نتنياهو الذي يستعد لأكبر معركة انتخابية في تاريخه، يحاول تثبيت أركان حكمه، في ظل موجة معارضة قوية أسقطته من قبل في انتخابات أبريل/ نيسان الماضي، وتحاول تكرار الأمر نفسه في الانتخابات المقبلة.
زيارة نتنياهو
وكتب نتنياهو:
هذه زيارة مهمة للغاية، نعمل حاليا على أكثر من ساحة، من أجل ضمان أمن إسرائيل إزاء المحاولات التي تقوم بها إيران والجهات الموالية لها لمهاجمتنا.
وتابع: "الساحة السورية هي الساحة الرئيسية ونسمع عن ذلك بين الحين والآخر. ومن المهم في نظرنا مواصلة الحفاظ على حرية العمل، التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو ضد أهداف إيرانية وأهداف تابعة لحزب الله وأهداف إرهابية أخرى".
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن: "الزيارة تهدف إلى مواصلة التنسيق المهم، الذي يمنع الاصطدامات بيننا والقوات الروسية، كما هي تهدف إلى مواصلة العمل على تحقيق الغاية المشتركة، التي قد اتفقنا عليها، التي لم تتحقق بعد".
واستطرد: "هناك شوط طويل حتى يتم تحقيقها وهي إخراج إيران من سوريا. هذا هو هدف الزيارة".
مصالح انتخابية
مائير كوهين، سياسي إسرائيلي ودبلوماسي سابق، قال إن "زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تأتي قبل 5 أيام من الانتخابات، وهو ما يكشف عن هواجس نتنياهو الانتخابية".
هدف الزيارة سياسي بامتياز، حيث يشعر نتنياهو بتهديد كبير بشان خسارة حزب الليكود لصالح منافسيه.
وتابع: "يحاول نتنياهو كسب مزيد من الأصوات عن طريق الظهور كأنه الزعيم الإسرائيلي الوحيد الذي يُستقبل في عواصم صنع القرار، ويُستمع إلى رأيه وهواجسه، وأنه الحريص دائمًا على أمن إسرائيل".
وأكد أن "الزيارة لخدمة مصالح نتنياهو الانتخابية، في ظل العلاقة القوية التي تربطه مع بوتين، وهو ما يفسر استجابة الرئيس الروسي لمقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي".
غارة حلب الأخيرة
وبين الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، أن "هناك من يعتقد أن هواجس نتنياهو الانتخابية ليست الهدف الأساسي من وراء زيارته لسوتشي، وأن التموضع الإيراني في سوريا، هو من يقلق رئيس الوزراء، ويريد أن يطلع الرئيس الروسي على ما تملكه إسرائيل من أوراق بهذا الخصوص".
وتابع:
الزيارة تأتي بعد نحو أسبوع من نشر تقارير إعلامية تحدثت عن شن سلاح الجو الإسرائيلي هجوما جويًا على مخازن للأسلحة الإيرانية في مدينة حلب شمالي سوريا، وجرى اتصال هاتفي بين نتنياهو وبوتين يوم الاثنين الماضي، وتمت مناقشة التنسيق الأمني بين الجانبين.
وأنهى حديثه قائلًا: "سيحاول تأكيد أهمية الهجمات التي تنفذها إسرائيل ضد أهداف إيرانية في سوريا، ومساهمتها الكبيرة في إضعاف تموضع التواجد العسكري الإيراني في هذا البلد، وأنه يضمن مصلحة روسيا، باعتبارها شريك في ما يتعلق بمحور تحجيم إيران في سوريا".
ومن جانبه، قال إيلي نيسان، المحلل السياسي الإسرائيلي، إن "هناك عدة أسباب لزيارة نتنياهو للرئيس بوتين، تأتي في مقدمتها مواصلة توثيق العلاقات بين روسيا وإسرائيل".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الزيارة تأتي أيضا لبحث استمرار التنسيق الأمني بين الجيوش الروسية والإسرائيلية في سوريا، بحيث لا يكون هناك أية عقبات أو مشاكل في الفترة المقبلة، كما حدث منذ عدة أشهر حينما أُسقطت الطائرة الروسية".
ويرى نيسان أن السبب الأكثر أهمية في تلك الزيارة، هو "مناقشة تموضع إيران في سوريا، وانعكاساته على إسرائيل".
وربط المحلل السياسي الإسرائيلي، الزيارة بالانتخابات في إسرائيل والتي يستعد لها بنيامين نتنياهو، والذي أراد من هذه الزيارة أن يبرهن على أنه شخص على مستوى عالمي، بالإضافة إلى كسب الناخبين اليهود الروس".
وبشأن إمكانية تغير اللقاء في سياسة إسرائيل تجاه المنطقة، قال: "ليس هناك معارضة بين السياسة الروسية والإسرائيلية في المنطقة، فالعلاقات بين بوتين ونتنياهو حميمية للغاية، القضية هنا في مناقشة تموضع إيران في سوريا".
جبهة جديدة
ومضى قائلًا: "هناك أزمة أخرى يريد نتنياهو أن يناقشها في زيارته للرئيس بوتين، وهي محاولات إيران فتح جبهة جديدة من هضبة الجولان تجاه إسرائيل، التي لا يمكن أن تقبل بتطبيق هذا الأمر على الأرض، والمهم هنا كيف سيتم التنسيق مع روسيا حول هذا الأمر؟، هذا السؤال سيطرح في اللقاء، خاصة وأن الرئيس بوتين يحاول مساعدة الرئيس بشار الأسد في إعادة الاستقرار بالأراضي السورية، لكن مواصلة تموضع طهران هناك يعيق التوجه الروسي نحو هذا الأمر".
ووفقا لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، سيناقش بوتين ونتنياهو القضايا الإقليمية، بما في ذلك الوضع في سوريا، مع التركيز على تعزيز آليات التنسيق العسكري".
وقبل انطلاق نتنياهو في رحلته إلى منتجع سوتشي، نددت موسكو بالخطة التي أعلنها نتنياهو لضم غور الأردن في الضفة الغربية بعد الانتخابات التي تشهدها إسرائيل يوم الثلاثاء المقبل.
وقالت الخارجية الروسية في بيان:
"لفت انتباه موسكو تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن نيته مد سيادة إسرائيل إلى غور الأردن، وهو التصريح الذي أثار رد فعل سلبيًا حادًا في العالم العربي. نعرب عن قلقنا إزاء خطط القيادة الإسرائيلية، التي يمكن أن يؤدي تنفيذها إلى تصعيد حاد في التوتر في المنطقة، وتقويض آمال السلام الذي طال انتظاره بين إسرائيل وجيرانها العرب.
ويخوض نتنياهو انتخابات جديدة للكنيست، في 17 سبتمبر/ أيلول الجاري، وإذا تمكن من الفوز فيها فسيحاول تشكيل ائتلاف حاكم مرة أخرى.