ويتواصل الصراع في إسرائيل بين رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، بشأن خطة "الضم" للأراضي الفلسطينية، حيث هدد نتنياهو غانتس، بحل الحكومة والذهاب إلى انتخابات رابعة، إذا لم يدعم خطة فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن.
واختلفت مواقف حزب الليكود، بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي يدعو إلى ضم الأراضي الفلسطينية بأسرع وقت ممكن، مقارنة بموقف كاهول لافات الداعي إلى موقف مماثل لوزير الدفاع بيني غانتس بتأخير خطة "الضم" للأراضي الفلسطينية.
وعلق العديد من الخبراء لوكالة "سبوتنيك" على مستقبل الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل بين نتنياهو وغانتس ومدى تأثيرها على خطة "الضم" الإسرائيلية.
أزمة سياسية أم البحث عن الإجماع؟
يعتبر الخبير في المركز الأمريكي الإسرائيلي للدراسات الاستراتيجية في تل أبيب، سيرغي الكنيد، أن الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل مستمرة قائلا: "كل ما يحدث بين غانتس ونتنياهو هو دليل مباشر على أن الأزمة السياسية لم تنته وهناك تهديد بانهيار ما يسمى بالائتلاف".
وأضاف الكنيد قائلا: "من المتوقع حدوث مثل هذا التطور للأحداث في إسرائيل".
أما السفير السابق لإسرائيل في روسيا، تسفن ماغن، فقد علق قائلا: "المشكلة ليست في الأزمة، ولكن في الخطة الموضوعة والتي يختلف عليها الأطراف".
وأضاف ماغن قائلا: "عندما ذهب الليكود وكاهول لتشكيل ائتلاف موحد فهموا ما ينتظرهم، على أي حال سيكون عليهم مواجهة مواقف مختلفة بشأن القضايا المهمة وإيجاد حلول وسط".
من يحدد واشنطن أم ليس كاهول؟
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع الليكود إن المفاوضات بشأن خطط الضم مستمرة مع الفريق الأمريكي، فالقضية لا تعتمد على كاهول لافان. بحسب القناة التلفزيونية الرسمية التابعة للكنيست الإسرائيلي.
في السياق ذاته، يعتبر عضو الكنيست أسامة السعدي (عضو الكنيست الإسرائيلي) أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يفضل حقًا حل المشكلة مع الولايات المتحدة بدلاً من حليفه في الائتلاف.
ويقول السعدي لسبوتنيك: "هناك اتصالات واجتماعات بين المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية وبين السفير والمبعوث الأمريكي في إسرائيل، حتى الآن لا نعلم ما يدور من وراء الكواليس، وبنيامين نتنياهو قالها في اجتماع كتلة الليكود، أن المفاوضات في غاية السرية وعدم نشرها في هذه الحالة أفضل لإحراز نتائج أحسن، نسمع أن هناك تباين في آراء الإدارة الأمريكية بين مؤيد جدا للضم يمثلها السفير الأمريكي في إسرائيل، وهو عمليا متطرف أكثر من الإسرائيلين أنفسهم، وبين كوشنر مستشار الرئيس ترامب".
وتابع السعدي قائلا: "حتى الآن ليس لدينا أي تفاصيل حول ما يدور، وبنيامين نتنياهو عمليا يسخر من حليفه وشريكه في الائتلاف الحكومي بيني غانتس، والإئتلاف بينهما لا يعطي بيني غانتس حق الفيتو في موضوع الضم وسريان القانون الإسرائيلي على المستوطنات في المناطق المحتلة، وهذه الحكومة برأسين ويعطي حق النقض لبيني غانتس وحزب أزرق أبيض في كل المواضيع ما عدا موضوع الضم، وبيني غانتس بهذا جرد نفسه وحزبه من أن يكون له حق النقض في هذه المسألة".
قضية التوازن وكيف يمكن أن تنتهي؟
يعتبر الكيند أنه خلال سنوات حكم نتنياهو سعى الأخير إلى الحفاظ على التوازن، لكن الكثيرين في الدولة يعتبرون أن مسألة الضم ستكون مادة جديدة للصراع بين الكتل والأحزاب السياسية الإسرائيلية.
ويقول الكيند: "أعتقد أنه يتفهم تماما العواقب التي ستترتب على هذه الخطوة. ولكن الآن بسبب ضغوط واشنطن أصبح نتنياهو منزعجًا والحقيقة أن لجنة خبراء الجيش الإسرائيلي عارضت بشدة تنفيذ خطة ضم غور الأردن".
وفي حديثه عن المشاكل التي تنتظر إسرائيل في حالة الضم أضاف الخبير الإسرائيلي: "يهدد الضم بتبريد حاد للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي. كما ستكون العلاقات مع الأردن مهددة، كما يمكن نسيان القنصلية في دبي، التي يتوقع افتتاحها من قبل الدبلوماسية الإسرائيلية".
المواعيد النهائية الجديدة للتنفيذ
يرى ماغن أن وضع خطة الضم تم تأجليه قائلا: "أعتقد أن الموعد النهائي سيتم تأجيله لعدة أشهر في ظل هذه الظروف".
أما السعدي فقال بهذا الصدد:" بنيامين نتنياهو يدرك بإنه إذا لم يقدم على هذه الخطوة في الشهر القريب وحتى شهر آب/أغسطس، ستدخل الولايات المتحدة إلى حمى الانتخابات الرئيسية في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، وهو قال وصرح بأكثر من مرة بأنها فرصة تاريخية لن تعود، وبالتالي أعتقد أنه من الممكن ألا يتخذ إجراءات في الأول أو الثاني من الشهر القادم، ولكن أعتقد خلال الأسابيع القادمة سيتخذ خطوة في هذا الاتجاه، والسؤال يبقى هل ستكون الخطوة واسعة وشاملة، أم ستكون رمزية وضيقة ظنا منه أن هذا الإجراء لن يشعل المنطقة ولن يهدد استقرارها، حيث لن تقوم الأردن أو مصر أو السلطة الفلسطينية بإلغاء الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل".