تحدث فريق "سبوتنيك" مع الخبير السياسي الروسي غريغوري لوكيانوف، حول ما ستقدمه روسيا في المفاوضات بين مصر وإثيوبيا لتشغيل سد النهضة، حيث قال الخبير "يمكن لروسيا إعداد منصة تفاوض، وكذلك المساعدة في وضع استراتيجية لحل التناقضات باستخدام الوسائل الدبلوماسية من أجل منع المواجهة".
وتابع الخبير الروسي: "تجدر الإشارة إلى أن روسيا هي اليوم واحدة من أكبر شركاء مصر، وقمة روسيا - أفريقيا هي تأكيد على ذلك. وتعد روسيا شريك استراتيجي لإثيوبيا أيضا، كما أن الثقة هي أداة مهمة يمكن استخدامها بنجاح للعثور على حل للتناقضات بين مصر وإثيوبيا".
لدى روسيا خبرة في توفير الأمن بكل مظاهره، وهذا حسب لوكيانوف، هو أهم شيء يمكن لروسيا أن تقدمه في هذا الشأن، وأشار الخبير "والمنتج الرئيسي الذي تقدمه روسيا للدول الأفريقية في إطار عودة، كما قال الرئيس بوتين، روسيا إلى إفريقيا هو المساعدة الأمنية بالمعنى الواسع للكلمة. بالإضافة إلى ذلك فإن مفهوم روسيا بصفتها الجهة التي توفر الأمن يعني أيضًا مشاركة الخبرة في حل النزاعات على المستوى الدولي والمحلي".
وستظهر روسيا بدورها الوسيط كدولة قادرة على تقديم بديل قوي لأدوات التسوية غير الفعالة لحل الصراعات الإقليمية وأضاف الخبير، "بالطبع، فإن مثل هذا التحسن في سمعة روسيا سوف يسمح لها أن تصبح أكثر جاذبية كشريك اقتصادي".
أكد لوكيانوف، أن روسيا ستساعد في حل مشكلة بناء السدود ليس فقط من الناحية السياسية، ولكن أيضًا من الناحية التكنولوجية، وقال، "إن مشكلة سد النهضة ليست فقط سياسية وأمنية، ولكن أيضًا اقتصادية وتكنولوجية. يجب معالجة العديد من المشاكل الأخرى، ليس فقط من خلال استخدام الأدوات السياسية، إنهم بحاجة إلى حلول تكنولوجية جديدة، وتمتلك روسيا إمكانات اقتصادية كافية لتقديم أدوات وتكنولوجيات فعالة لحل المشكلات الكبيرة المتعلقة بنقص المياه والكهرباء في كلا البلدين. وهذا ضروري لنمو الاقتصادين المصري والإثيوبي".
ورفضت إثيوبيا، الشهر الماضي، اقتراحا لمصر بشأن تشغيل السد، ولم تذكر أديس أبابا حجم تدفق المياه الذي تريده، لكن مصر تريد تدفق ما لا يقل عن 40 مليار متر مكعب من مياه السد سنويا.
وكانت وزارة المياه والري الإثيوبية، قد وصفت الاقتراح المصري الجديد بأنه "عبور للخط الأحمر".
ومؤخرا أعلنت مصر رسميا وصول مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وأثيوبيا إلى طريق مسدود وطالبت القاهرة بدخول طرف دولي في المفاوضات.