وأقلع مسبار الأمل في الساعة 06:58 بتوقيت اليابان، يوم الاثنين (22:58 بتوقيت غرينتش، الأحد). وتهدف المهمة إلى دراسة الطقس والمناخ في الكوكب الأحمر.
ويقول مراقبون إن "إطلاق مسبار الأمل يعد تتويجًا فعليًا لكل ما تم تدشينه وهو إشارة واضحة بأن دولة الإمارات قادرة على أن تواكب أي تطور، وتكون سباقة في الاكتشافات العلمية على سطح الأرض والمريخ والقمر والفضاء".
رحلة المسبار
من المفترض أن تشهد رحلة المسبار التي تبلغ 500 مليون كيلومتر وصول الروبوتات الآلية في شباط/ فبراير 2021 - في وقت الذكرى الخمسين لإنشاء دولة الإمارات.
ومهمة مسبار الأمل هي واحدة من ثلاث بعثات تنطلق إلى المريخ هذا الشهر. وتستعد كل من الولايات المتحدة والصين لإطلاق مهمتين مماثلتين.
تم تصنيع المسبار بالكامل بأيادٍ إماراتية، وجرى إطلاقه من مركز تانيغاشيما الفضائي في جزيرة صغيرة جنوبي اليابان، بعد تأجيل المهمة، الأربعاء الماضي، بسبب سوء الأحوال الجوية في المنطقة.
وكان محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قال في وقت سابق، إن "مسبار الأمل، مشروع تاريخي يقف خلفه شعب الإمارات ويترقبه مئات الملايين حول العالم".
انطلاقة مهمة
نزار العريضي، الخبير المتخصص في أسواق المال والاقتصاديات العالمية، والمقيم في الإمارات، قال إن "مسبار الأمل جاء نتيجة للبنية التحتية التي بدأت بعد تأسيس الإمارات عام 1971، حيث كان هناك سياسة اقتصادية ذكية جدا تعتمد على استثمار النفط في بناء بنية تحتية تكنولوجية قوية جدا، واستمر البناء بهذه البنية ليومنا هذا".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "بعد ذلك تم مواكبة عصر الإنترنت منذ ظهور ثورة الإنترنت عام 1990، إلى أن وصلنا للتكنولوجيا المتطورة بعد عام 2000".
وتابع: "دولة الإمارات واكبت الأمر حتى الوصول لعصر الذكاء الاصطناعي، وذلك عن طريق الاهتمام بوضع الأسس الخاصة بأنظمة الذكاء الاصطناعي وتبنيها في القطاعين العام والخاص".
وأكد أنه "عندما يكون هناك تخفيز من الحكومة لوضع هذه الأمور المتطورة في القطاع العام، من الطبيعي أن يتم جذب شركات القطاع الخاص العالمية لمواكبة هذا التطور، حتى أصبحت الإمارات وجهة اقتصادية عالمية".
وأشار إلى أن "إطلاق مسبار الأمل يعد تتويجًا فعليًا لكل ما تم تدشينه وهو إشارة واضحة بأن دولة الإمارات قادرة على أن تواكب أي تطور، وتكون سباقة في الاكتشافات العلمية على سطح الأرض والمريخ والقمر والفضاء".
واستطرد: "المسبار انطلاقة مهمة جدًا، تعبر عن قدرة عالية في العالم الرقمي الذي تمتلكه دولة الإمارات، وأيضا مسبار الأمل سيكون أملًا للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات، وتحفيزًا لكل من يعمل في أنظمة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا للاستمرار في الابتكار وفي تعزيز المعرفة، وتبني الأنظمة الرقمية أكثر وأكثر".
وأنهى حديثه قائلًا:
المسبار مثال ونموذج لدولة الإمارات ككل، وصورتها على الخارطة العربية وشكلها، وبعد إطلاق مسبار الأمل نكون قد دخلنا في مرحلة جديدة سيسجلها التاريخ للإمارات، وسنرى الكثير من المبادرات في هذا الإطار، وكلها تتبلور حول موضوع الذكاء الاصطناعي.
مظلة علمية ومناخية
من جانبه قال نجيب عبد الله، المستشار الاقتصادي الإماراتي، ومدير عام المسار للدراسات الاقتصادية: "الحديث عن أن مسبار الأمل من ضمن استراتيجية الإمارات لتنويع المصادر غير النفطية، قد يكون بعيدًا، الإمارات دائمًا تسعى لتنويع القاعدة الإنتاجية في الاقتصاد الوطني".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الإمارات تحتضن منظمة الطاقة النووية في أبو ظبي، وهذا دليل على أن الإمارات تعتمد على الطاقة النووية، والطاقة الشمسية كمصادر للطاقة".
وتابع: "الإمارات بحكم التشريعات والبنى التحتية أصبحت حاضنة للاستثمارات، ومسبار الأمل لا شك يعطي للإمارات وزنًا وثقة في هذا التوقيت، الذي صار التشكيك في المنطقة الخليجية منتشرًا، بأن فيروس كورونا أثبت أن النفط هو المتحكم".
وأكد أن "دولة الإمارات ترد بالأفعال لا بالأقوال، فهي أول دولة عربية تطلق مثل هذا المشروع؛ ليكون مظلة علمية وبيئية ومناخية، ليس للإمارات فحسب، بل للمنطقة العربية كافة".
ومضى قائلًا: "المسبار يرد فعليًا على أن الإمارات تخطو خطوات جادة وفعلية نحو المستقبل".
وأعلنت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، أول أمس الخميس، أنه تقرر مبدئيا أن يكون إطلاق مهمة "مسبار الأمل" إلى المريخ، في الفترة ما بين 20 و22 يوليو/ تموز 2020 الجاري، اعتمادا على تحسن الأجواء.
ومن المخطط أن يصل المسبار إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامنا مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، في العام 1971.
وتهدف المهمة إلى بناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة، وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، وغيرها.