واستغرقت عملية تصنيع الهيكل الذي يبلغ وزنه 300 طن وطوله 12 مترا، قرابة ثلاث سنوات. وقبل ذلك بشهر، تم إرسال أربعة مولدات بخارية من المصنع إلى موقع بناء محطة "أكويو"، الأولى من نوعها لتوليد الطاقة الكهروذرية في تركيا. وبذلك قام المصنع بشحن جميع أهم المعدات الكبيرة الحجم المخصصة لوحدة الطاقة رقم 1 في محطة "أكويو".
وأيضا شهد مصنع "آتوماش"، في اليوم نفسه، شحن مولدي بخار تم تصنيعهما لمحطة "روبور"، أول محطة للطاقة النووية في بنغلاديش. والمعدات الثلاث التي يزيد وزنها الإجمالي عن 1000 طن، سيتم تحميلها على متن شاحنات النقل لتسليمها إلى رصيف للخزان المائي "تسيمليانسك" على نهر الدون. ويعد شحن هذه المعدات الضخمة المصنوعة في "آتوماش" عملية فريدة من نوعها، نظرا إلى حجمها إذ تطلبت تفكيك أسلاك ترولي باص مؤقتا على طول الطريق لنقلها إلى رصيف الخزان المائي "تسيمليانسك" في ميناء "فولغودونسك". ومن نقطة الانطلاق ستواصل المعدات طريقها إلى الموقعين المقصودين عن طريق البحر، حيث سيقطع هيكل المفاعل النووي مسافة 3 آلاف كم قبل الوصول إلى محطة "أكويو"، فيما ستتجاوز شحنة تضم مولدي بخار 14 ألف كلم تفصلها عن محطة "روبور".
وقال أندريه نيكيبيلوف، المدير العام لشركة "آتوم إينيرغو ماش": "نحن الآن عشية عيد كبير وسعيد بالنسبة للعاملين في الصناعة النووية الروسية، وهو الذكرى السنوية الـ 75 لتأسيس قطاعنا. في السابق كان من المعتاد أن يصادف الاحتفال بالأعياد المهنية تحقيق إنجازات مهمة ما خارقة. وكان العام 2020 مميزا من ناحية إنتاجية العمل، تشمل خططنا لهذا العام شحن 3 هياكل للمفاعلات النووية و17 مولدا بخاريا، وهو أمر يشكل مؤشرا قياسيا لأداء الشركة حتى بالمقارنة مع الفترة الأكثر إنتاجية التي شهدتها الصناعة النووية الروسية خلال الحقبة السوفيتية".
واحتفاءا بالعيد المقبل، أعلن أندريه نيكيبيلوف عن اعتماد تقليد جديد في قسم هندسة الآليات بـ"روس آتوم" يتمثل في هدية رمزية تسلمها فرق صناعة الآليات إلى فرق محطات الطاقة النووية. وقال: "ليس من قبيل المبالغة أن نقول إن موظفي آتوم إينيرغو ماش، وبينهم المصممون والمهندسون والعمال، يضعون أساسا للتشغيل الموثوق والآمن لمحطات الطاقة النووية ذات التصميم الروسي. لذلك، أود أن أنقل إلى محطة أكويو قيد الإنشاء في تركيا راية رمزية وهي عبارة عن قفازات يستخدمها عمال اللحام لدينا عند قيامهم بعملهم الساحر يحولون خلاله بأيديهم قضبان حديدية تزن أطنانا إلى معدات ذات الموثوقية والمتانة!"
يعتبر تصنيع منشأة المفاعل النووي كفاءة عالية التقنية وفريدة من نوعها لا يمتلكها سوى عدد قليل من البلدان في العالم. وشركة "آي إي إم تكنولوجي" التابعة لقسم هندسة الآليات في "روس آتوم" هي الشركة الوحيدة في روسيا التي تنتج مجموعة كاملة من المعدات الضرورية لمولدات البخار الخاصة بمحطات الطاقة النووية. وتتيح قدرات مصنع "آتوماش" الإنتاجية لها تصنيع ما يصل إلى أربع مجموعات من هذه المعدات سنويا.
ملاحظات
من المخطط أن تنتج محطة الطاقة النووية "أكويو" نحو 35 مليار كيلوواط/ساعة من الطاقة سنويا بعد إدخالها حيز التشغيل، لتغطي ما يصل إلى 10% من احتياجات تركيا من الطاقة الكهربائية. وبعد تشغيل الوحدات الأربع كافة ستوفر "أكويو" طاقة تكفي لتغطية نحو 90% من احتياجات مدينة كبيرة مثل إسطنبول من الكهرباء.
تلبي محطة "أكويو" النووية جميع المتطلبات الحديثة للمجتمع النووي العالمي المنصوص عليها في معايير الأمان للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجموعة الاستشارية الدولية للسلامة النووية نادي منظمات التشغيل الأوروبية.
وتعتبر "آتوم إينيرغو ماش" أكبر شركة في روسيا مصنعة للآليات في مجال الطاقة من حيث الإنتاج والإيرادات. والشركة هي الجهة الموردة للمعدات الخاصة بغرف المفاعلات والمحركات لجميع محطات الطاقة النووية يجري تشييدها وفق التصميم الروسي، وأيضا هي تصنع المعدات لمشاريع الغاز الطبيعي المسال ومحطات تحويل النفايات إلى طاقة، وتطور وتورد الحلول المتكاملة للشركات النشطة في صناعة الطاقة والنفط والغاز وبناء السفن وغيرها من قطاعات الصناعة. تدعم تقنيات الشركة ومعداتها عمل قرابة 15% من محطات الطاقة النووية في العالم و40% من محطات الطاقة الحرارية في روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة. وتدخل ضمن هيكل الشركة مؤسسات علمية-بحثية وهندسية وتصميمية وإنتاجية رائدة في روسيا وخارجها.