وتتمثل المشكلة الأساسية مع هذه المسكنات أنها قاسية بالنسبة لبعض الميكروبات المهمة على بطانة المعدة، وتمنع بعض المواد الكيميائية المرسلة التي تسمى البروستاجلاندين، والمسؤولة عن تحفيز إصلاح الأنسجة، ويشدد الأطباء على أن مع كل جرعة يزداد الأثر والضرر، حتى مع أسبرين الأطفال الذي يأخذه الكثير من الناس لمنع النوبات القلبية.
واكتشف باحثون بريطانيون في قسم أمراض الجهاز الهضمي بكلية طب إمبيريال كوليدج في لندن، مؤخرا أن هرمون النمو من اللبأ، وهو أول حليب ينتج قبل مرور أول 6 ساعات بعد الولادة، يمكن أن يقلل من ارتفاع نفاذية الأمعاء الناجم عن تأثير مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
وبهذه النتيجة توفر الدراسة دليلا أوليا على أن اللبأ البقري، والذي يتوفر حاليا كتحضير بدون وصفة طبية، قد يوفر مقاربة جديدة للوقاية من الأضرار المعوية التي تسببها مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في البشر.
ويشير الباحثون إلى أن اللبأ البقري، هو أول حليب يحصل عليه جميع حديثي الولادة من الثدييات، لاحتوائه يحتوي على عوامل نمو وفيرة من هرمون النمو، مؤكدين على أنه ليس كل اللبأ يحتوي على نفس القدر من عوامل النمو، وأن مستويات الفائدة تنخفض إذا أصبح مخففًا، وهي تنخفض بالتدريج بعد أول 6 ساعات.
وعدد الباحثون عدة فوائد على تجديد أنسجة الجسم، ويحفز تخليق البروتين ويعمل مع عوامل نمو أخرى لتنشيط نمو الخلايا والتكاثر والتعبير النووي لتخليق البروتين، وهذا ينطبق على إعادة بناء الأوتار والأربطة والمفاصل المصابة من الألعاب الرياضية أو السيطرة على الكوليسترول المرتفع أو سوء التغذية والسمنة المفرطة، بالإضافة لتسريع عملية إصلاح الجروح وتشغيل الأحماض النووية للانتقال إلى وضع الإصلاح وتنشيط الخلايا الليفية في خلايا معينة لتجديد الأنسجة.