بعد التصعيد الحاصل بتهديد الرئيس أردوغان بالقيام بعملية عسكرية شرق الفرات، ورفض أبو محمد الجولاني رئيس ما يسمى بهيئة تحرير الشام الإرهابية "جبهة النصرة" سابقاً والمحظورة في روسيا، وخرق الهدنة ووقوع عمليات اعتداء على المناطق السكنية المحيطة بريف إدلب وقصف محيط قاعدة حميميم من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة. أصدرت قيادة الجيش العربي السوري بياناً أعلنت فيه إستئناف العمليات القتالية في إدلب، والرد على اعتداء للجماعات المسلحة، بعد أن اتهمت المجموعات المسلحة بخرق اتفاق الموافقة على وقف إطلاق النار بمنطقة خفض التصعيد في إدلب.
وأضاف البيان أن "استمرار سلطات النظام التركي بالسماح لأدواتها من تنظيمات إرهابية متمركزة في إدلب، بهجماتها واعتداءاتها، يؤكد مواصلة أنقرة نهجها التخريبي وتجاهل تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي الخاص بمنطقة إدلب، الأمر الذي أسهم في تعزيز مواقع الإرهابيين وانتشار خطر الإرهاب في الأراضي السورية".
هل سقطت الهدنة فعلاً ومن هو المسؤول الأول عن سقوطها التركي الضامن أم الإرهابيين؟
مع إختلاط الأمور وتسعير الجبهات سواء لجهة شرق الفرات أو إدلب أي من الجبهتين باتت الأولوية لعمليات الجيش السوري؟
على ما تتركز إستراتيجية إنتشار الجيش السوري وتوسيع عملياته ؟
الخبير في إدارة الأزمات والحروب الإستباقية والأستاذ المحاضر في علم الإجتماع السياسي الدكتور أكرم الشلّي يرى أن ما يجري على الأرض السورية هي "مسرحية مفهومة لكل ذي عقل، وكل مايقال ويشاع عنه بأن هناك بعض الفصائل المسلحة التي لا تقبل باتفاق سوتشي أو أستانا أو غيره هي مجرد ذر للرماد في العيون، أما أردوغان هو المسؤول الأول والأخير، والمخابرات الدولية الأخرى على رأسها الموساد الإسرائيلي الأمريكي ومن يشتغل عندهم الخليج أيضا، أما الأداة الرئيسة هي أردوغان وسياساته الرعناء وطموحاته العثملية في المنطقة فهو لايقبل إلا بأن يقتسم جزءاً من الكعكة السورية بمسيات مختلفة تحت إسم شريط آمن أو طرد الأكراد عن الشريط الحدودي بذريعة الحفاظ على الأمن القومي التركي وغير ذلك، كلها ذرائع لإبقاء الحال كما هو وتأزيم المشكلة على الجغرافيا السورية ، كل الفصائل الإرهابية في شمال سورية تخضع للإرادة التركية ولذلك هو الذي ينقض الإتفاقات التي تمت بينه وبين الأطراف الضامنة الثلاثة".
أما عن الأولوية التي وضعتها القيادة السورية أمام لجهة التعامل مع إدلب وشرق الفرات قال الشلّي أن:
"كل المناطق الآن هي منطقة صراع ما بين الجهات الأجنبية، وما بين الجيش العربي السوري والقوات الرديفة، هي أولوية بالنسبة للقيادة السورية وبالتالي إدلب طالما أنها منطقة اشتباك حامية لا يمكن تركها كي لا تعود إليها الفصائل المسلحة الأجنبية وأن تمدد على حساب القرى والسكان الآمنين، وحتى لا نبالغ ومنطقة شرق الفرات أصبحت بمثايبة المثلث الدولي المختلف عليه من قبل جهات دولية كبرى صاحبة شأن وصاحبة قرار ورأي وهناك تسابق نحو هذه المنطقة، هذه المنطقة بإعتقادي من التعقيد بمكان لدرجة أننا لن نتهور ونذهب إليها إلا بعد دراسة دقيقة مع الأطراف الرديفة، الروسي والإيراني والقوات الحليفة الأخرى، وفتح طريق دمشق حلب الدولي حرب ستكون له أولوية كبرى لأنه شريان حقيقي بالنسبة لسورية ولهذه المنطقة التي يتجاوز طولها قرابة 350 كم وهي مغلقة منذ أكثر من ثمان سنوات لذلك أعتقد أن القرار الميداني اليوم هو تحرير إدلب وطرد المجموعات الإرهابية المسلحة منها بما فيها القوات التركية المحتشدة اليوم في عفرين وغيره من المناطق الأخرى" .
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق أعلاه.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم