وكانت الصورة التي جمعت السيسي وأحمد على هامش اجتماعات القمة الروسية الأفريقية، قد أحدثت جدلا على مواقع التواصل، خاصة بعدما ظهر فيها رئيس وزراء إثيوبيا وهو يضع "قدما على قدم" ويجلس السيسي معتدلا.
وأوضح نشطاء أن تلك الصورة تعكس التوتر بين مصر وإثيوبيا، على خلفية أزمة "سد النهضة".
وعلق النشطاء أن رئيس وزراء إثيوبيا، لم يكن يتعالى في طريقة جلسته، بل هي عادة يمارسها مع كل الزعماء الذين التقاهم في كل العالم.
وكان رئيس وزراء إثيوبيا قد علق على تصريحاته بشان "خوض الحرب" مع مصر بسبب سد النهضة.
وكان السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية قال إن آبي أحمد "أكد أن تصريحاته الأخيرة أمام البرلمان الإثيوبي بشأن ملف السد تم اجتزاؤها خارج سياقها، وأنه يكن كل تقدير واحترام لمصر قيادةً وشعبًا وحكومةً".
وأوضح أن تصريحاته "تضمنت الإعراب عن التزام إثيوبيا بإقامة سد النهضة دون إلحاق الضرر بدولتي المصب، وأن الحكومة والشعب الإثيوبي ليس لديهم أية نية للإضرار بمصالح الشعب المصري، وأن استقرار مصر وإثيوبيا هو قيمة وقوة مضافة للقارة الأفريقية بأسرها".
عبر الكثيرون عن امتعاضهم وغضبهم واندهاشهم من طريقة جلوس رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد في جلسة المباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي السيسي والوفد المرافق .. واعتبرها البعض تعاليا أو غطرسة . والحقيقة - كما سترون في الصور المرافقة - تؤكد أن هذه هي طريقة جلوس آبي احمد الدائمة .. pic.twitter.com/MUliGGGRqY
— Hamed Ezzeldin (@hamedezzeldin) October 24, 2019
وشدد على أنه، بصفته رئيسًا لوزراء إثيوبيا، "ملتزم بما تم إعلانه من جانب بلاده بالتمسك بمسار المفاوضات وصولًا إلى اتفاق نهائي".
وحسب وكالة الأنباء الإثيوبية (إينا) يناقش الزعيمان القضايا المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي الكبير والقضايا الثنائية الأخرى.
وأشارت الوكالة إلى أنه في معرض حديثه عن الأسئلة التي طرحها أعضاء البرلمان، يوم الثلاثاء الماضي، قال رئيس الوزراء آبي: "سوف أجري محادثات مع الرئيس السيسي على هامش القمة الروسية الأفريقية حول سد النهضة".
وأعلنت الرئاسة الروسية، اليوم، أن الرئيس فلاديمير بوتين أعرب عن استعداده للتوسط بين مصر وإثيوبيا لحل الخلاف حول سد النهضة.
وفي الأسبوع الماضي، أكدت إثيوبيا موقفها الرافض لعدم قبول أي وساطة غير المشاورات الثلاثية بشأن السد.
وقال آبي أحمد، إنه إذا اضطرت بلاده إلى خوض حرب بشأن سد النهضة، فيمكن لها أن تحشد الملايين من أجل المواجهة.
وجاءت تصريحات آبي أحمد، خلال جلسة استجواب في البرلمان الإثيوبي، بشأن أزمة سد النهضة، ونقلتها وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي: "البعض يقول أشياء بشأن استخدام القوة من جانب مصر، يجب التأكيد على أنه لا توجد قوة يمكن أن تمنع إثيوبيا من بناء السد".
وتابع المسؤول الإثيوبي الحائز على جائزة نوبل للسلام "إذا كانت هناك حاجة إلى الذهاب إلى الحرب، فيمكننا حشد الملايين، وإذا تمكن البعض من إطلاق صاروخ، فيمكن للآخرين استخدام القنابل".
وأُعلن عن سد النهضة الإثيوبي الكبير الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار في عام 2011، وتم تصميمه ليكون حجر الزاوية في مساعي إثيوبيا لتصبح أكبر دولة مصدرة للطاقة في أفريقيا من خلال توليد كهرباء تصل إلى أكثر من 6000 ميغاوات.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقب المحادثات على فيسبوك: "أؤكد أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها ملتزمة بحماية الحقوق المائية المصرية في مياه النيل، ومستمرة في اتخاذ ما يلزم من إجراءات على الصعيد السياسي وفى إطار محددات القانون الدولي لحماية هذه الحقوق".
ورفض الوزير الإثيوبي سلشي بيكيلي في المحادثات الطلب المصري للوساطة.
قال آبي أحمد خلال لقاء #السيسي، إن تصريحاته الأخيرة بشأن #سد_النهضة تم اجتزائها خارج سياقها، وإن بلاده ملتزمة بإقامة السد دون إلحاق ضرر بدولتي المصب، مؤكدا أن #إثيوبيا ليس لديها أية نية للإضرار بمصالح الشعب المصري، وأن استقرار البلدين قوة للقارة الأفريقيةhttps://t.co/AWD4jqY0wJ
— إرم نيوز (@EremNews) October 24, 2019
وقال للصحفيين: "لماذا نحتاج إلى شركاء جدد؟ هل تريدون تمديد (المفاوضات) إلى أجل غير مسمى؟".
ورفضت إثيوبيا، الشهر الماضي، اقتراحا لمصر بشأن تشغيل السد. ولم تذكر أديس أبابا حجم تدفق المياه الذي تريده لكن مصر تريد تدفق ما لا يقل عن 40 مليار متر مكعب من مياه السد سنويا.
وكانت وزارة المياه والري الإثيوبية، قد وصفت الاقتراح المصري الجديد بأنه "عبور للخط الأحمر".
ونقلت وكالة أنباء إثيوبيا عن وزارة المياه والري والطاقة القول إنه "أصبح اقتراح مصر الجديد بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير نقطة خلاف بين البلدين".
وتقول إثيوبيا إنها تهدف من بناء سد النهضة الكبير إلى تأمين 6 آلاف ميغاواط من الطاقة الكهرومائية، ولا تهدف إلى تخزين المياه أو إلحاق الضرر بدول المصب.