في ذلك الوقت، كانت مستشفيات إيطاليا غارقة، حيث نفدت الأقنعة والقفازات والمآزر التي تحتاج إليها الفرق الطبية للحفاظ على سلامتهم وأضطر الأطباء إلى لعب دور سماوي مع المصابين بأمراض خطيرة، بسبب النقص الحاد في أجهزة التنفس.
وقال جانيز لينارزيتش، المفوض الأوروبي المسؤول عن إدارة الأزمات: "لم ترد أي دولة من الأعضاء على طلب إيطاليا وعلى دعوة المفوضية للمساعدة. مما يعني أن إيطاليا ليست وحدها التي لم تكن مستعدة، لم يكن أي أحد مستعد، عدم الاستجابة للطلب الإيطالي لم يكن نقصًا في التضامن إلى حد كبير، لكن كان نقصًا في المعدات".
توفي نحو 180 ألف مواطن أوروبي، في جميع أنحاء المنطقة الاقتصادية الأوروبية والمملكة المتحدة، من جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد، فيما انتقلت العدوى إلى 1.6 مليون شخص منذ تسلل المرض إلى القارة في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، بفضل مريض غامض.
على جانب آخر، أرسلت روسيا إلى إيطاليا، 15 طائرة تابعة للقوة الجو-فضائية الروسية، وعلى متنها مختصون عسكريون بعلم الأوبئة وخبراء من وزارة الدفاع، وقاموا بتسليم ثماني فرق طبية وتمريضية إلى منطقة جبال أبينين لمكافحة فيروس كورنا المستجد، بالإضافة إلى معدات الفحص وتدابير التطهير.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن
روسيا قدمت المساعدة إلى الدول الأوروبية خلال وباء "كوفيد 19"، ليس لأسباب سياسية، بل لأنهم كانوا يواجهون أوضاعاً صعبة وهم الذين طلبوا ذلك.
كانت مصر من بين الدول التي قدمت المساعدة إلى إيطاليا، وفي أوائل شهر أبريل/ نيسان، وصلت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد برفقتها طائرتين عسكريتين تحملان مساعدات طبية إلى دولة إيطاليا، تنفيذا لتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقالت الرئاسة المصرية إن هذه المساعدات تأتي في "إطار العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع بين الدولتين الصديقتين، وهو ما سيساهم في تخفيف العبء عن دولة إيطاليا في محنتها الحالية خاصة في ظل النقص الحاد لديها في الأدوية والمستلزمات الطبية وأدوات الوقاية والحماية".