عقبات كبرى
قال عبد الرحمن إبراهيم عبدي مدير مركز مقديشو للدراسات بالصومال، إن هناك عقبات كبرى أمام نجاح المؤتمر التشاوري بين الحكومة والولايات تتمثل في انعدام الثقة، وأزمة تضارب المصالح، وتمثيل بعض المكونات السياسية الأخرى مثل إقليم أرض الصومال ومحافظة بنادر في المؤتمر، إضافة إلى عقبات تتعلق بالمعايير البروتوكولية.
وأضاف مدير مركز مقديشو لـ"سبوتنيك" انعدام الثقة بين الرئيس محمد عبد الله فرماجو وبعض رؤساء الولايات الإقليمية مثل رئيس ولاية جوبالاند أحمد مدوبي ورئيس بونت لاند سعيد ديني من أكبر العقبات أمام المؤتمر التشاوري في طوسمريب، ويشكل تهديدا حقيقيا لنجاحه والتوصل إلى اتفاق بشأن الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ الشهور الأخيرة.
وتابع عبدي، لقد اتهم رئيس ولاية بونت لاند في أكثر من مناسبة الرئيس فرماجو بزعزعة الاستقرار في الولاية ومحاولة الإطاحة به، بينما لا تعترف الحكومة الاتحادية بأحمد مدوبي إلا رئيسا مؤقتا لولاية جوبالاند وهذا ما يرفضه الأخير بشدة.
موقف الرئيس
وأشار عبدي إلى أن هناك سؤال مهم وهو موقف الرئيس محمد عبد الله فرماجو من بيان الأخير الصادر عن اجتماع رؤساء الولايات الإقليمية المنعقد في 11-12 يوليو/تموز الجاري والذي رفض تأجيل الانتخابات، وطالب بإجراء اقتراع شعبي غير مباشر، مع العلم أن الرئيس فرماجو ورئيس مجلس الشعب محمد مرسل يطالبان بالالتزام بالدستور ويصران على أن تكون الانتخابات شعبية مباشرة.
تباين المواقف
ولفت رئيس مركز مقديشو إلى التباين في مواقف الرئيس فرماجو ورئيس وزرائه حسن علي خيري، الذي لا يشترط أن تكون الانتخابات بالاقتراع المباشر، وموقف خيري متطابق إلى حد كبير مع موقف رؤساء الولايات الإقليمية، وبالتالي هناك مخاوف من أن يظهر هذا التباين بشكل جلي خلال المؤتمر ويشكل عقبة أمام نجاحه.
وفيما يتعلق بالتحضيرات للمؤتمر قال عبدي:هناك خلاف بين من له الحق في ترأس الاجتماع، رئيس ولاية جلمدغ أحمد قوقور الذي يستضيف الاجتماع، أم الرئيس فرماجو بصفته رئيس البلاد وفي حال ترأس الأخير، فإن هذا سيعتبر نجاحا مهما للحكومة الاتحادية.
العقل والمنطق
من جانبه قال علي شيخ آدم يوسف المحلل السياسي الصومالي، إن "الصومال أمام مرحلة انتخابية، ويجب أن يكون العقل والمنطق هو الحاكم، والسعي إلى الوصول إلى الحل النهائي وإقناع الجميع باحترام الدستور هو الهدف وأرجو أن يأخذ الشعب دوره الريادي لرفض أي عرقلة للسلام والتنمية المنشودة لأنه الضحية الأكبر".
وأضاف المحلل السياسي لوكالة "سبوتنيك" "الاجتماع السابق لرؤساء الولايات والتعاون فيما بينهم بحد ذاته شيء يجدر الثناء عليه، ولهم الحق في إبداء آرائهم، وهو ما تشير إليه المادة"52" من الدستور الفيدرالي والتي تعطى للولايات فرصة التشاور والتعاون في الأمور المشتركة، وتوقيع اتفاقيات تعاونية فيما بينهم، وجاء اجتماع الولايات الفيدرالية الصومالية مع وسط ترقب شديد وتباين المواقف حول نموذج الانتخابات الفيدرالية المقبلة، وبرأيي- مازال الكلام على لسان المحلل السياسي- أنه اختلف من حيث المخرجات عن مؤتمر كسمايو لعام 2018، الذي آثار جدلا في الأوساط الاجتماعية، وخلق مرحلة من الصراع".
وتابع آدم يوسف، "أغلب السيناريوهات تؤكد إلى قبول بعض التنازلات ومطالبة الولايات بوضع خطة جديدة للمرحلة القادمة تكون الولايات هى نواتها، ووضع برتوكولات بين الولايات والحكومة الفيدرالية للوصول إلى الحل النهائي".
وكان رئيس الوزراء حسن علي خيري، قد وصل الثلاثاء الماضي، مدينة طوسمريب تلبية لدعوة رؤساء الولايات الإقليمية إلى للمشاركة في مؤتمر تشاوري بين الحكومة المركزية والحكومات الإقليمية، وأجرى خيري فور وصوله إلى المدينة لقاءات تمهيدية لم يعلن تفاصيلها بعد، مع جميع رؤساء الحكومات الإقليمية.
ومن جانبه أكد وزير الإعلام في ولاية جلمدغ أحمد شري محمد على أن هناك زيارة مرتقبة للرئيس محمد عبد الله فرماجو إلى مدينة طوسمريب خلال الأيام القليلة المقبلة للإنضمام إلى الجهود الجارية لإنهاء الخلافات والإتفاق على الإطار العام لإجراء الانتخابات.