يرى مراقبون أن تلك السيطرة جاءت متزامنة مع الحراك السياسي الذي قد يستهدف إحداث خلل في موازين القوى بين الطرفين الجنوبيين من أجل الضغط عليهم للقبول بأي توافق سياسي، ومحاولة سيطرة الانتقالي على حديبو ليست الأولى، فقد تكررت العام الماضي وتدخل أطراف التحالف وأوقفوا التوتر، لكنهم لم يحلوا الأزمة.
صلاحيات الرئيس
قال الدكتور إيهاب عبد القادر العضو اليمني في الهيئة الدولية لفض النزاعات الدبلوماسية والسياسية، "الوضع الراهن لا يسرنا بل يزيد "الطين بله" نتيجة عدم بسط الدولة سيطرتها على كامل الأرض اليمنية".
وأضاف عضو الهيئة الدولية لـ"سبوتنيك"، "ما يحدث في سقطرى وعدن وحضرموت وأبين وشبوة، لا يعطي مؤشر للانفراج وربما قد تطول الأزمات إلى أمد أبعد وتزيد المعاناة اليومية للشعب اليمني، بالذات في المناطق الجنوبية المحررة".
مهمة التحالف
وتابع عبد القادر، "التحالف العربي بقيادة الشقيقة السعودية إن لم يحقق أهدافه سيخسر عملية الحزم والحسم التي أطلقوها، ومن حق الرئيس هادي أن يتوجه للأمم المتحدة وإصدار قرار أممي جديد ينهي عملهم في اليمن".
ودعا عضو الهيئة الدولية، الأطراف المتصارعة إلى التركيز على الهدف الذي جاء بالتحالف العربي من أجله، ألا وهو استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي وتحرير صنعاء.
تأييد مدني وعسكري
من جانبه قال عبد الرحمن جمعان الكاتب والإعلامي من سقطرى: إنه "كانت هناك تظاهرات وتجمعات كبرى في أنحاء محافظة سقطرى وتأييد شعبي واسع من جانب مشايخ وأعيان وشخصيات اجتماعية للمجلس الانتقالي الجنوبي بعد إعلان المجلس عن الإدارة الذاتية للجنوب".
وأضاف جمعان لـ"سبوتنيك"، لم تكن هناك قرية أو مربع أو مديرية في سقطرى وأعلنت انضمامها وتأييدها للإدارة الذاتية، وتبع ذلك إنضمام معسكرات أمنية وكتائب اللواء أول مشاة بحري، كما انضمت للمجلس الانتقالي الجنوبي قيادات حزبية من الأحزاب اليمنية كحزب المؤتمر وغيره وأعلنوا تأييدهم للمجلس وقرارات.
وتابع "هنا أصبح للمجلس أرضية صلبة وواسعة لحكم المحافظة بعد هذا التأييد المدني والعسكري".
الاشتباكات مع الإصلاح
وأشار جمعان، إلى أن "دخول قوات الانتقالي إلى عاصمة المحافظة "حديبو"، أثار حفيظة وإعتراض نقاط تابعة لمليشيات حزب الإصلاح وأخرتها، وكان من بين قادة الانتقالي الداخلين لعاصمة سقطري والذين حدثت معهم الاشتباكات الشيخ رأفت علي الثقلي، وقائد اللواء أول مشاة بحري العميد عبدالله أحمد، ما أدى إلى إصابة اثنين من مرافقي قائد اللواء" .
ولفت جمعان إلى أن "قيادة المجلس استولت بعد تلك الأحداث على مبنى المحافظة وتم اصدار العفو العام من قبل رئيس المجلس الانتقالي في سقطرى الشيخ رأفت علي الثقلي عن القيادات المعارضة العسكرية والمدنية، ولا يوجد قيادي عسكري او مدني تم اعتقاله أو محتجز لدى القوات الجنوبية".
كما أعلن الحكم الذاتي وحالة الطوارئ في المناطق التي يسيطر عليها في جنوب البلاد، وقال المجلس في بيان له "إن الحكومة اليمنية لم تفعل شيئا بعد اتفاق لتقاسم السلطة خاصة لتحسين الأوضاع المعيشية للمدنيين والعسكريين".
ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة، إذ تقول إن ما يقرب من 80% من إجمالي السكان -أي 24.1 مليون إنسان- بحاجة إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية