ونشرت مجلة "سبورت هيلث" العلمية المتخصصة دراسة جديدة من نوعها استطاعت لأول مرة أن تربط كيفية عمل الأقطاب الكهربائية في فروة الرأس والكهرباء التي ينتجها الدماغ، استجابة للأصوات.
وقالت كراوس: "تمكنا في تلك الدراسة لأول مرة من الاستماع إلى العقل عن طريق مكبر للصوت، وتمكنا من تحقيق رؤية كاملة لصحة العقل والجهاز العصبي".
وتابع "اكتشفنا أنه كلما تعرضت الدماغ لبيئة صوتية غنية مليئة بالتحفيز اللغوي والموسيقي، من الأرجح عقله يكون ساكنا وأقل عصبية، وبالعكس عندما تتعرض الدماغ لبيئة صوتية محدودة فالدماغ تكون صاخبة جدا وتكون هناك صعوبة للعقل على فك المدخلات السمعية".
وأوضحت "الدماغ يكون بحاجة إلى نشاط كهربائي كاف، حتى يعمل بصورة سليمة، وعندما لا يحصل على ما يكفي من النشاط الكهربائي يبدأ بخلق نشاط عشوائي ليس له أي معنى، وهو ما ينعكس بالدرجة الأولى على سماع الأصوات".
وأشارت الدراسة إلى أن الرياضة يمكنها أن تتلاعب بدورها في سكون الدماغ، وتعزز من قدرة الدماغ على أن يسمع بشكل صحيح.
وكشفت الدراسة أن الرياضيين يتمتعون بثبات أقل في أدمغتهم من غير الرياضيين، ويمكنهم معالجة الأصوات الخارجية بشكل أفضل، مثل سماع زميله في الفريق الذي يصرخ عليه أو مدربه الذي ينادي عليه من الخطوط الجانبية.
وتعمل ممارسة الرياضة على تخفيف ضوضاء الكهرباء في عقولهم، ما يجعلهم قادرين بصورة أكبر على عزل الأصوات والتفريق بينها والسماع بصورة أكثر دقة.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن ريتشارد إيزاكسون، طبيب الأعصاب قوله: "تلك نتائج مذهلة، كيف يمكن أن تكون اللياقة البدنية أو الأوعية القلبية لها علاقة باللياقة العقلية، تلك نتائج مذهلة".
وتقول كراوس عن نتائج تلك الدراسة:
"فهم الصوت واحد من أصعب الوظائف التي يواجهها العقل، فهو عليه أن يفك شفرة الصوت في توقيت مناسب ويتوافق على فهم معنى ورد الفعل عليها في جزء من الثانية".
وتابعت: "لذلك كلما قلت الضوضاء العصبية كلما كانت الاستجابة أسرع، لذلك الرياضيين هم الأكثر دقة في السمع".
وأشارت الباحثة إلى أن هناك أشياء أخرى لتحسين حاسة السمع، مثل تعلم لغة ثانية أو العزف على آلة موسيقية.