وبحسب التقارير، تستمر محاولات "قسد"، والتي بدأت منذ سنوات، بإحداث تغيرات مختلفة في البنية الجغرافية والديموغرافية والإجتماعية في المناطق التي تسيطر عليها بدعم من قوات الاحتلال الأمريكي في شمال شرقي سوريا، ما أثار غضب أهالي هذه المناطق وزاد غضبهم ورفضهم لسياسات "قسد".
وفي حديث لبرنامج "ما وراء الحدث" أوضح مراسل وكالة "سبوتنيك" في محافظة الحسكة السورية، عطية العطية، أن "أهالي المنطقة يرفضون رفضا قاطعا ممارسات "قسد" الجديدة وأن موضوع المناهج وغيره من الممارسات التي تتعارض مع التاريخ والقيم الإجتماعية لأبناء المنطقة لقي استياء كبيرا".
وأشار المراسل إلى أن "الأخطر يكمن في وجود جماعات إسلامية مؤدلجة تحاول استغلال هذه الفرصة لتفرض إيديولوجيتها وأفكارها الخاصة التي يرفضها سكان المنطقة أصلا، وأن طلاب المدارس في مناطق سيطرة "قسد" يهربون إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية لمتابعة دراستهم هناك".
أما المدرس أبو علاوي الشعيطي في مدرسة "حمام قرب" في قرية "أبو حمام" شرقي محافظة دير الزور فيقول إن "المنهاج المفروض من (قسد) مرفوض بتاتا كونه يدعو للإلحاد ويتعارض في مضمونه وهدفه مع التقاليد العشائرية والدينية لأهالي المنطقة ويتضمن تزويرا للحقائق التاريخية وتمجيدا لشخصيات لم نسمع بها من قبل ومن ناحية ثانية تمجيد المرأة والإنحلال الأخلاقي للمرأة حسب المنهاج، والدين الإسلامي كرم المرأة ولسنا بحاجة لمنهاج يحدثنا عن تكريم المرأة وحقوقها"، على حد تعبيره.
وطالب أبو علاوي بتدخل اليونيسف معرباً عن قبول الأهالي منهاج اليونيسف كبديل للمنهاج المفروض عليهم أو إعادة منهاج الحكومة السورية "النظام حسب تعبيره" بإستثناء مادة القومية "لأن هناك تزوير في حقائق التاريخ ولم تذكر التاريخ الحقيقي والعربي المعاصر وإنما ذكر فيها شخصيات بعينها"، حسب قوله.
وأضاف أبو علاوي قائلا: إنه في حال أغلقت جميع الأبواب بوجهنا فسوف نعود لتعليم أبنائنا في الجوامع وندرسهم كما درسنا آباؤنا منذ 50 - 60 عاماً"
من جانبه اعتبر الكاتب والباحث السياسي والاجتماعي محمود صالح، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، أن "هذه الخطوة المدروسة يقف من خلفها الاحتلال الأمريكي ومجوعات "قسد" تنفذها، والهدف منها تدمير النسيج الإجتماعي لأبناء المنطقة كون هذا النسيج الصلب بين أبناء الجزيرة بين الكردي والعربي والمسيحي والسرياني والآشوري وكل الأطياف الأخرى التي تربت على التآخي فيما بينها، يشكل عائقا كبيرا أمام مخططات واشنطن، لذا تسعى لخلخلة هذه الروابط من خلال هذا المنهاج لإعادة هيكلة الأسس التربوية ولبناء جيل جديد يحقق لها ماتهدف إليه في المرحلة القادمة لتمكينها من السيطرة على المنطقة، ومن هنا نرى هذا الرفض الشعبي العام لأهالي المنطقة بما فيهم جزء كبير من الأخوة الأكراد.
وأضاف الكاتب: "هذه المناهج غريبة عن ناموس أهالي المنطقة في الثقافة الدينية والإجتماعية وحتى السياسية، مايقومون به هو تخريب متعمد لجيل كامل في المستقبل بالإضافة لوجود طموحات تخريبية للفكر".
وأكد الكاتب أن "منظمة اليونسكو لن تتعاطى معهم بهذا المجال، ولا مصلحة لدى أي منظمة أخرى في العبث بهذا الموروث الثقافي لهذه المنطقة".