بدوره قال رئيس اللجنة المنظمة للأولمبياد إنه لا يتصور حضور الرياضيين والجمهور وسط تفشي الوباء، وتأتي هذه التصريحات بعد أن كان آبي قد أعلن في وقت سابق، بأن اليابان تواصل الاستعدادات كما هو مخطط له، لكن يبدو أن الضغوط الدولية والظروف الراهنة ترجح خيار التأجيل.
إلغاء أم تأجيل؟
وسط ضغط اللجان الأولمبية المحلية لإلغاء أو تأجيل الألعاب، تجد اليابان نفسها مضطرة للرضوخ، وعن ذلك تحدث الصحفي الرياضي السوري قتيبة الرفاعي في حوار مع وكالة "سبوتنيك"، والذي يرجح تأجيل جميع الأحداث الرياضية القادمة وليس فقط الأولمبية، ويقول: التأجيل بمعنى انزياح الرزنامة الرياضية، ولا أعتقد بأن إلغاء سيكون لحدث كبير مثل الأولمبياد، وهذا التأجيل مؤقتا بانتظار التطورات، ونحن لاحظنا دول تمتلك تجارب رياضية رائدة ورزنامات ثابتة وواضحة المعالم لم تنجح باتخاذ قرار حاسم، كالاتحاد الأوروبي أو الدوريات المهمة أوحتى الاتحادات القارية كالاتحاد الآسيوي والذي يعتبر أقوى من نظيره الأوروبي تنظيميا وإداريا، بسبب الأمور الجغرافية والسياسية واللوجستية وغيرها، والتي تختلف كثيرا عن الاتحاد الأوروبي، وجميع هؤلاء يقومون فقط بسحب التواريخ بانتظار تطور الأحداث.
ويواصل الرفاعي: أستبعد فكرة الإلغاء النهائي خصوصا أن هناك إلتزمات مالية متعلقة بمشاكل تأمينية، لأن شركات التأمين مرتبطة أيضا بأجندات اقتصادية عالمية، وهي لا تستطيع أن تدفع إلى مالانهاية.
وكذلك ترى صاحبة الميدالية الفضية الأولمبية في ألعاب القوى والمعلقة الرياضية أولغا بوغوسلافسكايا في تصريح لوكالة "سبوتنيك" وتقول: اللجنة الأولمبية الدولية أعلنت بأنه سيتم النظر ودراسة مصير الألعاب الأولمبية سيكون خلال الأسابيع الأربعة القادمة، وبعد ذلك فقط سيتم اتخاذ القرار النهائي حول إقامة الأولمبياد من عدمه.
وتتابع بوغوسلافسكايا: بالنظر إلى ما يحدث الآن أفترض أن الألعاب لن تقام هذا العام، وسيكون من المنطقي أكثر تأجيل الألعاب الأولمبية إلى عام 2022، وهذا هو السيناريو المطروح حاليا.
وتكمل: اللجنة الأولمبية اليابانية تطرح عدة خيارات، أولها هو عقد الأولمبياد من دون جماهير، وهذا أمر يعتبر الجنون بعينه، كما أن السيناريو الآخر بإقامة الألعاب الأولمبية بمشاركة الرياضيين اليابانيين بالإضافة إلى عدة دول أخرى هو أمر مجنون أكثر.
الآثار المترتبة
وعن الآثار التي يمكن أن تترتب على تأجيل الألعاب الأولمبية يرى الصحفي الرياضي قتيبة الرفاعي، بأن التنبؤ بالآثار صعب جدا في الوقت الحالي، ويوضح: دورة الألعاب الأولمبية هي أكبر حدث رياضي عالمي من حيث الجماهيرة والمتابعة، وقد يكون من الصعب الحديث عن الآثار الرياضية في غمرة الأحداث الخطيرة التي تجتاح العالم في الوقت الحالي، قد يكون هناك انسحابات في الرزنامات وتخبط في المواعيد، ولكن كله لصالح خير البشرية بشكل عام.
ويتابع الرفاعي: التأثير من ناحية النتائج يمكن أن يكون على الدول التي اعتادت تصدر التصنيف بالميداليات، والتي هي أكثر الدول تضررا، وهم الصين والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا، وهؤلاء الدول متضررة مجتمعيا وداخليا، ولديها أزمة داخلية صحية وحالات من بأرقام كبيرة من ناحية الإصابات ما عدا روسيا حاليا، وحتى تدور عجلة الحياة من جديد يمكن لهؤلاء الرياضيين أن يبدأوا التحضير من جديد، ما قد يؤثر على المستوى الرياضي ووالأرقام التي ستحقق في البطولة.
ويضيف: باختصار الوضع لا يمكن التنبؤ به، ويجب علينا الانتظار لتوضح معالم الصورة، وقد يكون الحديث عن التحضير الرياضي للبطولة في الوقت الحالي منفصل عن الواقع، ولنفترض أنه بعد شهر أعلنت دولة ما التخلص من الوباء وبأنها تمتلك مجتمع نظيف وصحي ومحصن، فهل يا ترى سيكون اللاعب مؤهل بعد فترة التوقف للعودة إلى التمارين.
ويواصل كلامه: الحالة البدنية للرياضي ستكون غير لائقة، وبسبب قضائه لفترة طويلة من الوقت في البيت سيكتسب مزيدا من الوزن وسيعاني من التعب والترهل، فماذا لو كانت الفترة طويلة جدا، بالإضافة إلى الأثر النفسي، وأعتقد أن آثار هذه الأزمة لا تختلف عن آثار الحروب أو الكوارث الكبرى، تحتاج إلى تأهيل نفسي كما التأهيل البدني.
الآثر على اليابان
وكان تصريح آبي بأن اليابان تواصل استعدادها لتنظيم الألعاب يوحي بأنها لا ترغب أبدا بتأجيل الحدث أو إلغائه، بل بإقامته في الوقت المحدد، ولكن الصحفي السوري الرفاعي يرى أن لا أهمية في الوقت الحالي للأضرار الاقتصادية التي ستعاني منها اليابان، بل هناك ما هو أهم من ذلك بكثير، ويوضح وجهة نظره:
اليابان وعلى الرغم من الضرر الذي سيلحقها فهي اقتصاد قوي قادر على أن يعود من جديد، وفي خضام هذه الأزمة لا أعتقد أنه من المهم كيف ستتضرر اليابان اقتصاديا، فهي ستتضرر بالتأكيد، مع كل شركائها بالطبع، وكل جهة منخرطة اقتصاديا في هذا الحدث الرياضي بدرجات متفاوتة.
ويتابع الرفاعي: أعتقد أن الاهتمام بالأضرار من هذه الأزمة سيكون موجها نحو دول العالم الثالث، والتداعيات الاقتصادية لها، والتفكير الآن في المواطن العادي الذي قد يعجز عن تأمين قوت يومه أكبر من التفكير بخسائر تتعلق بأحداث رياضية هامة قد ينظر لها على أنها نوع من الترف.
ويضيف: الخوف على الصحة أكبر من الخوف على مستقبل الرياضة، حتى لو كان الكثير من الرياضيين يحترفون الرياضة لكسب رزقهم، وبالنهاية يمكن إيجاد حلول لهذه الأزمة من أجل أيجاد القوت اليومي للرياضيين، لكن الأهم هو صحتهم في هذا التوقيت.
أما صاحبة الميدالية الفضية أولغا بوغوسلافسكايا فتقول: من الواضح أن اللجنة المنظمة في طوكيو ترغب بإقامة هذه الألعاب بأي ثمن، وهذا يتعلق بالصورة التنظيمية والالتزامات المالية وغيرها، ولكن أعتقد بعد مرور بعض الوقت سيتم اتخاذ قرار جذري بتأجيل هذه الألعاب حتى وقت لاحق.