وأدت قوانين الإغلاق وعدم الخروج من المنزل إلى تطور حالة نفسية لدى المواطنين تؤثر بقدرتهم على الاختلاط مع الآخرين وتفضيل العزلة على الانخراط في المجتمع.
وأكد الأطباء الإيطاليون أن حوالي مليوني شخص إيطالي يجدون صعوبة في الخروج من المنزل والعودة إلى حياتهم الطبيعية بعد قوانين الإغلاق التي استمرت لأشهر.
وبحسب صحيفة "عكاظ" السعودية، أشار بعض الكتاب العرب والسعوديين إلى أن بعض فئات المجتمع فقدت الرغبة بالخروج من المنزل بسبب الحجر الطويل، واعتبروا أن هذه الحالة تؤكد انتشار "متلازمة الكوخ" بين المجتمعات العربية والسعودية.
لكن أطباء نفسيون رفضوا هذا التوصيف، مؤكدين أن المجتمع يعود إلى حالته الطبيعية بشكل تدريجي، وأن هذه الحالة ناتجة عن القلق النفسي الذي بدأ يتراجع في الأشهر الأخيرة.
ففي تصريح للصحيفة، اعتبر الاستشاري النفسي الدكتور سهيل خان، أن هذا المصطلح النفسي جديد ومستحدث وظهر بعد انتشار فيروس كورونا، مؤكدا عدم وجود دراسات توثق هذه الحالة.
من جهة أخرى نوه الاستشاري النفسي الدكتور جمال الطويرقي، إلى أن "الدراسات الطبية والنفسية تؤكد أن الحجر أو العزل أو السجن أو العلاج الإجباري أو غيرها، من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر تسبب (الرهاب) من الخروج".
لكنه أشار إلى أن الدراسات أكدت أن فترة ثلاثة أشهر تعتبر فترة زمنية قصيرة للإصابة بالرهاب، وأن الحالة التي رصدها في المجتمع هي مجرد قلق بسبب الفيروس ويحتاج لثلاثة أشهر للعودة إلى حالته الطبيعية.
بدورها، أكدت الاستشارية الاجتماعية ريهام الغامدي، إلى أن المعطيات التي يتم رصدها على وسائل التواصل الاجتماعي حول واقع تعاطي المجتمع مع فيروس كورونا المستجد، تدل على أن "عبارات التوعية باتت تشكل منهجا أساسيا في طروحاتهم"، وتجلت هذه الطروحات ببعض العبارات مثل "التباعد الاجتماعي" و"نتباعد لنتواصل".
وشددت الغامدي على أن انتهاج "توعية مضادة" التي تتمثل "بتحفيز الناس للخروج، وكسر حاجز الخوف، والتحرر من القلق"، مع التأكيد على تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي من خلال "صناعة استراتيجية تثقيفية وتوعوية، عبر شبكات التواصل مماثلة لذات التي كانت تطالب الأشخاص بالبقاء".
وظهر مصطلح "متلازمة الكوخ" عندما استخدم في رواية "الجريمة والعقاب" للكاتب، والفيلسوف الروسي فيودور دوستويفسكي في عام 1866، وفيلم تشارلي تشابلن الذي حمل عنوان "The Gold Rush" عام 1925.