ضربة من تحت الماء
وتنبع أهمية هذه الغواصة من أنها تحمل آلة حربية غواصة تعمل بالطاقة النووية ويمكنها أن تحمل سلاحا نوويا، وأطلق عليها اسم "بوسيدون"، وهي عبارة عن غواصة صغيرة خالية من الطاقم البشري. ومن المقرر إطلاقها على سبيل التجربة في الخريف القادم.
وتشبه غواصة "بوسيدون" الطوربيد الكبير، ولكنها ثقيلة ولهذا تحتاج إلى غواصة كبيرة خاصة لإيصالها إلى مكان الانطلاق نحو الهدف المزمع تدميره.
وتسير "بوسيدون" بسرعة هائلة لا تقدر عليها الغواصة العادية، مختبئة تحت الماء. ويمكن أن يبعد مسارها عن سطح الماء بألف متر. وتختار "بوسيدون" أفضل مسار لها بنفسها. ويمكنها أن تصل إلى أي مكان بعيد. ويجعلها كل ذلك سلاحا رهيبا لا يمكن صده، لأن اكتشافها وإيقافها أمر صعب أو غير ممكن بالنسبة لوسائط الدفاع المضاد للغواصات التي تملكها دول حلف شمال الأطلسي حاليا. ولهذا تظل آلة "بوسيدون" في بؤرة اهتمام الغرب منذ عام 2018 حينما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن وجودها.
وتقدر "بوسيدون" على تدمير سفن السطح الكبيرة، وبالأخص حاملات الطائرات، منتظرة ظهورها في زمن غير محدود. كما يمكن استخدامها لتدمير الأهداف في البر.
الحماية من الاعتداء
يقدر الخبراء قوة الرأس المدمر الذي تحمله "بوسيدون" والذي يمكن أن يكون نوويا، بـ100 ميغا طنّ، مع العلم أن بإمكان الرأس المدمر الذي لا تزيد قوته على 10 ميغا طن إلحاق أضرار جسيمة بالعدو.
وتهاجم آلة "بوسيدون" الأهداف المزمع تدميرها من مكان تصله على متن الغواصة الخاصة التي يجب أن تكون كبيرة. فمثلا، يبلغ طول غواصة "بلغورود" 184 مترا. ويمكنها أن تحمل 2 إلى 6 من آلات "بوسيدون". ويجب أن تنضم غواصة "بلغرود" إلى الأسطول الروسي في نهاية هذا العام.
قال الخبير العسكري ألكسندر جيلين لـ"سبوتنيك" إن روسيا ستحوز سلاحا رادعا رائعا يضمن حمايتها من التدخل الخارجي عندما تدخل غواصة تحمل آلات "بوسيدون" الخدمة العسكرية.
الرغبة في حظر الأسلحة الروسية
ويرى غالبية الخبراء الغربيين أن "بوسيدون" تمثل ردا روسيا على نشر الولايات المتحدة الأمريكية لصواريخها التي توصف بأنها صواريخ مضادة للصواريخ الهجومية، بينما ينظر بعضهم إليها على أنها سلاح الرد على الهجوم ضد روسيا.
وفي كل الأحوال فإن الأمريكيين يتمنون ألا يوجد في حوزة روسيا سلاح كهذا، وشدد المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي المكلف بملف الرقابة على الأسلحة، مارشال بيلينغسلي، على ضرورة أن يدرج سلاح كهذا في قائمة الأسلحة المحظورة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمريكيين لم يتمكنوا ولن يتمكنوا في وقت قريب من اختراع آلة مماثلة لما يحمل اسم "بوسيدون".