وذكرت مصادر أمنية أن القذيفة الصاروخية الأولى سقطت في مياه نهر دجلة، فيما انفجرت الثانية قرب ملعب مقابل المنطقة الخضراء.
وأوضحت المصادر أن الحادث لم يسفر عن سقوط إصابات، مشيرة إلى أن عناصر من قوات الأمن توجهت إلى موقعي سقوط القذيفتين.
فما هي الرسائل التي حملتها تلك القذائف سواء للمتظاهرين أو للسفارة الأمريكية في بغداد؟
عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج "أين الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك" الأكاديمي والكاتب الدكتور دياري الفيلي:
"قد يكون هذا الاستهداف يحمل أكثر من رسالة ذات أبعاد متنوعة، وقد يكون في جزء مهم منه بمثابة رسالة إلى السفارة الأمريكية، وقد يكون في جزء آخر منه رسالة إلى وسائل الإعلام التي تعمل مع التظاهرات وتحمل مشروعا يقف بالضد من بعض القوى السياسية."
وتابع الفيلي، "قبل فترة قليلة، كان هناك نقد موجه من قبل جهات عراقية من كتاب وباحثين وناشطين في الحركة الاحتجاجية، وكذلك بعض الشخصيات السياسية، أشارت فيه إلى أن هناك عدم وضوح في الموقف الأمريكي مما يجري، على اعتبار أن الولايات المتحدة عادة ما يكون لها دور أو رأي في الحركات الاحتجاجية، وليس بالضرورة أن تؤثر أو توجه، وإنما تعبر عن رأيها في كيفية تعامل السلطة مع المحتجين، ورأينا تلك المواقف عموما في ما حصل في الكثير من البلدان العربية."
وأشار الفيلي إلى أنه "عندما أيدت الولايات المتحدة الأمريكية فكرة إجراء الانتخابات المبكرة، سرعان ما أعلنت قوى عراقية عن أن هذا يعد دليل على أن الولايات المتحدة تملك مشروعا في العراق، وهي إحدى الأدوات المحركة للحركات الاحتجاجية، الأمر الذي يضع الحركة الاحتجاجية على المحك، وهذا يعطي نوع من المبرر للدولة في ممارسة العنف ضد المحتجين، على اعتبار أن هناك مشروعا أمريكيا يجب التصدي إليه."
وأضاف الفيلي، "يعول الطرف الثالث الذي أشار إليه وزير الدفاع العراقي، على عملية خلط الأوراق، بما فيها قضية وجود مؤامرة أمريكية لتغيير نظام الحكم، لذلك فإن عملية إطلاق الصواريخ على محيط السفارة الأمريكية، سوف يكون في الأسابيع القادمة أمرا شبه دوريا، ما يعني أن المشهد في طريقه إلى مزيد من التعقيد والتصعيد، بسبب الضغط الكبير على القوى السياسية المهيمنة على القرار العراقي والمساهمة بالفساد، حيث تشعر أنها هي الخاسرة في هذا المشهد، لذا ستكون لها ردة فعل عنيفة."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون