وأعلن الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، إنشاء غرفة عمليات مشتركة مع الإسرائيليين لمعالجة هذه الجائحة، مؤكدا أن تداخل الحدود والعلاقة بين فلسطين وإسرائيل لا تسمح بالتردد باتخاذ إجراءات صارمة والتنسيق على أعلى المستويات لمنع تمدده، وفقا لوكالة وفا الفلسطينية الرسمية.
التنسيق الفلسطيني الإسرائيلي دفع البعض للتساؤل بشأن إمكانية أن ينسحب على الأزمة السياسية القائمة، خصوصا ما يتعلق بصفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتابع: "تلاشت كل الخلافات بيننا وبين الإسرائيليين مؤقتًا، واتصل الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الأسبوع الماضي هاتفيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وطلب التعاون في مكافحة الفيروس التاجي، وتم إنشاء مقر مشترك لمكافحة العدوى، يفهم الجميع أن سياسة التنسيق بشكل جيد من كلا الجانبين هي التي ستساعد في كبح انتشار المرض".
تنسيق وغرفة مشتركة
وأوضح ملحم أن سد ثغرة الحدود سيكون بالتعاون والتنسيق مع الأشقاء في مصر والأردن، أما سد ثغرة المعابر فهو مهمة وطنية كبيرة وليتحملنا المواطنون في أية تدابير وإجراءات قد تكون قاسية، في سبيل سد هذه الثغرة الوبائية لتقليص مساحة انتشار فيروس "كورونا" وعدم تمدده، مشيرا إلى أن العمال هم أكبر وسيلة لنقله وبالتالي استشعرت الدولة هذا الخطر، لا سيما وأن جميع الإصابات التي سجلت في فلسطين هي وافدة وليست فلسطينية المنشأ.
وتابع أن الحكومة اتخذت إجراءات استثنائية بالنظر للظروف الاستثنائية التي توجب مثل تلك الإجراءات، وفقا لوفا.
وقال: "بصراحة ووضوح أنشأنا غرفة عمليات مشتركة مع الإسرائيليين لمعالجة هذه الجائحة حسب التعريف الخاص لمنظمة الصحة العالمية التي أعلنت الفيروس بأنه وباء عالمي، وإن تداخل الحدود والعلاقة بيننا وبين إسرائيل لا تسمح بالتردد باتخاذ إجراءات صارمة والتنسيق على أعلى المستويات لمنع تمدده، محذرا العمال في المستوطنات أن الأخيرة أصبحت بؤرة له".
تنسيق لحظي
إياد نصر، عضو المجلس الثوري، المتحدث باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، قال إن "التنسيق بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل يعد تنسيقًا آنيًا ولحظيًا، لا أكثر ولا أقل".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "التنسيق الحالي يأتي في ظل الإجراءات المتبعة في كل العالم للسيطرة على انتشار فيروس كورونا".
وتابع: "التنسيق لا يتعدى فترة انتشار الوباء، ولن ينعكس على الأداء السياسي لبنيامين نتنياهو".
شكل التنسيق
من جانبه قال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلوم السياسية، إن "التنسيق بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية بدأ مؤخرًا، ومقتصر على مواجهة أزمة انتشار وباء كورونا فقط".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "التنسيق مع إسرائيل يأتي باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال على أراضي الدولة في الضفة الغربية والقدس، وقطاع غزة، باعتبار أن أراضي الدولة الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال مسؤولية إسرائيل استنادًا إلى الفصل الثالث من اتفاقية جنيف الرابعة".
وتابع: "هناك 6 آلاف أسير داخل السجون الإسرائيلية، و40 ألف عامل فلسطيني يعملون في إسرائيل، وإسرائيل تتحمل المسؤولية عن أرواحهم وضمان العمال الاجتماعي والتأمين الصحي، وهؤلاء تم إعادتهم لمنازلهم في الضفة بناء على تدخل الحكومة الفلسطينية".
ومضى قائلًا: "التنسيق حاليًا يتم بإجراءات مؤقتة، كأي تنسيق يجري بين كل الكيانات والدول لمواجهة أزمة انتشار وباء كورونا، والتي تحتم على كل الدول ترك صراعاتها جانبًا".
وبشأن إمكانية أن يؤثر التنسيق الحالي على خطة السلام الأمريكية، قال: "لا أعتقد ذلك، التنسيق ليس له أي علاقة بالصفقة التي طرحتها إدارة ترامب، خصوصا في ظل مواصلة إسرائيل عمليات الهدم في الضفة مستغلة انشغال العالم بوباء كورونا".
أعلنت السلطات الفلسطينية، اليوم، الخميس، تسجيل 10 إصابات كورونا جديدة على أراضيها، حيث بلغ إجمالي الإصابات 83 حالة.
في السياق أيضا، أعلنت السلطات الإسرائيلية، اليوم، تسجيل 126 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" منذ ليل الأربعاء، لترتفع حصيلة المرضى بذلك إلى 2.5 ألف شخص تقريبا.