تستطيع سوريا الاستفادة من الطاقة الريحية وتوفير المليارات سنوريا في حال نجاحها بتنفيذ مشاريع الطاقة الريحية، حيث نجحت جارتها تركيا بالوصول إلى 7400 ميغا واط في نهاية عام 2018، فيما قالت تقارير أن إنتاج تركيا من كهرباء الطاقة الريحية بين أعوام 2007 و2017 حوالي 12 مليار دولار.
وأنهت وزارة الكهرباء السورية تركيب 17 محطة قياس في مختلف المناطق السورية لتنفيذ مشاريع ريحية لإنتاج الطاقة الكهربائية آخرها محطة لقياس ودراسة سرعة الرياح في الشريط الساحلي في منطقة الحميدية جنوب طرطوس ويتم حاليا جمع البيانات والقياسات التي سيتم بناء عليها إجراء الدراسات الفنية والاقتصادية وتحديد مدى الجدوى الاقتصادية من تركيب هذه العنفات.
ونقلت الوكالة عن مدير مركز بحوث الطاقة الدكتور يونس علي أن هذه المواقع تسمح بتركيب ما بين 5000 و7000 ميغا واط في معظم المناطق الواعدة ريحيا والتي تمتد من سهل الغاب إلى فتحة حمص وصولا للحدود الإدارية لمحافظتي دير الزور والرقة والقلمون والقنيطرة والمناطق الشرقية بريفي دمشق والسويداء لاقامة مزارع ريحية سواء كمشاريع مفتاح باليد او كمشاريع استثمارية تنفذ من قبل القطاع الخاص وفق قانون الكهرباء رقم (32) لعام 2010.
شركة WDRVM للطاقة البديلة والصناعات الثقيلة تمكنت من تركيب أول عنفة في سوريا في بداية شهر أغسطس/آب الحالي، في ريف حمص الغربي، والتي تبلغ استطاعتها 2.5 ميغا واط، وبحسب صفحة الشركة على الفيسبوك تعتبر هذه العنفة هي العنفة الأولى في سوريا لتوليد الكهرباء من الطاقة الريحية.
وجاء في منشور الشركة: "تصنيع وتركيب أول عنفة رياح لتوليد الطاقة الكهربائية في سوريا والشرق الأوسط بأيادي سورية".
وأضاف المنشور: " تم التصنيع والتركيب بالكامل في WDRVM للطاقة البديلة والصناعات الثقيلة، وتولد هذه العنفة الريحية طاقة كهربائية، باستطاعة 2500 كيلو واط / 2.5 ميغا واط، ويبلغ ارتفاع البرج 80 متر، وطول كل شفرة 50 متر، فيما يبلغ قطر الدوران 102 متر".
وأشارت الصفحة إلى أنه تم بناء وتركيب هذه العنفة الريحية في ريف حمص الغربي.
بالمقارنة مع التجربة التركية، تستطيع سوريا أن توفر المليارات وتحل جزء كبير من مشكلة الطاقة والحصار إذا نجحت في تأسيس مشاريع الطاقة الريحية، حيث تمكنت تركيا من الوصول لإنتاج 8% من طاقتها عن طريق الرياح، وبلغ إنفاق الحكومة التركية في مجال دعم إنتاج الطاقة المتجددة خلال عام 2017، حوالي 3 مليارات دولار.
وكانت وسائل إعلام تركية نقلت عن مصطفى سردار أتاسيفين رئيس الجمعية التركية لطاقة الرياح (TÜREB) تأكيده في بداية العام الحالي أن إجمالي قدرة طاقة الرياح في تركيا سيصل هذا العام إلى 8 غيغاواط، بعد إضافة 600 ميغاواط في عام 2019.
وقال أتاسيفين إن قدرة تركيا على توليد طاقة الرياح قد تعزّزت في العام الماضي، على الرغم من الصعوبات المالية التي تمر بها البلاد. وأضاف أن هناك إمكانية لزيادة القدرة هذا العام.
وقد تمّ استصدار التراخيص الأولية لطاقة الرياح لألف و130 ميغاواط على مدى خمسة أيام ابتداءً من 25 كانون الأول/ ديسمبر 2018. وتم طرح مناقصات لبناء 32 مشروعًا مختلفًا في أربع مناطق حول تركيا.
واستنادًا إلى نجاح مشاريع مبادرة "ييكا 1" في تركيا، والتي أطلقت مناقصات طاقة الرياح في البلاد، أعلن أتاسيفين قرب بدء مصانع توربينات الرياح في منطقة بحر إيجة غرب تركيا لتلبية المطالب المحلية والدولية المتزايدة.
وفي الوقت نفسه، وفقًا لمؤشر جاذبية الدولة للطاقة المتجددة EY، احتلت تركيا المرتبة 17 بين 40 دولة، لتقفز من المركز 27 في 2010.
وقال رئيس مؤسسة "EY" في تركيا إركان بايكوش إن قطاع الطاقة المتجددة في تركيا حظي باهتمام كبير من المستثمرين الأجانب. وتابع قائلا: "توفر تركيا فرصًا استثمارية مغرية للمستثمرين المحليين والأجانب خاصة في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وحقيقة وجود مشاركة كبيرة لمستثمري الطاقة تشير إلى تطلّعٍ كبيرٍ للقطاع".
ويشمل ذلك الطاقة الشمسية التي تم تركيبها حديثًا في تركيا، والتي أضافت 851.8 ميغاواط، تليها الطاقة الكهرومائية بقدرة 980.2 ميغاواط في عام 2018. بالإضافة إلى ذلك، أضافت طاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية 432.9 ميغاواط و 218 ميغاواط على التوالي إلى الشبكة الوطنية.