كان للبث الفضائي العربي آثاره الكثيرة والمتنوعة على العالم العربي، تكنولوجيا الاتصالات والأقمار الصناعية وما يسمى اليوم بـ"عصر السماوات المفتوحة" هدّدت العالم العربي بقيمه وعاداته. القنوات الفضائية العربية تصدت لهجوم القنوات الفضائية الأجنبية وللغزو الثقافي الغربي والعولمة التي غالباً ما تتنافى مع القيم والعادات العربية. سنستعرض مميزات البث الفضائي العربي والتي يمكن اعتبارها إيجابياته.
لاقت المحطات الفضائية التلفزيونية وكل ما يتعلق بالأقمار الاصطناعية التي تحتوي على القنوات رواجا كبيرا في بداية تسعينات القرن الماضي في العالم العربي حيث لم يخل بيتا من قنوات عربية وأجنبية أصبحت جزءا أساسيا من حياة كل مواطن عربي بات خلال العالم أقرب له من خلال مشاهدته للقنوات العربية والأجنبية المختلفة.
سوريا
شهدت سوريا حقبة الصحون اللاقطة خلال التسعينات دخل فيه التلفاز البيوت الفقيرة قبل الغنية تشارك خلاله السوريون المشهد والواقع التلفزيوني العربي والغربي على خط متوازن. لكن الفوضى العارمة والحرب السورية سببت قطيعة بين المشاهد والتلفزيون في سوريا ما جعل الحكومة تتخذ احراءات جديدة من خلال وزارتي الاتصالات والإعلام في سوريا على إدخال نظام "الكابل" لاستقبال القنوات التلفزيونية، إلى جميع بيوت السوريين حيث يتم إلغاء الستالايت وإنهاء حالة الفوضى والعشوائية في استقبال القنوات التلفزيونية والإذاعية عبر الصحون اللاقطة المنتشرة على أسطح المباني.
لبنان
أما في لبنان فلهذا المجال قطاع خاص مستقل عن الدولة بشكل مباشر حيث يتحكم أصحاب الكابلات بالأسعار وبالمحطات التلفزيونية التي تضع شروط لعرضها وتوزع خدماتها بواسطة البث الهواىٔي، لكن هناك بعض المشاكل الأساسية التي تواجه هذا القطاع من خلال تواجد عدد كبير من الشبكات غير الشرعية بسبب غياب القوانين الواضحة لتنظيم عمل هذا القطاع بالإضافة إلى حكم الأمر الواقع في بعض المناطق التي تقوم بالسيطرة والتحكم بالقنوات.
العراق
أما العراق فشهد ازدهارا لهذه الظاهرة بعد سقوط نظام صدام حسين الذي كان يتحكم بالإعلام المرئي والمسموع ما قبل السقوط، لكن بعد تلك المرحلة ظهرت على أسطح المباني العراقية في مختلف المدن صحون لاقطة وريسفيرات دخلت البيوت وذلك كان له تأثيرا على ازدياد القنوات الفضائية العراقية المختلفة بعد ازدهار هذا القطاع، ولم تتمكن الدولة العراقية من تنظيم هذا القطاع بحيث بقيت المبادرة الفردية هي الأساس في السوق التلفزيوني غير المنظم.
السعودية
ارتبط التلفزيون بحياة السعوديين ارتباطا وجدانيا، فمن برامجه تعلموا وتثقفوا وعبر شاشته اطلعوا على أخبار الوطن والعالم من حولهم.
عاصر جيل الثمانينات التلفزيون السعودي بقناتيه الأولى والثانية قبل أن تفاجئه القنوات الفضائية مع بداية التسعينات، فحاول الصمود أمام أمواجها العاتية حتى بدايات الألفية الجديدة حين تراجع خلالها حضوره كثيراً من على شاشات السعوديين.
في السنوات الأخيرة عاود التلفزيون السعودي حضوره للمنافسة على جذب المشاهدين، بدأت هذه العودة فعلياً بصدور قرار مجلس الوزراء السعودي في جلسته المنعقدة في السابع من رجب 1433 الموافق 29 مايو 2012 تحويل التلفزيون السعودي والإذاعة السعودية إلى هيئة عامة، تحمل اسم "هيئة الإذاعة والتلفزيون"، لتصبح بذلك هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية.
ودعت هيئة الإذاعة والتلفزيون مستقبلي البث الأرضي لقنوات التلفزيون السعودي إلى التحول إلى النظام الرقمي الجديد لأن النظام التماثلي القديم قد تم إبداله في أغلب محطات البث.
يجد السعوديون أنفسهم اليوم أمام خيارات متنوعة من القنوات التلفزيونية التي تديرها الهيئة، بعد افتتاح سلسلة قنوات تلفزيونية، تشمل قناة القرآن الكريم، وقناة السنة النبوية، وقناة السعودية، وقناة SBC، وقناة الإخبارية، وقنوات KSA Sports، مع تطلعات إلى تطورها النوعي بموازاة زيادتها الكمية والتي تتحكم بها الدولة من خلال رقابة قانونية.
