من المعروف أن الدول تجلي رعاياها من مناطق منكوبة، لأن الوضع لديها أقل سوءا، وينطبق الوضع بالنسبة لتفشي وباء كورونا المستجد "كوفيد 19"، ففي بداية الأمر كانت الدول تجلي رعاياها من الصين أو مدينة ووهان مركز تفشي المرض ومن إيران أو إيطاليا إلى دولهم التي لا يوجد بها الفيروس بعد.
وأشارت وكالة "فرانس برس" إن تلك العملية ستتم على مجموعة من المراحل، بحيث يتواجد المرضى الفرنسيون والمواطنون الفرنسيون على الأراضي الفرنسية.
وتفسر مجلة "إنترسيبت" تلك التصرفات الدولية بأنها مجرد تعزيز للنزعة العنصرية، التي يسعى من خلالها كل عرق عزل العنصر الخاص به، وقصر العلاج على مواطنيه وعدم معالجة أي شخص أجنبي.
وهو ما سبق وألمح له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أنه في حالة اكتشاف الولايات المتحدة لقاح فيروس كورونا فسيتم أولا علاج المواطنين الأمريكيين به، ثم منحه بعد ذلك للأجانب.
كما قالت إن ذلك ليس مقصورا على الغرب فحسب، بل أيضا الصينيين عمدوا إلى تنفيذ خطوات مشابهة.
سياسة
ولكن صحيفة "ذا هندو" أشارت بدورها إلى أن بعض الدول تستغل قرارات الإجلاء سياسيا، كي يظهر الساسة بمظهر من يدافعون عن أبناء وطنهم في أي مكان ولا يسعون إلى وجودهم في أماكن تشكل خطورة عليهم.
وفي ذلك الأمر نقلت الصحيفة عن المسؤول الحكومي دامو رافي، قوله إن الفيروس يمثل تهديدا عالميا، لكننا نفذنا خطط إجلاء رعايانا من إيران وإيطاليا، لأن مواطنينا مهمين لنا ونسعى للحفاظ على حياتهم.
ولكن عاد وقال في تصريحات وصفتها الصحيفة بـ"المتناقضة": "نحن بحاجة إلى أن نفهم أن الإجلاء لا يعني أننا سنحضر الجميع، سيتم إحضار الأشخاص غير المصابين أولاً. هذه هي العملية. سيذهب الفريق الطبي إلى إيطاليا. أولاً، سيكون هناك اختبار عينة وسيتم إحضار أولئك الذين لديهم حالات سلبية. في إيران يوجد بالفعل فريق طبي متمركز والعينات تأتي ويتم اختبارها".
وأكد أن أولئك الذين يرغبون في الإجلاء إلى الهند سيتم اختبارهم أولاً من قبل الفرق الطبية الهندية في إيران وإيطاليا، حيث تساعدهم الفرق الدبلوماسية.
الحاجة إلى أجانب
ولكن رغم أن البعض ينظر إلى أن إجلاء الأجانب نظرة يراها البعض أنها "عنصرية"، بعض الشيء، إلا أن بعض الدول تظهر في المقابل حاجتها إلى "الأجانب".
وهذا ما أعلنت عنه الخارجية الأمريكية، وفق ما نقلته مجلة "ذا كيبل" الأمريكية، حيث قالت إنها ستقدم تسهيلات بشأن تأشيرات العمل والزيارة لأراضيها، للأجانب العاملين في القطاع الصحي.
ويأتي ذلك في وقت تبذل فيه السلطات الأمريكية جهودا كبيرة لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث أصبحت أمريكا تحتل المرتبة الأولى بعدد الإصابات، متجاوزة الصين وإيطاليا.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن أمريكا تشجع قدوم العاملين في المجال الصحي للحصول على تأشيرة عمل أو تأشيرة زيارة، لاسيما أولئك الراغبين في العمل على أراضيها.
وخصت السلطات الأمريكية بالذكر أولئك الذين يعملون في مجال مكافحة جائحة "كوفيد-19".
وحثت الأطباء والممرضين وغيرهم من ذوي الاختصاص، في حال وجود رغبة لديهم في العمل بالولايات المتحدة، الاتصال بأقرب سفارة أو قنصلية أمريكية لتحديد موعد للحصول على التأشيرة.
ووفقا لخريطة تتبع فيروس كورونا التي تصدرها جامعة "جونز هوبكنز"، فإن الولايات المتحدة أصبحت الأولى عالميا في عدد حالات الإصابة المؤكدة بالوباء.
وصنفت منظمة الصحة العالمية، يوم 11 آذار/ مارس الجاري، فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد 19"، وباء عالميا، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد المصابين بالفيروس جميع التوقعات.
واستخدم عدد كبير من الدول "طائرات مستأجرة" من أجل إجلاء رعاياها من الدول المصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
