موسكو- سبوتنيك. وأضاف بيسكون للصحفيين اليوم الثلاثاء: "بالنسبة لاختبار أمريكا لصاروخ غير نووي. في الواقع، وصلت هذه الأخبار في وقت مبكر أمس أثناء لقاء الرئيس بوتين مع ماكرون، وأشار بوتين حينها إلى أن مثل هذه الاختبارات أظهرت مرة أخرى أن الأمريكيين منذ البداية كانوا يعملون على تقويض معاهدة الحد من الأسلحة النووية، وأن الأمريكيين كانوا يستعدون لها من البداية".
وأشار المتحدث باسم الرئاسة الروسية إلى أنه في غضون بضعة أسابيع وبضعة أشهر، لا يمكن إعداد مثل هذا الاختبار.
وأضاف بيسكوف "هذا يشهد مرة أخرى على أنها ليست روسيا، لكن الولايات المتحدة هي التي أدت من خلال أفعالها، إلى انهيار معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى".
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس الاثنين إنها اختبرت صاروخ كروز تقليديا يُطلق من الأرض وإنه نجح في إصابة هدفه بعدما قطع مسافة تجاوزت 500 كيلومتر، وذلك في أول تجربة من نوعها بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى.
وأضاف البنتاغون في بيان أن التجربة نُفذت يوم الأحد بجزيرة سان نيكولاس في كاليفورنيا.
وقال البيان "المعلومات التي جمعت والدروس المستخلصة من هذا الاختبار ستعطي وزارة الدفاع المعلومات اللازمة لتطوير أسلحة جديدة متوسطة المدى".
وانسحبت الولايات المتحدة رسميا هذا الشهر من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي كانت أبرمتها مع روسيا عام 1987، وذلك بعد أن رأت أن موسكو تنتهك المعاهدة وهو ما نفاه الكرملين.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر في وقت سابق أن واشنطن ستسرع وتيرة تطوير صواريخ جديدة أرض-جو.
وقال الوزير "الآن بعد انسحابنا ستواصل وزارة الدفاع تطوير هذه الصواريخ التقليدية أرض-جو في رد حذر على تحركات روسيا".
وأوضح اسبر ان الاميركيين بدأوا في 2017 ابحاثا حول انظمة الصواريخ هذه ضمن البقاء في اطار معاهدة الحد من الاسلحة النووية المتوسطة المدى حول القوى النووية المتوسطة.
وعلقت وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق من الشهر الجاري، على خروج الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، حيث وصفت الخروج بالخطأ الجسيم.
وتابعت الخارجية: قامت الولايات المتحدة في بادئ الأمر بإجراءات مستهدفة لإيقاف العمل بالمعاهدة، ومن خلقت ظروف لإنهائها بشكل كامل. مشيرة إلى أن واشنطن لم تفعل هذا للمرة الأولى، حيث أوقفت العمل، في عام أواخر التسعينيات، بمعاهدة الدفاع الصاروخي، رغم نداءات وتحذيرات المجتمع الدولي.
وأضافت الخارجية: واشنطن تجاهلت لسنوات طويلة المخاوف الروسية بشأن كيفية تنفيذها معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
وجاء في بيان الخارجية "تجاهلت واشنطن على مدى سنوات طوال المخاوف الروسية بشأن الطريقة التي تنفذ بها (واشنطن) نفسها معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى. وفي الوقت نفسه، فإن مجرد نشر قاذفات "إم كيه-41" في القواعد العسكرية الأمريكية في أوروبا، والقادرة على إطلاق صواريخ مجنحة متوسطة المدى، يعد انتهاكًا صارخًا للمعاهدة".
وتابعت أن هذا الأمر (خروج الولايات المتحدة الأمريكية من معاهدة الصواريخ)، يؤكد أنها تتجه نحو التخلص من جميع الاتفاقيات الدولية التي لا تتفق معها لسبب أو لآخر.
وأكدت الخارجية أن موسكو لا تزال منفتحة أمام الحوار البناء مع الولايات المتحدة لاستعادة الثقة وتعزيز الأمن الدولي. مشيرة إلى أن خروج الولايات المتحدة من المعاهدة يتطلب اتخاذ تدابير ملموسة لتحقيق الاستقرار في العلاقات بين روسيا وأمريكا.
وجاء في بيان الخارجية الروسية "يتطلب إنهاء العمل بمعاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، نتيجة انسحاب واشنطن منها، اتخاذ تدابير عاجلة لتحقيق الاستقرار في الوضع والحفاظ على المستوى المناسب من القدرة على التنبؤ في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. لقد قطع بلدنا مشواره المعهود. لقد اعتزمنا نهجاً أحادياً، ولن ننشر صواريخ أرضية متوسطة وقصيرة المدى، في تلك المناطق التي لن تنشر فيها الولايات المتحدة صواريخ متوسطة وقصيرة المدى".
كما دعت الخارجية الروسية الولايات المتحدة إلى عدم تطوير الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى.