف عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ومنسق اللجنة المشتركة للاجئين، إن "موقف الإداراة الأمريكية من الأونروا ومحاولات بعض مستشاريها اعتبارها منظمة غير مفيدة، يندرج تحت إطار استكمال تنفيذ خطة ترامب ونتنياهو والمعروفة باسم صفقة القرن".
وأضاف في تصريحات سابقة لـ "سبوتنيك"، أن "هذه الخطة تستهدف الأعمدة الرئيسية للمشروع الوطني الفلسطيني للاجئين بما فيها الأونروا، والتي تمثل شهادة حية على تهجير الفلسطينيين".
وبين أن "التحركات الأمريكية تهدف لاختصار موضوع اللاجئيين في الـ 40 ألف لاجئ ممن تبقوا على قيد الحياة حتى اليوم منذ عام 1948، فيما تقوم بشطب 5 مليون فلسطيني مازالوا يعانون اللجوء جراء العدوان الإسرائيلي، هم والأجيال التي تليهم والأحفاد"، مشيرًا إلى أن "حوالي 6 مليون و200 ألف لاجئ مسجلون في الأمم المتحدة كلاجئين فلسطينيين".
وأشار إلى أن "واشنطن تضغط منذ فترة في اتجاه حل المنظمة، حيث أوقفت من قبل كل المبالغ التي تدفعها للأونروا والبالغ قيمتها 360 مليون دولار، وكذلك محاولة طرح قانون تعريف اللاجئ في الأمم المتحدة".
وأكد منسق اللجنة المشتركة للاجئين، أن "كل المحاولات الأمريكية لحل المنظمة باءت بالفشل، أمام إصرار الكثير من دول العالم على أهمية بقاء الأونروا حتى حل قضية اللاجئين"، مضيفًا: "هناك 42 دولة تدعم الأونروا".
وأنهى حديثه قائلًا: "رغم خطورة التحركات الأمريكية، لكن لا يمكن لتلك التحركات أن تهدد بقاء الأونروا، ستظل منظمة دولية تقوم بدورها حتى انتهاء الأزمة".