وانتصر تشرين في ختام الجولة الـ26 والأخيرة على فريق الكرامة بهدف وحيد سجله اللاعب محمد مرمور في الدقيقة 38 من زمن اللقاء الذي جمع الفريقين في مدينة حمص.
وانطلق موكب كبير من السيارات رافق حافلة الفريق من حمص إلى اللاذقية عبر أوتستراد (دمشق-اللاذقية) الدولي.
وكان في استقبال الموكب الآلاف من مشجعي النادي، بحسب صور ومقاطع فيديو تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وما إن وصلت الحافلة مدخل مدينة اللاذقية حتى انطلقت الألعاب النارية والرصاص والزماماير والزغاريد فرحا وابتهاجا بلقب غاب عن خزائن الفريق منذ عام 1997.
هؤلاء الآلاف رافقوا الحافلة مسافة كبيرة مشيا على الأقدام، في صور تظهر عدم التقيد لا بإجراءات التباعد الإجتماعي، ولا حتى بإجراءات الوقاية التي تقضي بوضع القناع الطبي (الكمامة) على أقل تقدير.
أجواء الفرح هذه أثارات جدلا كبيرا في الأوساط السورية، فمنهم من أيد الفرح بحكم سنوات طويلة من الأحزان عاشتها البلاد بفعل الحرب المستمرة منذ عام 2011، والوضع الاقتصادي السيء بعد وصول الدولار لمعدلات قياسية، ومنهم من انتقد هذا التصرف (عبر التعليقات) بحكم الارتفاع المتواصل بحالات الإصابة بفيروس كورونا، وافتقار البلاد للتجهيزات الطبية بسبب العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة عليها ومنها "قانون قيصر".
#فرحة أهالي #اللاذقية بعد فوز #البحارة بلقب الدوري السوري ...
— مازن محمد (@mazenmuhammad85) July 28, 2020
فرحة انتظروها كثيرا ً و ما أجملها من ساعات و هي تظهر كم نحن تواقون للحظات من #الفرح و #الحب
ألف مبرووووك و شكرا ً لإنكم زرعتم البسمة على وجوه أبناء المحافظة المتعبة...#تشرين❤💛❤💛 pic.twitter.com/R8eMSQHvkt
يذكر أن اجمالي الإصابات بكورونا وصل، ولغاية يوم أمس الثلاثاء، إلى 694 حالة بحسب إحصاءات وزارة الصحة السورية.
وعي الشعب السوري وضعته منصات الإعلام السوري مصدر أمان للوقاية من (كوفيد-19) عبر إطلاقها هاشتاغ "وعيك أمانك"، فكلنا نحب أن نفرح، ونعرف ماذا يعني الفوز بلقب بطولة دوري، ولكن ليس بهذه الظروف الاستثنائية، وأذكر مثالا نادي ليفربول الإنجليزي، فقد فاز بالدوري المحلي بعد 30 عاما، ومع ذلك وبسبب الظروف الطاغية على الواقع العام وفي مباراة التتويج كان ملعب الفريق "الأنفيلد" خاليا تماما.. وهنا أتساءل عن سبب عدم منع إقامة مباراة تشرين والكرامة في حمص بجمهور؟
يذكر ضمن السياق، أن مجلس الوزراء السوري وفي بيان مقتضب صدر قبل يومين أهاب بالسوريين "الالتزام بالمنازل خلال عطلة عيد الأضحى المبارك والابتعاد قدر الإمكان عن التجمعات وأماكن الازدحام، مشدداً على أن المرحلة الحالية تتطلب درجة عالية من الوعي والمسؤولية لجهة التقيد بالإجراءات الاحترازية للتصدي لوباء كورونا والحد من انتشاره".
يقال، إن "الأمر في إيطاليا بدأ بمزحة حتى لم يعد أحد يضحك"، بسبب كثرة أعداد الوفيات والتي وصلت لقرابة 35 ألف حالة وفاة.
وكان من المفروض، أسوة بباقي دول العالم، أن تقام المباريات بدون جمهور حتى المباراة الأخيرة، وأن يتم تنظيم الاحتفالات بطريقة أخرى، تتماشى مع قوانين منظمة الصحة العالمية والتي تفرض وضع الكمامات والقفازات والحفاظ على مسافة أمان صحي تقدر بمتر ونصف ومنع التجمعات لعدم تفشي الوباء الذي يهدد البشرية أجمع وأوقف حركات التنقل وعرقل عجلة الاقتصاد العالمي.
(المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط)