أشار عدد من الخبراء أن إنشاء ميترو أنفاق في دمشق هو أمر ممكن، مع الإشارة إلى أن المدينة ليست بحاجة له الآن، وكانت المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي قالت في شهر كانون الثاني/ يناير هذا العام أنها تنوي إعادة تفعيل مشروع قطارات نقل الضواحي (بين دمشق وريفها الذي يتضمن مسارات تحت الأرض وأخرى فوقها).
ويعول على المشروع لحل أزمة النقل في محافظتي دمشق وريفها وهو عبارة عن قطارات كهربائية لنقل المواطنين تربط الريف بالعاصمة عند نقطة التقاء هي محطة الحجاز وتصل سرعتها إلى 160 كم/سا وجزء من هذه القطارات سيكون تحت الأرض عندما تدخل مدينة دمشق وجزء خارج الأرض عندما تخرج من المدينة باتجاه الريف وهي بذلك تختلف عن المترو الذي يكون بكامله تحت الأرض.
ويبين علي أن المشروع يتفرع لأربعة محاور الأول يمتد من محطة الحجاز إلى محطة القدم وصولا إلى السيدة زينب ومن ثم إلى مطار دمشق الدولي والثاني بين الحجاز-القدم- صحنايا- الكسوة-دير علي- والمحور الثالث الحجاز-القدم-حوش بلاس- داريا- قطنا- والرابع-الحجاز- الربوة-دمر-قدسيا- الهامة وما تم تنفيذه من المشروع هو نفقان أساسيان نفق الحجاز-القدم بطول 5 كيلو مترات ووصلت نسبة الإنجاز فيه إلى 70 بالمئة ونفق الحجاز-الربوة الذي تم تنفيذ 69 بالمئة منه وهما النواة الأساسية للمشروع.
وأوضح علي أن بعض عروض الشركات الصينية كان على مبدأ قروض لمدة 16 عاما ولكن القرض له محاذير لذا استبعدت المؤسسة هذا العرض وتسعى حالياً للتنسيق مع هذه الشركات للتعاقد وفق مبدأ "بي أو تي" أو التشاركية وفي حال تم الاتفاق على الاستثمار ستتم المباشرة بالعمل بأسرع وقت ليكون هناك تواز بالإنجاز بين الجهتين المنفذتين للمشروع السككي والمشروع الاستثماري التجاري الذي تسعى المؤسسة لتنفيذه خلف محطة الحجاز كونهما متكاملان مع بعضهما ويلتقيان عند مركز المحطة.
الخبير الروسي التقني ورئيس مجلس إدارة شركة "2K" الهندسية، إيفان أندرييفسكي قال لوكالة "سبوتنيك" إنه من الناحية النظرية والتطبيقية، فإن بناء المترو في دمشق هو أمر ممكن، وعلى الأرجح سوف يكتمل. هناك تربة جيدة لبناء الأنفاق ميكانيكيا. حيث يساعد ذلك عندما تحفر دوائر قطرها في الأرض كبير.
وأضاف الخبير الروسي: "قبل 10 سنوات لم يتم تطبيق هذه التكنولوجيا. لكن من الممكن الآن بناء مترو في دمشق في وقت قصير. هناك ، تسمح الأراضي بالتشغيل السريع لهذه الآلات ، لذلك كل شيء ممكن".
قال الخبير المختص أحمد نحاس لوكالة "سبوتنيك"، إن "من متطلبات إنشاء مترو أنفاق في دمشق هو وجود دراسة جدوى اقتصادية لمثل هذا المشروع أولا، وثانيا وجود حاجة لذلك، ففي حال وجود اختناق مروري حاد في ساعات الذروة، أو على مدار اليوم، ولم تنفع الجسور في حل المشكلة، فهنا لا بد من إنشاء منشآت تحت الأرض مثل مترو الأنفاق".
وأضاف نحاس "ثالثا، لا بد من تأمين الطرق الفرعية المؤقتة أثناء العمل على المشروع، حيث لا بد من إغلاق العديد من الطرق الرئيسية أثناء إنشاء المشروع، أما رابعا، لا بد من وجود تقنيات حديثة (آليات) تساعد على الحفر، حيث لا يوجد داعي لشرائها كون سعرها غالي جدا، ويمكن استئجارها من البلدان المتقدمة مثل ألمانيا وروسيا".
وأشار نحاس إلى أنه "من ناحية الإمكانية، أعتقد أن الدولة السورية قادرة على إنشاء هكذا مشروع بإشراك بعض الخبراء الروس، حيث يشتهرون جدا بإنشاء الأنفاق، كما يمكن الاستعانة بخبرتهم الطويلة خاصة بتكنولوجيا الإنشاء، حيث يمكن إنشاء مترو بسرعة كبيرة جدا باستخدام بعض الآليات الحديثة وتقنيات مختلفة معروفة لدى الخبراء الروس وخاصة في حال وجود مقاطع عرضية للطبقة الأرضية في مكان الإنشاء".
"مدينة دمشق ليست بحاجة ماسة لإنشاء شبكة مترو أنفاق، فلو كان ذلك حلا لازدحام السير فباستطاعتنا حل هذه المشكلة بطرق أخرى أكثر اقتصادية كتوسيع الطرق أو تنظيم شبكة الطرق حسب المعايير العالمية".
وأضاف: "كما أن التعداد السكاني لمدينة دمشق لا يصنف بين المدن المكتظة سكانيا بالإضافة لصغر حجمها وصعوبة تضاريسها من حيث طبيعة تربتها وتوزع المياه الجوفية العشوائية فيها".
وختم "كما يقال أن دمشق مدينة قائمة على مساحات كبيرة ومليئة بالآثار التاريخية نتيجة تراكم الحضارات عبر التاريخ في هذه المنطقة فمن الممكن أن يتم تخريب هذا الإرث التاريخي نتيجة عمليات الحفر".
يذكر أن قطارات الأنفاق تبنى على سكك حديدية في أنفاق موجودة تحت الأرض مع وجود بعض مناطق سيرها فوق الأرض، وتنقل الأفراد بين مناطق قريبة من بعضها البعض نسبيا كالتنقل من منطقة سكنية إلى أخرى، أو مناطق بعيدة تفصلها حواجز طبيعية كالبحار والأنهار (مثل قطار المانش الذي يربط بين إنكلترا وفرنسا ويسير تحت البحر).
ويعتمد الميترو على الطاقة الكهربائية بشكل أساسي، وتم بناء أول "ميترو" في إنجلترا في بدايات القرن التاسع عشر، باستخدام أسلوب الحفر والتبطين التقليدي، وأسست بريطانيا أول ميترو كهربائي عام 1905.
من مواصفات ومميزات الميترو أنه يستطيع نقل عدد كبير من الأفراد بنفس الوقت، كما يقلل من حدة التلوث في المدن الكبرى، وأهم من كل ذلك أنه يوفر الوقت والمال للركاب، حيث يعتبر من أرخص وسائل النقل في العالم، كما أنه من أكثر وسائل النقل أمانا.
ومن الطبيعي القول أن إنشاء شبكة ميترو يحتاج تكنولوجيا متطورة، وهذا ما ساعد الدول الغربية وروسيا واليابان وغيرها من الدول على إنشاء شبكات ميترو كبيرة ومتطورة وآمنة.