وأكدت الصحيفة أن مسؤولين في عملاق النفط السعودي قد طلبوا مساعدة من عدة شركات أخرى، وإلى أن الإصلاحات في المنشآت التي تعرضت للهجوم ستحتاج إلى فترة أطول مما صرح عنها الجانب السعودي.
تأثير الهجمات على السوق النفطية
عن مدى الضرر الذي لحق "أرامكو" بعد هذه الهجمات، ومدى الأثر الذي سيتركه على السوق العالمية، يرى الخبير الاقتصادي والنفطي محمد سرور الصبان في لقاء مع "سبوتنيك" بأن الأمور مضخمة أكثر من الواقع، فيقول: هناك عودة لمعظم إنتاج النفط السعودي من منشآت أرامكو، التي تعرضت إلى هجمات تخريبية من قبل إيران، والباقي هو 25-30 % من مجمل الإنتاج قد يستغرق بعض أسابيع للعودة الكامة ولكن ليست بالأشهر.
ويكمل: هناك عمل متواصل وجبار من قبل شركة أرامكو وفنيها للعودة إلى المستويات الطبيعية من الإنتاج، لكن حتما هناك تخريب كبير، لذلك الإصلاحات ستأخذ بعضا من الوقت، لكن ليست أشهر كما تذكر بعض وكالات الأنباء، وإنما هي عدة أسابيع كما صرح وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان.
أما نائبة رئيس مركز المعلومات والتحليلات في مركز "الباري" الروسي ناتاليا ميلشاكوفا، فقالت في حديث مع "سبوتنيك" بأن السعودية تنتهج أسلوبا آخر للتخفيف من آثار هذه الهجمات، وتشرح: منطقيا بالطبع يجب أن ينخفض تصدير النفط السعودي، لكنني أعتقد أنه في الواقع سيكون كل شيء بطريقة أخرى، وفقًا للأخبار لا تقلل المملكة من الصادرات على الإطلاق، ولكنها تقلل فقط تصدير بعض أنواع النفط.
وتتابع: في البداية تقوم حكومة المملكة العربية السعودية بتقييد تصدير النفط الخفيف، واستبداله بالوسائط الثقيلة والثقيلة، لكن بشكل عام ليس هناك شك في انخفاض صادرات النفط السعودية، وأعتقد أنه لا ينبغي توقع زيادة هائلة أخرى في أسعار النفط، التي من شأنها أن تؤدي إلى الانهيار.
أزمة نفطية عالمية؟
وبعد أن ارتفعت الأسعار عقب الهجمات، توقع العديد من الباحثين حدوث أزمة نفط عالمية، وارتفاع حاد في الأسعار، لكن المحلل السعودي الصبان وضح الأمر كما يلي: التأخير الذي سيحدث لن يؤثر كثيرا على السوق العالمية، فالسوق متخمة هذه الأيام بالنفط، وبالتالي غياب جزء أو 25% من أصل 5.7 ملايين برميل يوميا من النفط السعودي، لن يؤثر في المعروض.
ويكمل: لن تكون هناك أزمة عالمية أو نقص في الإمدادات كما يحاول أن يصوره البعض، لكن حتما حجم الأضرار كبير، وللأسف هناك تجاوزات عديدة من إيران بضربها أمن الطاقة، وضربها للاقتصاد العالمي.
بدورها تعتقد الخبيرة الروسية ناتاليا ميلشاكوفا الأمر ذاته، وتقول: إذا اعتبرنا الأزمة انخفاضًا في العرض (وزيادة في أسعار النفط)، فلا يمكننا بالتأكيد توقع ذلك، من غير المرجح أن يصل سعر النفط إلى 100 دولار هذا العام، أما بالنسبة للوضع العكسي مع احتمال انهيار الأسعار، فهناك بالفعل مثل هذه التوقعات.
وتكمل ميلشاكوفا: لكن مثل هذا السيناريو سوف يرتبط بشكل أكبر بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وليس بالأحداث في المملكة العربية السعودية، ولكن حتى الآن لم يكن هناك انخفاض في الطلب، كما ذكر أعضاء أوبك + فإن سعر 60 دولارًا للبرميل يناسب الجميع، لذلك على الأرجح سيتقلب السعر عند هذا المستوى في العام المقبل.
الحل؟
وعن الحلول التي يجب اتخاذها لعدم حدوث أزمة وقود، يرى الخبير السعودي الدكتور محمد سرور الصبان بأن الحل يكمن بإيقاف إيران، ويبين: يجب أن ترتدع إيران وأن تقف عن هجماتها هنا وهناك، للمنشآت الحيوية والتجهيزات الأساسية للدول المجاورة، سواء بشكل مباشر أو عبر أذرعها.
ويختم قائلا: أتصور أن اشتراك المملكة في تحالف حماية الملاحة البحرية مع الإمارات وغيرها من الدول، سيكون بمثابة جرس إنذار لإيران، بأنها لا يمكن أن تلعب بالنار، وأنها رسالة واضحة بأن هذا الأمر غير مقبول ولا يمكن تجاوزه.
فيما تتوقع الخبيرة الروسية ناتاليا ميلشاكوفا بأن الأزمة ستبقى قائمة في الشرق الأوسط دائما، لكونه ساحة صراع، وتقول: يعد الشرق الأوسط دائمًا مجالًا لصراع المصالح بين القوى الإقليمية والعالمية لسوء الحظ، لذلك الوضع الآن يتفاقم مرة أخرى، والولايات المتحدة بالطبع ليست مستعدة لحرب مع إيران، لكن من السهل التكهن بأسعار النفط فيما يتعلق بالوضع مع المملكة العربية السعودية والحوثيين في اليمن.