وتفقد عبد المهدي موقع الانفجار برفقة وزير الداخلية وقياديين في الحشد الشعبي، واطلع على واقع الحادث والإجراءات المتخذة بعد الانفجار، وأصدر التوجيهات بوضع ترتيبات متكاملة لكافة المعسكرات ومخازن القوات المسلحة من حيث إجراءات السلامة ومواقعها لمنع تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة.
أشار المحلل السياسي، نجم القصاب، في حديثه لبرنامج "أين الحقيقة" على أثير إذاعة "سبوتنيك" إلى وجود بعض الشكوك في أن إسرائيل هي من تقوم بتلك التفجيرات وبمساعدة الولايات المتحدة، إلا أن المعطيات تشير إلى غير ذلك، فهذه التفجيرات ناتجة عن كثرة الأسلحة وسوء التخزين، كما حدث في "آمرلي" واليوم في منطقة الدورة.
وأضاف القصاب: "منذ ثلاث سنوات والانفجارات تحدث في معسكرات ومخازن تكديس الأسلحة، لكن المعطيات تشير بأن سوء التخزين والإدارة وارتفاع درجات الحرارة في بغداد إلى أكثر من خمسين درجة مئوية، هو الذي أدى إلى انفجار تلك الأسلحة."
واعتبر أن إسرائيل لم تترك الساحة العراقية في الوقت الذي تهدد فيه شخصيات وفصائل قريبة من إيران، من أنها سوف تتعرض إلى ضربات، إما بصورة مباشرة من إسرائيل أو من الولايات المتحدة، وهي رسائل تبين نية إسرائيل في اختراق المجتمع العراقي من أجل تمزيقه.
بدوره اعتبر نائب رئيس الوزراء العراقي السابق بهاء الأعرجي في تغريدة على تويتر، أن الأسلحة التي أُحرقت غير عادية ولا تستعملها القوات العراقية ولا حتى الحشد الشعبي، منوّهاً بأنها "قد تكون أمانة لدى العراق من دولة جارة وقد استهدفت هذه الأمانة من دولة استعمارية ظالمة بناءً على وشاية عراقية خائنة"، حسب تعبيره.
من خلال طبيعة النيران لحريق مخازن العتاد في معسكر الصقر، يظهر أن طبيعة الأسلحة التي اُحرقت غير عادية ولا تستعملها القوات العراقية ولا حتى الحشد الشعبي، ولذا نعتقد أنها عبارة عن أمانة لدينا من دولة جارة وقد استهدفت هذه الأمانة من دولة استعمارية ظالمة بناءً على وشاية عراقية خائنة.
— بهاء الأعرجي (@bahaa_alaaraji) August 13, 2019
وكان الخبير الأمني فاضل أبو رغيف كشف عن وجود معلومات حول تخطيط إسرائيل لقصف مخازن أسلحة الحشد الشعبي في العراق، مضيفاً أن ذلك غير مستبعد بالأساس، وأن ما حدث الاثنين الماضي في مخازن السلاح جنوبي بغداد قد يكون جزءاً من الخطة التي تعدّ لها إسرائيل.
من جانبها قالت الخبيرة في مركز هرتسليا المتعدد الاختصاصات وعضو الكنيست من حزب الاتحاد الصهيوني كسينيا سفيتلوفا لصحيفة "كوميرسانت" الروسية إن حقيقة أن إسرائيل يمكن أن تضرب العراق ليست بالأمر الجديد، مذكّرةً بهجوم سلاح الجو الإسرائيلي على مفاعل أوسيراك النووي في العراق عام 1981 عندما اعتبرته إسرائيل تهديداً لأمنها.
وأضافت سفيتلوفا أن إسرائيل لا تؤكد تورطها في الأحداث الأخيرة في العراق ، لكنها مهتمة حقاً بعدم السماح لإيران بإنشاء تحالف يمتد من طهران عبر العراق إلى لبنان وسوريا.
وأكّدت أن لإسرائيل مع العراق علاقة مختلفة تماماً عن علاقتها مع سوريا الدولة المعادية لإسرائيل، مؤكّدة أنه على الرغم من غياب العلاقات الدبلوماسية الرسمية، فإن العلاقات بين إسرائيل والعراق تتطور تدريجياً، وأنها استقبلت العديد من الوفود من العراق بما في ذلك برلمانيين عراقيين، بصفتها عضواً في الكنيست.
وكان اللواء المتقاعد ومدير معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي عاموس يادلين، أكد في وقتٍ سابق أن "إسرائيل تتصرف حقاً في العراق، لكنها لن تتحمل مسؤولية الهجمات، لأن ذلك قد يعقد الوضع بالنسبة للولايات المتحدة التي تتعاون مع القيادة العراقية وتساعدها في القضايا الأمنية"، مشيراً إلى "أن العراق شريان لوجستي لإيران، يسمح لطهران بتسليم الأسلحة والأفراد إلى سوريا ولبنان". وجاء ذلك بعد تقارير إعلامية تحدّثت عن أن إسرائيل هاجمت أحد المعسكرات في محافظة صلاح الدين شمال غرب العراق باستخدام طائرة "إف 35".
يُذكر أن معسكر الصقر الذي وقع فيه الانفجار الأخير يعدّ مركزاً لقوات الحشد الشعبي التي تتكون بشكل أساسي من الكتائب الشيعية التي تم تشكيلها في صيف عام 2014 لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا)، وفي عام 2016 تم دمج فصائل الحشد الشعبي مع قوات الجيش العراقي.