وقال الخبير هيلم: هناك أشخاص يمرون بهذه التجربة طوال الوقت، وعلينا دراسة الحالة لمعرفة كيفية العمل معها.
وأراد العالم استكشاف ما إن كانت أفكار عن الموت والوفاة ترتبط بالعزلة الوجودية، فالأخيرة ترتبط بالشعور بالوحدة لكنها ليست الشيء نفسه.
فالعزلة الوجودية هي الشعور بشكل رئيسي، أن الآخرين لا يفهموك، أما الوحدة فهي الشعور بعدم التواصل مع الآخرين، في حين أن تتعلم كيف تكون أكثر اجتماعيا يحسن حالة الشعور بالوحدة فإنه يمكن يسيء حالة الذين يشعرون بالعزلة الوجودية.
وأجرى الخبير وزملاؤه أربع دراسات حول الموضوع وكان جميع المشاركين من طلاب الجامعات، ووجدوا خلالها أن الذين يشعرون بالعزلة هم أكثر استخداما للتعابير المتعلقة بالموت والوفاة من غيرهم.
وقال هيلم، إن العلاقة بين العزلة الوجودية والتفكير في الموت لا يمكن تفسيرها عن طريق الشعور بالوحدة، أو قوة شعور الشخص بالانتماء إلى جماعة أو احترام الذات. على النقيض من ذلك، فإن الشعور بالوحدة، التي كانت مرتبطة أيضًا بأفكار عن الموت، فقدت تلك الصلة بمجرد تواجد عوامل الشعور بالانتماء إلى الجماعة واحترام الذات والعزلة الوجودية.
ومن الجدير بالذكر أن نتائج البحث الثاني اختلفت عن الأول، حيث لم يستخدم المشاركون التعابير المتعلقة بالموت عند الشعور بالعزلة الوجودية ومن المتوقع أن الأمر يتعلق بطريقة استجواب المشاركين، فاختبار المجموعة الأولى أجري في المختبر، أما الثاني فأجري عن بعد عن طريق الإنترنت وربما كانت المجموعة الثانية تشعر بارتياح أكثر من المجموعة الأولى التي كانت في المختبر.
والسبب الثاني أنه ربما أن الإنسان يتذكر التعابير المتعلقة بالموت عندما يشعر حقا بالعزلة الوجودية، وليس عندما يسأل عما يتصوره عن معنى العزلة الوجودية.
وبني البحث على نظرية أن الناس يبنون حواجز بينهم وبين وعيهم بأنهم سيتوفون في يوم ما، وكلما ذكّر الإنسان بأنه سيموت يوما ما فهو يتعلق بمبادئه وقيمه وعاداته الثقافية أكثر كوسيلة لإيجاد المعنى في مواجهة حقيقة وفاته يوما.