المواقف الأمريكية الأخيرة تلت جلسة مغلقة لمجلس الأمن بواسطة الفيديو، قدم خلالها المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش، إحاطة بشأن أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول تنفيذ القرار 1701.
تبع ذلك تغريد المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، على موقع "تويتر"، حيث قالت:" إن لبنان يمر بأزمة لا سابق لها، وفي حاجة إلى إصلاح يوفر فرصة اقتصادية وينهي الفساد".
#UNSC #VTC: #Lebanon is in an unprecedented crisis, in need of reform that provides economic opportunity and ends corruption. With the @UNIFIL_ mandate up for renewal this summer, #UNSC must act to ensure it can operate as an efficient, effective force. pic.twitter.com/LikmlAEXwb
— Ambassador Kelly Craft (@USAmbUN) May 4, 2020
لكن إضافة كرافت بـ "إنه اقترب موعد تجديد تفويض القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان، هذا الصيف، وأنه يجب على مجلس الأمن أن يعمل لضمان أن تكون قادرة على العمل كقوة فاعلة ومؤثرة". فسره الخبراء أنها محاولات مستمرة من الجانب الأمريكي للضغط على لبنان، وبخاصة حزب الله، وهو ما تضمنته إشارتها: "أنه لا يزال ممنوعا على "اليونيفيل" أن تنفذ تفويضها، وأن "حزب الله" تمكن من تسليح نفسه وتوسيع عملياته".
بحسب حديث الخبراء لـ"سبوتنيك"، أن واشنطن تريد تنفيذ "اليونيفيل" تعليمات الإدارة الأمريكية، وأن قولها: "يجب على مجلس الأمن إما أن يسعى إلى تغيير جاد لتمكين اليونيفيل، وإما أن يعيد تنظيم العاملين لديها ومواردها بمهمات يمكنها تحقيقها"، يؤكد مساعي إدارة ترامب لزيادة الضغوط وتوجيه القوة للقيام بعمليات لصالح إسرائيل.
من ناحيته، قال العميد، شارل أبي نادر، الخبير الأمني والاستراتيجي اللبناني، إن "الضغوط الأمريكية تدخل ضمن معركة إسرائيل على لبنان بشكل عام، وعلى حزب الله بشكل خاص".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "واشنطن كانت دائما تلعب لعبة "الاحتلال الإسرائيلي" في الملف، لكن عمليا فإن "دولة الاحتلال" هي المعتدية دائما في لبنان وسوريا والمنطقة"، موضحا أن
حزب الله لا يقوم بأي عمل يناقض القرار 1701، بينما إسرائيل تتابع اعتداءاتها باستمرار في اختراق الأجواء اللبنانية، وفي تخطي الخط الأزرق في نقاط متحفظ عليها على الحدود مع لبنان.
وتابع شارل أبي نادر أنه "منذ فترة استهدفت سيارة مدنية، على المعبر بين لبنان وسوريا، بحجة انتقال عناصر لحزب الله، في حين أن الأخير لا يقوم بأي إجراء عدواني تجاهها"، ويرى أبي نادر أن:
الضغوط تبقى على الأمم المتحدة، وعلى لبنان، لكن دون جدوى، خاصة في ظل عدم وجود أي شيء ملموس تمنعه "اليونيفيل".
الشكوك الدائمة بأن حزب الله يمتلك ويخزن أسلحة نوعية وصواريخ، يراها أبي نادر "عمليات مستحقة للحزب"، كما تطور أمريكا وإسرائيل ويمتلكان أخطر الأسلحة، وأنه "من الطبيعي أن يقوم حزب الله بامتلاك ما يؤمن الحماية للبنان وله".
وشدد على ضرورة "أن يمتلك حزب الله الصواريخ، خاصة أن الجيش اللبناني ممنوع من امتلاك أية أسلحة أو صواريخ دفاع جوي، لحماية الأجواء اللبنانية من الاعتداءات الإسرائيلية ومن الخروقات الدائمة".
إن الحكومة اللبنانية تتجه للتشديد أكثر لناحية الطلب من المنظمة الأممية أن تعمل أكثر لإجبار إسرائيل على الالتزام بالقرار ١٧٠١، ووقف اختراقها للسيادة اللبنانية.
واستطرد بقوله" واشنطن وخاصة مع الرئيس ترامب، تأخذ الضغوط دائما للسير بأجندتها من الناحية المالية وتمويل المنظمة الدولية، كما تصرفت مع منظمة الصحة العالمية، ومع الكثير من المؤسسات التي كانت تساهم في تمويلها، حيث تضغط عبر التهديد بحجب الأموال".
من ناحيته، قال المحلل السياسي، محمد سعيد الرز: إن "الولايات المتحدة الأمريكية تمارس سلة ضغوط متكاملة، سواء على لبنان أو المنطقة".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "حالة من التجويع الحقيقية يعيشها لبنان، تتمثل أدواتها في رفع سعر الدولار على حساب العملة الوطنية، يواكبها ارتفاع كبير في أسعار السلع، وتهديد ودائع الناس في المصارف"، متابعا:
حين الحديث عن الحلول تطرح دول القرار في العالم وفي مقدتمها الولايات المتحدة، مشاريع التسوية، سواء عبر ترسيم الحدود البحرية مع "الاحتلال الإسرائيلي" وتقليص نفوذ حزب الله وسلاحه الصاروخي، وتوسيع وتطوير عمل قوات الطوارئ الدولية على الحدود مع فلسطين المحتلة.
وأوضح أن "حسن نصر الله زعيم حزب الله أبدى تخوفه من تلك التصرفات"، في وقت ردت عليه فرنسا بالقول، إن "تقديمات صندوق النقد الدولي لن تكون مرهونة بقرارات هذا الحزب".
وتمتد الضغوط إلى عموم المنطقة، سواء بتكثيف الغارات الإسرائيلية على سوريا، أو بإعادة إطلاق "داعش" في العراق، أو بالعمليات الإرهابية هنا وهناك.
وبحسب الرز يشهد المزيد من الضغوط والتجويع، وربما تطورات أمنية متفرقة في المرحلة المقبلة، خاصة وأن "حزب الله المتصل تماما بالأجندة الإيرانية، لم يتراجع أو يخفف من وتيرة تحركه، وأن كان تذمر الشعب قد بلغ ذروته من كل الطبقة التي كان هذا الحزب يشاركها الحكم في كل الحكومات السابقة".