وأضاف العتوم في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك" اليوم الثلاثاء،: "السلطات الإيرانية لجأت إلى ثلاث استراتيجيات أساسية للتعامل مع الاحتجاجات، أولها الحل الأمني من خلال استهداف المتظاهرين والاعتقالات محاولة زرع بعض العناصر داخل المحتجين لإحداث الفرقة بينهم وإعطاء المبرر للتعامل الأمني معها؛ وتمثلت الاستراتيجية الثانية في عملية تسيير التظاهرات المضادة المؤيدة للسلطات؛ وأخيرا استراتيجية العزل من خلال قطع الانترنت".
وأشار الخبير في الشأن الإيراني: "في السابق كنا نتحدث عن سيناريوهين فيما يتعلق بتلك التظاهرات، أولهما يتعلق بنزع فتيل التوتر من خلال التراجع عن قرار رفع أسعار البنزين، وهذا لم يحدث بكل أسف بعد موافقة مرشد الثورة عليه مباشرة."
وقال العتوم إن السيناريو الثاني وهو ما يسمى بالصفقة الإيجابية أو التسوية وليس التراجع عن رفع الأسعاركليا، لكن الوصول إلى نسب تدريجية لرفع الأسعار وهو ما لم يحدث، إلى جانب هذا فإن العديد من دول العالم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية انتهجت سياسة النأي بالنفس حتى لا تتخذ السلطات الإيرانية أي تصريح أو موقف أمريكي على أنه تدخل وتشدد قبضتها الأمنية على المتظاهرين، ومع ذلك يبقى الدور الأمريكي من خلال الدعم المعنوي والإلكتروني.
وتابع الخبير في الشأن الإيراني، بعد قطع السلطات الإيرانية للإنترنت ربما تتمكن الولايات المتحدة من الحد من قدرات طهران على حجب الإنترنت، ما يسهل إيصال صوت الاحتجاجات إلى الخارج.
ولفت العتوم إلى أن كل المؤشرات تشير إلى التصعيد، بعدما انخرطت فيها قطاعات عديدة من كافة طبقات الشعب ولم تعد مقصورة على الطلبة فقط، علاوة على أن الشعارات التي رفعها المحتجون ربما تعبر عن الواقع الذي يعيشونه وواقعها في المحيط الإقليمي.
وتشهد العديد من المدن الإيرانية احتجاجات واسعة منذ يوم الجمعة الماضي، اعتراضا على قرارات حكومية برفع أسعار الوقود.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، في تصريح نشر يوم أمس الإثنين، على موقع الحكومة تعليقا على الاحتجاجات، "في بعض التقارير بلغنا أن هناك من استخدم السلاح وأصيب عدد من قوات الأمن وراح شهيد".
هذا وكانت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط قد أصدرت، مساء الخميس الماضي، بيانا أعلنت فيه عن رفع سعر البنزين 3 أضعاف مقارنة بسعره السابق في البلاد، وسط ردود أفعال سلبية واسعة داخل البلاد، بما في ذلك ردود أفعال من قبل بعض نواب البرلمان الإيراني والمسؤولين الحكوميين.