وقال عباس خلال استقباله للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "نحن جادون في السعي لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في الأراضي الفلسطينية بما فيها داخل مدينة القدس المحتلة، متطلعين لدور فرنسي وأوروبي ضاغط على الحكومة الإسرائيلية للسماح بمشاركة أبناء شعبنا المقدسي في هذه الانتخابات التي نأمل إجراؤها في أقرب وقت ممكن".
ووصل عدد من قادة العالم، اليوم الخميس، إلى إسرائيل للمشاركة في المنتدى الدولي للهولوكوست الذي يعقد في متحف النصب التذكاري للمحرقة النازية "ياد فاشيم" بمدينة القدس، وذلك إحياء لذكرى مرور 75 عاما على تحرير معسكر "أوشفيتز" النازي.
الدعاوى الفلسطينية المتكررة أثارت تساؤلات بشأن إمكانية أن تحقق الضغوط الدولية نتيجة مع إسرائيل في هذه الانتخابات كما حدث في انتخابات 2005.
مطالب فلسطينية جديدة
وعقد الرئيس عباس ونظيره الفرنسي، أمس الأربعاء، جلسة مباحثات تناولت آخر مستجدات الأوضاع على صعيد العملية السياسية وقضايا المنطقة.
وعبّر عباس عن شكره للرئيس الفرنسي على مواقف بلاده الداعمة لإحلال السلام وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية والقانون الدولي.
وأكد الرئيس الفلسطيني على أهمية الدور الفرنسي والأوروبي في إنقاذ العملية السياسية من المأزق الذي وصلت إليه جراء التعنت الإسرائيلي، خاصة بعد مواقف الإدارة الأمريكية المنحازة لصالح إسرائيل مما أفقدها دورها كوسيط وحيد للعملية السياسية.
من جانبه جدد الرئيس الفرنسي، التأكيد على موقف بلاده الداعم للعملية السياسية وفق حل الدولتين للوصول إلى السلام في المنطقة.
وأشار الرئيس ماكرون إلى استمرار بلاده في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني لبناء مؤسساته واقتصاده، وتعزيز العلاقات والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
المرسوم الرئاسي الحل
الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعتي القدس والأقصى والقيادي في حركة فتح، قال إن "إسرائيل في انتخابات الرئاسة عام 2005 لم تعترض على مشاركة المقدسيين، ولكن في الانتخابات البرلمانية عام 2006 رفضت مشاركتهم وبعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وقطر تم السماح بمشاركتهم".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "موافقة إسرائيل وقتها كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد أصدر مرسومًا ولم ينتظر موافقة إسرائيل عليها وبعد الضغوط وافقت إسرائيل".
وتابع: "الآن مطلوب إصدار مرسوم رئاسي ليتم مطالبة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل وقد طلب أبو مازن من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومن زعماء آخرين يشاركون في إحياء ذكرى الهولوكوست بالضغط على إسرائيل للسماح بمشاركة المقدسيين في الانتخابات وهو يعلم أن الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تضغط على إسرائيل هي الولايات المتحدة الأمريكية".
وعن المطلوب لتمرير الانتخابات، قال: "أعتقد من الأفضل إصدار مرسوم رئاسي بتحديد جدول إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية ومطالبة الدول لتمارس دورا في إقناع الاحتلال بالموافقة على مشاركة المقدسيين ودون ذلك هو تظليل إعلامي".
فشل أوروبي
ومن جانبه قال مصطفى الطوسة، الإعلامي والمحلل السياسي المقيم في فرنسا، إن "الدول الأوروبية لا يمكنها النجاح في الضغط على إسرائيل لقبوله بتنظيم انتخابات فلسطينية في مدينة القدس".
وتابع: "نظريا، دول الاتحاد الأوروبي لديها كل الوسائل لممارسة الضغوط على إسرائيل لجعلها ترضخ لمثل هذه المطالب، لكن فعليًا وعلى المستوى العملي هذه الدول لن تفعل الترسانة القانونية والاقتصادية، لأن دول الاتحاد لاتزال مكتفية في مقاربتها للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي بالتذكير بمواقف مبدئية بتقديم النصيحة فقط".
وأشار إلى أن "الاتحاد الأوروبي لديه كل الوسائل التي تمكنه من الضغط على إسرائيل لكنه لا يريد أن يمضي قدمًا في قطيعة أو تهديد بفرض عقوبات".
اضطرار إسرائيلي
بدوره قال فايز أبو عيطة، نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح": "إن السلطة الوطنية الفلسطينية تفعل كل ما في وسعها من أجل إجراء الانتخابات في القدس، والتأكيد على أن القدس جزء من دولة فلسطين على حدود 1967م".
وأضاف في تصريحات سابقة لـ "سبوتنيك": "المرات السابقة التي أجريت فيها الانتخابات عامي 1996، و2006 تم الحصول على موافقة إسرائيل بإجراء الانتخابات في القدس، والقيادة مصرة على نفس الإجراء هذه المرة".
وعن استمرار تعطيل نتنياهو للانتخابات، قال: "أعتقد أن إسرائيل مضطرة أمام الضغط الدولي لمنح الموافقة على مطالب السلطة الفلسطينية، التي تؤكد أنه لا مجال للتنازل عن حقوق الأهالي الفلسطينين هناك في المشاركة بالانتخابات".
ومضى قائلًا: "السلطة الوطنية طالبت المجتمع الدولي والدول الأعضاء الفاعلة، وهيئة الأمم المتحدة التدخل والضغط على حكومة نتنياهو في هذا الأمر، ونعتقد أن الضغط سيأتي بنتيجة إيجابية كما كان في المرات السابقة".
الانتخابات الفلسطينية
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد انتخابات تشريعية للبرلمان الفلسطيني دون تحديد موعد لذلك، وكانت آخر انتخابات تشريعية فلسطينية جرت في عام 2006 وفازت فيها حركة حماس بأغلبية مقاعد المجلس قبل أن تقوم المحكمة الدستورية قبل ما يقارب العام بحله.
وحصل حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية على موافقة الفصائل الفلسطينية ومنها حركة حماس على إجراء الانتخابات التشريعية في الضفة الغربية بما في ذلك القدس وقطاع غزة.
وقالت لجنة الانتخابات، في بيان على موقعها الرسمي، إن رئيسها سلم عباس يوم الاثنين تقريرا يتضمن موافقة الفصائل على إجراء الانتخابات التشريعية بمرسوم رئاسي يحدد موعدها حسب القانون.
ويعطي القانون الأساسي الفلسطيني لجنة الانتخابات المركزية 90 يوما لعقد الانتخابات بعد صدور المرسوم الرئاسي الداعي لعقدها.
ويتضح من تصريحات عباس أن هذا المرسوم لن يصدر دون ضمان إجراء الانتخابات في مدينة القدس مثلما حدث في الانتخابات السابقة.