ويرى مراقبون أن عملية تنحية نعيم السهيل، والذي طرح اسمه خلال الساعات الماضية وحتى منتصف ليل أمس الإثنين، وتسمية عدنان الزرفي تعني أن هناك صراعا داخل الكتل الشيعية السبع المكلفة بالاختيار، وكل واحدة منها تحاول إظهار قوته أمام الأخرى، الأمر الذي يعني أن سيناريو جديدا من الفشل قد ينتظر الشخصية الجديدة كما حدث مع من سبقوه، مستندين في ذلك إلى التغيرات الإقليمية والدولية واستمرار بقاء المعتصمين في الشارع رغم انتشار فيروس كورونا.. فهل ينجح الزرفي في تشكيل حكومة مقبولة لدى الجميع ويمنحها البرلمان ثقته؟
قال مصدر برلماني عراقي لـ"سبوتنيك"، إن هناك خلافات بين الكتل البرلمانية الشيعية حول تكليف الرئيس العراقي برهم صالح النائب عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة بعد رفض كتلة سائرون وعدد من الكتل للسهيل.
وأضاف المصدر، أن هناك لجنة سباعية تم تشكيلها من جانب سبع قوى سياسية من تيار واحد، استمرت أيام في المشاورات وطرحت العديد من الشخصيات والتي رفض بعضها وتم الاستقرار على الزرفي الذي قام الرئيس بتكليفه اليوم "اجتماع الكتل الشيعية يأتي في إطار التوافقات السابقة بأن منصب رئيس الحكومة يكون من نصيب الكتل الشيعية"، وحتى الساعة الثانية عشر مساء أمس الإثنين كان الاسم المطروح هو نعيم السهيل، وبعد هذا التوقيت تم طرح اسم عدنان الزرفي وفي الساعة الثانية عشر ظهر اليوم كلف رئيس الجمهورية الزرفي بتشكيل الحكومة.
انقسام
وأكد المصدر أنه كان واضحا أن هناك انقسام كبير بين الكتل الشيعية حول الزرفي، لأن التكليف يبدو من الأساس ليس بتوافق الكتل الشيعية وإنما بتكليف من الرئيس نظرا لانتهاء المهلة القانونية التي منحها الدستور مساء أمس الاثنين، الحقيقة أن "الصدريين" وكتلة النصر ورئيس الجمهورية هم من رشحوا عدنان الزرفي، في تكرار سيناريو محمد توفيق علاوي الذي رشحه الصدريون ورفضت بقية الكتل هذا السيناريو، إثر ذلك رفضت كتلة الصدر السهيل ورشحت الزرفي.
وأشار المصدر إلى أنه وفي هذه المرة قد تقتنع بعض الكتل وتصطف إلى جانب سائرون، لأنه ليس معقولا أن كل اسم يتم ترشيحه يأتي إلى مجلس النواب ويرفض، وقد يكون هناك حرج من بعض النواب تجاه الزرفي لأنه نائب بالبرلمان، وقد يمثل هذا الأمر عنصر دعم بالنسبة للزرفي.
وأوضح المصدر أن الزرفي هو مرشح ثلاث جهات فقط وهى سائرون وكتلة حيدر العبادي ورئيس الجمهورية فقط، وهناك علامات استفهام كثيرة حوله من النواحي المالية وغيرها من التهم التي يرددها الشارع العراقي، وليس هناك نقاط ترجح كفة الزرفي سوى أنه أحد نواب البرلمان، وطريقة حواره مع الكتل السنية والكردية وألا يقع في نفس الأخطاء التي وقع بها محمد توفيق علاوي.
ولفت المصدر إلى أن أمام الزرفي شهر من اليوم لتقديم حكومته إلى البرلمان لمنحها الثقة، وكل السيناريوهات واردة في السياسة العراقية في الوقت الراهن، وقد لا تحظى حكومة الزرفي بالموافقة وهنا يكون الرئيس قد خرج من مأزق الوقت الذي حدده الدستور حتى يتم التوافق على شخصية لها قبول لدى الجميع.
مرشح بنكهة أمريكية
من جانبه قال عبد القادر النايل المحلل السياسي العراقي لـ"سبوتنيك"، ترشيح عدنان الزرفي جاء بعد توافقات سياسية أرادت تقديم مرشح يمكن من خلاله مغازلة الولايات المتحدة الأمريكية لأن الزرفي يحمل الجنسية الأمريكية، وهو قيادي بحزب الدعوة، وكان رفيق نوري المالكي في معسكر رفحا في السعودية الذي احتضنهما في تسعينيات القرن الماضي، ولم تكن إيران بعيدة عن الاختيار لاسيما أنه كان محافظ النجف لدورتين، فضلا عن كونه عضو مجلس محافظتها ومتهم بالفساد وتسيير مصالح إيران بأهم محافظة لهم بالعراق.
وأضاف المحلل السياسي، أما ما يحدث الآن من رفض كتلة فتح وبعض المليشيات لخطوة برهم صالح هي مجرد تلاعب بالأدوار حتى يقال أن الزرفي جاء بغير إرادة الموالين لإيران، لأجل تسويقه على الشارع العراقي، وهذه الخطوة مفضوحة، لذلك من الساعات الأولى أصدرت اللجان المنظمة لثورة تشرين رفضهم ترشيح عدنان الزرفي، وصعد المتظاهرون برفض هذه الخطوة من ساعات الصباح الأولى قبل تكليفه من برهم صالح.
فشل الزرفي
وأوضح النايل أن إيران مازالت تصر على بقاء عادل عبد المهدي لأنه من استطاع تسيير مصالحها الاقتصادية والسياسية والأمنية، ويعتبر هذا التكليف هو كسب شهر إضافي لحكومة عادل عبد المهدي وربما بعد شهر سيفشل الزرفي في تشكيل كابينته الوزارية.
ولفت المحلل السياسي إلى أن تلك الخطوة تأتي والعراق يشهد تطورات خطيرة، منها وصول طلائع الفرقة الأمريكية المحمولة جوًا مع أنظمة الدفاع الجوي، بعد استهداف المليشيات لمعسكر التاجي التي اتهمت أمريكا أن ضابطا في مكتب عادل عبد المهدي وراء استهداف التاجي يصاحبها انتشار فيروس كورونا القادم من إيران التي لازالت تصر الحكومة على فتح الحدود الجوية والبرية مع إيران.