في حديثه لـ "سبوتنيك"، روى البرهو تفاصيل تلك اللحظات الصباحية التي تلت محاولة رتل "تابع للجيش الأمريكي" الدخول إلى قريته بريف القامشلي أقصى شمال شرقي سوريا، وكيف تصدى أهالي القرية للرتل وانتزعوا الأعلام الأمريكية من مدرعاته أمام أعين الجنود الأمريكيين ممن وقفوا مسمرين إلى جانب عرباتهم، قبل أن يفتحوا النار على المدنيين بعدما أصابهم الذعر -فيما يبدو- فقتلوا طفلا من سكان القرية.
لم يتته المشهد الدموي المشبع بالتصعيد، سوى عقب وصول دورية للشرطة العسكرية الروسية التي استقبلها الأهالي بالزغاريد وبالهتافات الوطنية، فخرج الرتل الأمريكي على أعقابه.
في مقطع الفيديو الذي تحول فيه هذا الموطن إلى رمز لتحدي "قوات الاحتلال" الأمريكي على ما يصفها سكان الجزيرة السورية شرقي الفرات، ظهر البرهو وهو يتقدم من الجنود الأمريكيين يجر خلفه أحد الأعلام الأمريكية الثلاثة التي كانت تعلو مدرعات (هامر)، صرخ في وجههم، سألهم ماذا يفعلون في بلاده، وفوق أرضه، وبين شعبه الذي يرفض وجودهم.
وقال مراسل "سبوتنيك" في محافظة الحسكة بأنه فور انتشار مقطع الفيديو الذي يظهر فيه فتحو البرهو هو يتحدى بصوته الجزراوي الخشن ولباسه الريفي المتواضع جنود أعتى جيوش العالم بعد أن نزع العلم الأمريكي من عرباتهم المصفحة الضخمة.
وتابع المراسل: "البرهو كان أعزل اليدين لا يحمل أي سلاح سوى حبه لوطنه الكبير سوريا في وجه جنود مدججين بأحدث أنواع السلاح، "مدافعاً لكي لا تتنجنس أرض قريته" بوير البوعاصي" بدنس الاحتلال.
وأردف المراسل: "قريته التي هي من مجموعة قرى بريف القامشلي الجنوبي الشرقي (خربة عمو- حامو- بوير البوعاصي- البجارية- تل عودة- القصير)، لم يدخلها خلال فترة الحرب أي مسلح من أي تنظيم كان، وبقيت تحت سيطرة الجيش العربي السوري طوال هذه المدة.
وأشار المراسل إلى أن سكان هذه القرى كانوا يداً واحدة في مواجهة القوة الأمريكية ومدرعاتهم وطيرانهم، واستطاعوا صد الدورية الأمريكية ومنعها من دخول قراهم بمساندة الشرطة العسكرية الروسية التي وصلت إلى قرية خربة عمو، حيث استقبلهم السكان بالزغاريد، لتفشل محاولة الاحتلال بكسر شوكة صمود وبسالة هذه القرى الصامدة خلف الجيش العربي السوري.
وبين المراسل: رغم انشغال السوريين في فرحهم بتحرير وسيطرة الجيش العربي السوري على مساحات واسعة من محافظتي إدلب وحلب ورغم الصعوبات البالغة التي تواجه معيشتهم جراء الحصار الاقتصادي الخانق على بلادهم، وخاصة مع انقطاع الكهرباء وشح محروقات التدفئة في أجوائهم الثلجية الباردة، فقد كانت شجاعة البرهو في وجه الجنود الأمريكيين نوعاً من الدفء في منشورات السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليوصف بأنه شرارة المقاومة الشعبية في وجه القوات الأمريكية غير الشرعية.
يشار بأن فتحو البرهو أو (فتحي أحمد البرهو) كما يحب أهالي قريته مناداته، من سكان قرية بوير البوعاصي جنوبي شرقي القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة تولد عام 1979 م، وهو موظف في مجلس مدينة القامشلي الحكومي بصفة عامل نظافة وهو منتسب لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، من أبناء عشيرة البوعاصي من قبيلة البكارة، هو ابن عم الشهيد سلمان محمد البرهو الذي استشهد في صفوف الجيش السوري على دوار الليرمون في محافظة حلب (جهاز المخابرات الجوية) في 29/ 12/ 2012م.
والبرهو متزوج وله 6 أطفال ويسكن معهم في قريته بوير البوعاصي.