والتهمت النيران، مساحات واسعة من الحقول الزراعية لمحصولي القمح والشعير، في مناطق تابعة لقضاء سنجار، غربي الموصل، مركز نينوى، والتي أسفرت أيضا عن إحراق مقابر جماعية تضم ضحايا إيزيديين قتلهم تنظيم "داعش" الإرهابي عند تنفيذه الإبادة بحق المكون عام 2014.
وأكد لنا مصدر محلي، بأن 3 مقابر جماعية تضم نحو 260 رفات لضحايا الايزيديين من الإبادة على يد "داعش" الإرهابي، احترقت في مفرق حردان.
ونوه مصدر أخر، في حديث لـ"سبوتنيك"، إلى أن المزارعين تمكنوا في الأيام القليلة الماضية من حصاد أكبر كميات من القمح والشعير من هذه الحقول التي طالتها الحرائق منذ يوم أمس وحتى الآن.
وتناقل ناشطون عراقيون من المكون الايزيدي، تسجيلا مصورا تابعته "سبوتنيك"، اليوم، يظهر حريقا هائلا يمتد على طول الأرض، دون أن تكون هناك سيارات إطفاء أو جهود لإخماد النيران المخيفة.
وأكدت الناشطة الأيزيدية العراقية، الشابة إخلاص خضر، في تصريح لمراسلتنا، الخميس، 20 حزيران/ يونيو، احتراق 4 مقابر جماعية تضم رفات الأيزيديين الذين قتلهم تنظيم "داعش" الإرهابي، في قرى سنجار.
ووثقت، خضر، جولتها إلى المقابر الجماعية، في قرى: كوجو، وهمدان، وقني، وحمدان، وقني التي قتل فيها أبيها واثنين من أخوتها، والعشرات من أقاربها على يد "داعش" الإرهابي عند تنفيذه الإبادة بحق المكون في الثالث من أغسطس/ آب عام 2014.
وأخبرتنا خضر، أن المقابر الأربع التي احترقت حديثاً، مع حقول القمح والشعير في سنجار، اثنين منها في قرية كوجو، واثنين في أطراف قرية همدان.
من جهته كشف الصحفي الأيزيدي البارز، سعد حمو، في حديث لمراسلتنا، والذي خصنا بصور لحريق التهم مقبرة جماعية، أن المقابر الأربع التي احترقت تضم نحو 200 رفات من ضحايا الإبادة.
وأفاد حمو، بأن العدد الكلي للمقابر الجماعية الخاصة بالأيزيدين، التي نفذها "داعش"، المكتشفة حتى الآن في سنجار والقرى التابعة له، بلغ 84 مقبرة، جرى العمل على اقتلاع الأعشاب والنباتات القريبة منها كي لا تصل إليها الحرائق التي مازالت تفتعل وتلتهم الحقول الزراعية في القضاء.
ونشبت حرائق واسعة النطاق، في التاسع من الشهر الجاري، على الأراضي الزراعية في قضاء سنجار، والطريق الرابط بينه وبين قضاء تلعفر غربي نينوى، شمالي العاصمة بغداد.
وحينها التهمت النيران، الأراضي الزراعية الواقعة في مناطق: بورك، وكوهبل، وحردان، بناحية سنوني، في الجهة الشمالية من جبل سنجار، ومن الجهة الجنوبية، نشبت في الوقت نفسه، نيران في الأراضي الزراعية الواقعة في مناطق وقرى: صولاغ، وهمدان، ومجمع تل قصب، والحاتمية، والصباحية، وشاروك، الكائنة في أطراف مركز قضاء سنجار.
وحاول المزارعون إطفاء الحرائق التي حولت مزروعاتهم من الحنطة والشعير إلى رماد، لكن دون جدوى لتصل النيران إلى أجسادهم وتسبب بمقتل شابين إثنين هما: برزان عمر كبعو، وشيخ سعيد صبري.
وفقد الشابان "سعيد، وبرزان" حياتيهما أثناء محاولتهما إخماد الحريق الذي نشب في أراضيهم الزراعية الواقعة بالقرب من مجمع بورك، في شمال جبل سنجار.
وانتشرت النيران بشكل كبير وسريع في المزارع، لتصل إلى الطريق الجنوبي الواصل بين سنجار، وقضاء تلعفر غربي نينوى، وإلى البيوت التي لم يمض على ساكنيها وقتا من العودة بعد نزوح إثر الإبادة التي نفذها "داعش" الإرهابي بحق المكون الأيزيدي، في مطلع أب/أغسطس عام 2014.
وكان مدير مديرية زراعة نينوى، دريد حكمت زوما، قد كشف في تصريح خاص لمراسلتنا، الأحد الماضي، 23 يونيو، حصيلة الحرائق التي التهمت الحقول الزراعية للحنطة، والشعير، في نينوى، إذ وصلت بحدود 260 حريق، منها مفتعلة، وعلى يد الإرهاب، وأخرى إثر نزاعات عشائرية، وهناك إهمال، وتماس كهربائي، ومشاكل جراء شرارات نارية من الحاصدات "الآلات الزراعية".