يرى مراقبون أن اتفاق ستوكهولم قد انتهى من الناحية العملية، وهناك أجندات أخرى يتم التجهيز لها، والدور الأممي خلال المرحلة الماضية كان متواطئا ومخيبا للآمال، والمرحلة الآن تتطلب دورا أشد صرامة وتعاملا جديدا مع الأزمة التي طالت أكثر من 30 مليون يمني.
لجان المراقبة
قال الخبير الاستراتيجي اليمني العميد عزيز راشد، لم ينفذ من اتفاق السويد أو ما يسمى "اتفاق الحديدة" حتى الآن سوى لجان المراقبة والتي لا تعمل بالشكل المطلوب، ولم تسمِّ حتى الآن الطرف المعرقل لتنفيذ بنود تلك الاتفاقية.
الخروقات مستمرة
وتابع راشد، الخروقات مستمرة يوميا، وما حدث هو توقف الزحوف العسكرية الكبرى من كلا الطرفين، لكن لم تتوقف الخروقات بالمدفعية والطائرات الحربية للتحالف في الساحل الغربي، ورغم كل تلك الخروقات الظاهرة للعيان، لم يقم المراقبين الأمميين بتسمية الطرف المعرقل والمعتدي والمخترق للاتفاق، دائما هناك مراوغات.
وحول إمكانية انسحاب صنعاء من اتفاق الرياض قال الخبير العسكري، نتمنى أن يبنى على اتفاق السويد مسار للسلام ينهي الحرب في اليمن، لأن اليوم حكومة هادي والانتقالي يتقاتلون فيما بينهم، والسيادة اليمنية على الأرض وفي البحر هي بيد حكومة الإنقاذ بصنعاء، لذا يجب على الأمم المتحدة أن تسمي الطرف المعرقل بكل وضوح وشفافية، فهم يعلمون ويعرفون جيدا من هو الطرف المعرقل عن طريق أقمارهم الصناعية، ونحن لدينا كل الوثائق التي تقول إننا لم نقم بأي خرق سواء بالقوة الصاروخية أو الطيران المسير.
عجز أممي
وأكد الخبير الاستراتيجي على أن الأمم المتحدة غير قادرة على كبح جماح التحالف السعودي الإماراتي والذي يمتلك قدرات عسكرية وصاروخية ويستطيع القرصنة في البر والبحر والجو، فهم من يعرقلون وصول السفن النفطية القادمة للشمال في وسط البحر بعد تفتيشها من قبل الأمم المتحدة في جيبوتي ويتم احتجاز تلك السفن لأكثر من ثلاثة أشهر.
من جانبه قال المحلل السياسي اليمني عبد الحفيط الحطامي، في اعتقادي أن اتفاق السويد وملف الحديدة عموما كان أحد بنود الاتفاق بين جماعة أنصار الله والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، واعتقد أن هذا الاتفاق الآن أصبح في حكم الميت، وبات من الماضي، واليوم هناك أجندات دولية وإقليمية تبحث عن آخر، حيث انتهى هذا الاتفاق عمليا بعد مرور أكثر من عامين على توقيعه في ديسمبر من العام 2018.
وأضاف المحلل السياسي لـ"سبوتنيك"، لم يحدث أي تقدم في أي من الملفات التي أتى بها اتفاق السويد سواء في الحديدة أو ملف الأسرى أو مطار صنعاء وتعز، وكان الملف الإنساني على رأس بنود الاتفاق والمتعلق بمرور الإغاثة عبر ميناء الحديدة ووصولها إلى المتضررين من القتال في مناطق سيطرة أنصار الله أو حتى في بعض مناطق الشرعية، وأعتقد أن الحديث عن تلك البنود الآن أصبح من الماضي والمبعوث الأممي يقوم الآن بحراك كبير في العديد من الدول المعنية سواء في الرياض أو أبوظبي وطهران والدول المعنية بالقضية اليمنية، وكل هذا الحراك قد يؤدي إلى خلق واقع جديد.
وأكد الحطامي أن الحديدة الآن تشهد وضعا إنسانيا مزريا فيما يتعلق بعمليات انفجار الألغام والتي تتهم الحكومة الشرعية أنصار الله بزرعها في تلك المناطق التي تم استعادتها من قبل الشرعية، إضافة إلى القصف المدفعي المتبادل وسقوط الضحايا بشكل يومي وعدم وصول الإمداد والإغاثة، وحتى صوامع الغلال يتم قصفها.
وأشار الحطامي إلى أن الأمم المتحدة تقف متفرجة إزاء ما يحدث من كارثة مأساوية فيما يتعلق بالرواتب وميناء الحديدة، كل هذه القضايا عالقة حتى هذه اللحظة ولا يوجد أي تقدم فيما يتعلق بالخدمات العامة التي يتطلع لها المواطن العادي، والخاسر الوحيد من استمرار تلك الحرب هو 30 مليون يمني وليس الشرعية ولا أنصار الله.
ولفت المحلل السياسي إلى أن كل المبعوثين الأمميين إلى اليمن فشلوا فشلا ذريعا في حل الأزمة، بل إن القضية تزداد تعقيدا مع كل مبعوث أممي، وهذا ما نشاهده من مزيد من القتال والتعقيد في كل الملفات واتساع مساحة الجغرافيا العسكرية، وإذا أرادت الأمم المتحدة حل القضية ووقف الحرب، يجب عليها أن تثبت إرادتها وشخصيتها ووقف الخروقات من جانب أي من الأطراف وضبط المسار الإنساني ومعاقبة أي جهة تقوم بعملية الاختراق لمنع وصول الإمدادات الإنسانية وفقا للاتفاقات التي رعتها المنظمة الدولية.
توقيع الاتفاق
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2018، اجتمعت أطراف النزاع في اليمن لأول مرة منذ عدة سنوات على طاولة مفاوضات نظمت تحت رعاية الأمم المتحدة في ستوكهولم. وتمكن الفرقاء من التوصل إلى عدد من الاتفاقات الهامة، وعلى وجه الخصوص، بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في الحديدة -مدينة ساحلية على البحر الأحمر- ونقلها تحت سيطرة الأمم المتحدة.
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها "أنصار الله" أواخر 2014.
وبالمقابل تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.