ترقب وحذر
أزمة حقيقية وعالمية
وأضاف المستشار النفطي: "التهديدات أيضا جاءت من جانب الولايات المتحدة والتي حددت أهدافا بعينها في إيران ستكون محلا للاستهداف، في حال ما حاولت طهران القيام بعمليات انتقامية، وهنا تتخوف أسواق النفظ من قيام حرب شاملة بين الدولتين، ما سيؤثر بشكل كبير على أسواق النفط في العالم، نظرا للأهمية المتزايدة للخليج العربي والذي ينتج أكثر من 20% من الانتاج العالمي للنفظ، حيث تصدر السعودية منفردة مالا يقل عن 7 مليون برميل يوميا عن طريق مضيق هرمز والبحر الأحمر".
وأشار الصبان إلى أن "أي مؤثرات على الممرين السابقين "مضيق هرمز- البحر الأحمر"، وبالتالي حدوث أي توتر في تلك المناطق سيؤدي إلى تأخر إمدادات النفط وحدوث أزمة حقيقية وعالمية وارتفاعات كبيرة في الأسعار".
ارتفاعات متوقعة
وتوقع المستشار النفطي، مزيد من الارتفاعات في الأسعار خلال الأيام القليلة أو الساعات القادمة، بعد عدم فشل محاولات التهدئة بين واشنطن وطهران وتزايد حدة التهديدات، رغم الجهود الأوربية والصينية لتهدئة الأوضاع، لكن يبدو أن كلا الدولتين ماضية في تنفيذ تهديداتها.
أكبر الاحتياطيات
ومن جانبه، قال الدكتور وضاح الطاها، العضو الاستشاري في المعهد البريطاني للاستثمار في دبي لـ"سبوتنيك": "ما لاحظناه في الفترة الأخيرة أن طرفا الصراع الأمريكي والإيراني دخلا مرحلة جديدة، وهي تنفيذ التهديدات التي يطلقها كل طرف، فقد رأينا مقتل سليماني بعد الاعتداء على السفارة الأمريكية في بغداد وتهديدات ترامب بالانتقام والتي تم تنفيذها بالفعل، ثم ما لبثت أن عادت التهديدات بالانتقام من جانب طهران والتي ردت عليها واشنطن بتهديدات جديدة".
وأضاف العضو الاستشاري:
"التهديدات المتبادلة سوف يقع تأثيرها فقط على أسواق النفط العالمية، لأن كل من العراق وإيران دولتان كبيرتان في إنتاج النفط، وإن كانت إيران لا تسهم كثيرا في الإنتاج العالمي، إذ أن الدولتين من أكبر الاحتياطيات في العالم، والآن العقوبات الأمريكية على إيران جعلته يخسر أكثر من 200 مليار دولار خلال العامين الماضيين".
الحرب بالوكالة
وقال الطاها: "أعتقد أن إيران لن تلجأ للتصعيد ضد الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر، لكنها ستلجأ إلى نفس الأسلوب السابق باستخدام وكلائها في المنطقة، وإذا ما حدث ذلك فإن أمريكا ستكون أول أهدافها للرد على طهران هو قصف مصافي النفط الإيرانية".
وأوضح أن "قصف الولايات المتحدة لمصافي النفط سيكون الهدف منه التأثير القوي جدا على الاقتصاد الإيراني لخلق نوع من التذمر الداخلي في إيران، وكذا حرمان طهران من أي دخول نفطية حتى وإن كانت بسيطة وفي شكل منتجات نفطية، حيث لا يتجاوز الرقم المعلن من الصادرات النفطية الـ 150 -200 ألف برميل يوميا، وهو الرقم المعلن".
القرصنة البحرية
وأشار العضو الاستشاري، إلى أن تأثير الأزمة على الاقتصاد العالمي يأتي نتيجة ارتفاع أسعار النفط، حيث ارتفعت الأسعار العالمية يوم الجمعة الماضية 4% مباشرة عقب الضربة الأمريكية ثم تراجعت بعض الشىء، وفي حال قيام إيران بالعربدة في الخليج العربي والعودة إلى مرحلة القرصنة البحرية، وهذا يعد مرحلة أخرى لزيادة أسعار النفط في حال تم قصف المصافي الإيرانية من الجانب الأمريكي.
توقعات
وارتفع سعر برنت 24% منذ بداية 2019 ليواصل تعافيه المتواضع بفضل خفض الإمدادات من جانب منظمة أوبك وحلفاء مثل روسيا.
وفي آخر تقرير لها خلال العام، أفادت منظمة "أوبك" أن الطلب على النفط الخام سوف يبلغ 29.58 مليون برميل في اليوم في 2020.
وأوضح التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية أن أسواق النفط العالمية ستظل تشهد فائض في المعروض خلال العام المقبل، على الرغم من جهود الأوبك وشركائها التي تهدف إلى خفض مستويات الإنتاج.
وأبقت "أوبك" توقعاتها لنمو الاقتصاد والطلب على النفط لعام 2020 ثابتة، وكانت أكثر تفاؤلا بشأن التوقعات، وقال التقريرعلى الجانب الإيجابي، من المحتمل أن يكون تباطؤ التجارة العالمية قد وصل إلى أدنى مستوى له، والآن من المتوقع أن ينخفض الاتجاه السلبي في الإنتاج الصناعي الذي شهدناه العام الحالي في عام 2020.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أعلنت صباح الجمعة، أنها نفذت ضربة بالقرب من مطار بغداد في العراق، قتل فيها قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، بالإضافة إلى قيادات في الحشد الشعبي العراقي على رأسهم أبو مهدي المهندس، فيما أعلنت طهران من جهتها أنها سترد بشكل قاس على عملية الاغتيال.
وتتهم واشنطن سليماني بالمسؤولية عن "العمليات العسكرية السرية" في أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في العراق وسوريا؛ وصنف من قبلها كـ"داعم للإرهاب".