شهدت مناطق ليفربول وبرمنغهام وميليينغ، في 3 أبريل/ نيسان، عدة عمليات حرق أبراج الانترنت، لمنع انتشار نظريات المؤامرة في تفشي فيروس "كورونا" في الوقت الذي نفت فيه السلطات دور شبكات التواصل في نشر الفيروس.
في الوقت الذي أعلن فيه المشغلان البريطانيان فودافون وEE، عن تعرض أربعة أبراج على الأقل للحرق العمد في 3 أبريل/نيسان، وفي اليوم التالي، هاجم مجهول أربعة أبراج أخرى، بحسب مانشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية.
وأشار ممثلو المشغل إلى أن البرج يخدم "آلاف الأشخاص" في مجال اتصالات 2G و 3G و 4G لسنوات عديدة، ووعدت الشركة باستعادة الاتصال في أقرب وقت ممكن، ولكن أضرار الحريق وصفت بأنها "كبيرة".
وقد ربطت منظمة التحقق من الحقائق Full Fact عملية إحراق الأبراج بنظريتي مؤامرة شائعتين، تم نشرهما في نهاية مارس/ آذار في مجموعات مختلفة على Facebook، ومن خلال رسائل صوتية على WhatsApp ومقاطع فيديو مزيفة على YouTube.
ووفقا لإحدى النظريات، تنبعث من 5G إشعاعات، مما يثبط جهاز المناعة البشري، وبسبب ذلك يصاب الناس بالفيروس التاجي، ويستند مؤيدو هذه الشائعة أن الفيروس نشأ في ووهان، لأنه قبل ذلك بوقت قصير، تم نشر 5G في المدينة. بعد ذلك، بدأت العدوى تنتشر إلى المدن، التي أطلقت أيضا جيلا جديدا من الشبكات.
ويدعي أنصار نظرية أخرى أن الفيروس يستخدم بطريقة ما موجات الراديو لشبكات الجيل الخامس لنشر الضحايا واختيارهم، ويستندون على ذلك للدراسة الحائزة على جائزة "نوبل" لوكا مونتاجير، التي اقترحت في وقت مبكر من عام 2011 أن البكتيريا قادرة على توليد موجات لاسلكية.
كما يشير Full Fact، في الواقع لا يوجد أساس علمي لكل من النظريتين، هذا وتستخدم شبكة 5G ترددا مختلفا لموجات الراديو لتوفير الاتصال، لكنها لا تزال تعتبر "غير مؤذية"، مما يعني أنها لا تحمل طاقة كافية لإيذاء شخص. بالإضافة إلى ذلك لا يأخذ مؤيدو النظريات في الاعتبار أن الفيروس التاجي قد توغل لفترة طويلة في مدن وبلدان مثل إيران واليابان، حيث إما أن 5G قد بدأت للتو في الانتشار أو لم تتم الموافقة عليها على الإطلاق.
وحثت السلطات والمشغلين على عدم تدمير البنية التحتية خلال فترة الجائحة، كما لم يسلم عمال الصيانة من الهجوم، حيث تمت مطارتهم خلال قيامهم بعملهم في الشوارع لإعادة هذه الأعمدة لعملها.
This is the consequence of those bonkers Facebook conspiracy theories about 5G. Key workers getting harassed on the street. pic.twitter.com/5z35r6sabp
— Charlie Haynes (@charliehtweets) April 2, 2020
يعتبر مشغلو الهواتف المحمولة البريطانيون الهجمات على موظفيهم وأبراجهم بمثابة تخريب للأمن القومي. وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة "فودافون" المملكة المتحدة، نيك جيفري، فإن الشرطة ومنظمات مكافحة الإرهاب تحقق بالفعل في الحوادث.
وحثت السلطات سكان المملكة المتحدة على عدم تدمير البنية التحتية، حيث تعتمد الخدمة الصحية الوطنية أيضا على الشبكات الخلوية.
هذا ولم تستجب معظم الشبكات الاجتماعية علنا للتصريحات الواردة من السلطات البريطانية، ففي فيسبوك، لا يزال بإمكانك العثور على مجموعات تم إنشاؤها خصيصا لتنسيق إحراق أبراج الخلايا في جميع أنحاء البلاد.
كان YouTube أول منصة وعد بمحاربة التضليل في المملكة المتحدة. وعدت الخدمة أنها لن توصي بمقاطع الفيديو للمستخدمين الذين ينشرون نظريات المؤامرة حول العلاقة بين 5G وفيروس كورونا.
وأشار ممثلو YouTube أيضا إلى أن بعض مقاطع الفيديو يمكن اعتبارها "محتوى حدوديا" ووعدوا بحرمانهم من عائدات الإعلانات وإزالتها من نتائج البحث. تتضمن مقاطع الفيديو هذه في الخدمة مقاطع فيديو يمكنهم التحدث فيها عن مخاطر 5G،ولكن دون ذكر الفيروس التاجي.