حملات مضللة
قال المستشار أسامة أبو المجد رئيس رابطة تجار السيارات المصرية لـ"سبوتنيك"، إن ما تطلقه الحملات حول أرباح تجار السيارات وعمليات الاحتكار ما هو إلا مجموعة من الأكاذيب والمعلومات المضللة، وأكبر دليل على ذلك ما روجت له في السابق على عكس الحقيقة بأن التجار يصرخون وأغلقوا معارضهم، في حين أن تقرير"إميك" الأخير أظهر تجاوز مبيعات السيارات خلال الأشهر الـ7 الأخيرة 90 ألف سيارة مقارنة بالعام 2018 والذي كان 96 ألف سيارة بفارق ضئيل.
وتابع أبو المجد، إن الانخفاض الذي حدث كان ناتجا عن الكثير من الاضطرابات في هذا العام ومنها انخفاض 3 شرائح من السيارات دفعة واحد من السيارات ذات المنشأ الأوربي، أضف إلى ذلك انهيار الدولار أمام الجنيه المصري، كل تلك التداعيات تؤدى كان بإمكانها خفض سعر السيارات 6 في المائة فقط، بل كان يحب أن يتجاوز الـ20 في المئة، ولا ننسى الحملات التي تعمل بصورة عشوائية تحرض المستهلكين على عدم الشراء خلال شهر أو 6 أشهر وغيرها من المدد الزمنية، وهي أكاذيب، لأن سوق السيارات في مصر واضح بالأرقام.
تأثيرات محدودة للدولار الجمركي
وأكد رئيس رابطة تجار السيارات، أن تحرير الدولار الجمركي لن يكون له أي تأثير على الأسعار لأن جميع السيارات المستوردة تعتمد على الدولار الحر منذ عدة أشهر، ويقتصر تأثيره على السيارات ذات التجميع المحلي نظرا لأن قطع الغيار كانت تتمتع بميزة الدولار المدعم "الجمركي"، وفي كل الأحوال لن تتأثر كثيرا بالتغيرات التي قد لا تتجاوز 5000 جنيه، وأعتقد أنه خلال فترة وجيزة ستصدر قرارات سيادية لتدعيم الصناعة الوطنية للسيارات.
بعد توقف شركه النصر للسيارات
— A.abbass (@abbass222) March 21, 2019
شركة النصر لصناعة السيارات المملوكة للدولة المصرية وشركة نيسان اليابانية توصلت الى اتفاق مبدئي لانتاج 100 الف سيارة سنويا في مصر.
https://t.co/aTnJg9fevR
وحول الضوابط التي تحكم أسعار السيارات في السوق المصرية قال أبو المجد، نحن في سوق حر يحكمه العرض والطلب فقط، وقد طالبنا أكثر من مرة بضرورة تدخل الدولة في عملية تسعير السيارات، ولمن يروجون بأن أرباح تجارة السيارات باهظة ويشنون الحملات عليهم، أقول لهم "إذا كانت الأرباح بهذا الحجم.. لماذا لا تستثمرون أموالكم فيها".
خليها تصدي
من جانبه قال محمد شتا المتحدث باسم حملة مقاطعة شراء السيارات المعروفة بـ"خليها تصدي" في اتصال مع "سبوتنيك": "بالقطع تحرير الدولار الجمركي سيكون له تأثير على أسعار السيارات والحملة، لأن كل التوقعات تشير إلى استمرار انخفاض سعر الدولار خلال الفترة القادمة، وأعتقد أن هناك تخفيضات في الجمارك والأسعار خلال الفترة القادمة".
وأضاف شتا: "أعضاء غرفة صناعة السيارات ورابطة التجار جميعهم بائعي سيارات، واتضح لنا وللحملة خلال الفترة الماضية أن لديهم نية للعودة لرفع الأسعار مجددا باستغلال أي حدث لتخويف الناس من الارتفاع القادم، لكن التجار يغفلون عن الوعي الموجود لدى 2 مليون عضو في الحملة "خليها تصدي"، ولا يقتصر الأمر على أعضاء الحملة فهناك الملايين خارجها".
وتابع شتا: "تصريحات ممثلي شعبة السيارات ورابطة التجار بكل أسف "غير مسؤولة" وتزيد من الاحتقان بين المستهلك المصري وبين التوكيلات وشركات السيارات وأيضا تزيد من أزمة الثقة بين الطرفين وهذا ليس في صالح الغرفة ورابطة التجار".
ممارسات شبه احتكارية
وحول تأثير حملة "خليها تصدي" على أسعار السيارات وتهوين التجار من ذلك قال المتحدث باسم الحملة: "منذ تعويم الدولار قبل عامين وحتى الآن والدولار يهبط بشكل ثابت ومع ذلك لم تهبط أسعار السيارات إلا بعد بداية الحملة، وكانت هناك نيه لدى التجار برفع الأسعار ابتداء من 1/1/2019 لولا وجود الحملة، لأن اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوربي بدأت منذ العام 2009، وبحلول العام 2019 كانت جمارك السيارات الأوربية قد انخفضت بما يقارب الـ90 بالمئة ولم يشعر بها المواطن بسبب أن توكيلات السيارات كانت تأخذ تلك التخفيضات لحسابها الشخصي ولا يشعر بها المستهلك المصري".
وأضاف: "في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي 2018، كان يخرج بعض ممثلي مجلس معلومات السيارات ليقولو للناس أن السيارات "إميك" سوف ترتفع أسعارها بعد 1 يناير/ كانون الثاني إلى الضعف وربما الضعفين 2019، ولو لم يكن للحملة تأثير، ما كانوا ليخرجوا في كل البرامج الإعلامية ويستنجدوا بالحكومة والجهات المعنية ويخوفونهم بأضرار الحملة على صناعة السيارات لتقوم الأجهزة المعنية بمنعها، لكن الأجهزة تأكدت أن هناك ممارسات شبه احتكارية واستغلالية لسوق السيارات في مصر، ما دعا رئيس الحكومة لتشكيل لجنة لمراقبة وضبط السيارات العشوائية ومعرفة والتأكد من الأرقام التي أوردتها الحملة والتي تعدت 30 في المئة".
ارتفاع الأسعار غير وارد
وقال محمد حسين مدير تحرير موقع "contact cars" لـ"سبوتنيك"، إن نزول أسعار السيارات الأوربية منذ بداية العام نتيجة اتفاقية التجارة "0 جمارك" حركت السوق بالنسبة لأسعار السيارات الأخرى ودفعتها للتخفيض.
وأضاف حسين أن الحالة العامة من الغلاء أثرت على سوق السيارات ودفعت المستهلكين الذين كانوا يقومون بالتغيير للموديلات الجديدة إلى تأجيل ذلك لعدة سنوات، وبانخاض نسبة مشتريات تلك الفئة حدث نوع من الركود في السوق، وبالتالي بدأ التجار في عملية خفض الأسعار.
وأشار مدير تحرير موقع "contact cars"، إلى أنه "يتوقع انخفاضات قادمة في أسعار السيارات حال استمر الدولار في الانخفاض أمام الجنيه، وفي حال ارتفع سعر الدولار ستظل الأسعار كما هى ويتم تحميل الفارق على هامش الربح الخاص به".
وبحسب تقرير لـ"إميك"، فإن مبيعات السيارات تراجعت خلال الـ5 أشهر الأولى من عام 2019، لتسجل نحو 60.2 ألف سيارة، مقارنة بـ63.9 ألف سيارة في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وانخفضت مبيعات سيارات الركوب (الملاكي) بنسبة 10 بالمئة على أساس سنوي لتسجل 41.1 ألف وحدة، وفقا لمجلس سوق السيارات المصري "إميك".
وفي يناير/ كانون الثاني 2019 طبقت مصر الشريحة الأخيرة من التخفيضات الجمركية على السيارات الواردة من الاتحاد الأوروبي وتركيا، طبقاً لاتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية، لتصل قيمة الجمارك إلى صفر، على أن تخضع السيارات لأنواع أخرى من الرسوم الضريبية".