وقال في حديث لـ"سبوتنيك" اليوم الخميس، إن "المحاكمة هي مسألة قانونية وقضائية من أجل إنصاف المظلومين والضحايا، الذين سقطوا في جريمة قصف حافلة الطلاب بمدينة ضحيان بمحافظة صعدة، تلك الجريمة اعترفت بها السعودية وكانت بسلاح أمريكي، وهنا قام القضاء اليمني بدوره الطبيعي والقانوني والبعيد كل البعد عن السياسة، لكن قد تكون لها آثار وتبعات سياسية".
وأضاف وكيل الإعلام، أن "المحكمة التي أصدرت الحكم هى محكمة متخصصة وليست تابعة لأنصار الله، والقضاء اليمني معروف ومعتمد منذ عقود طويلة وليس وليد المرحلة".
وتابع "هذه المحاكمة هى تمهيد للمحاكمات الدولية، لأن المحكمة الدولية لا تنظر في أي قضية لم ينظرها القضاء المحلي في منطقة ارتكاب الجريمة نفسها، وكان هناك اعتراف سعودي بالواقعة، وبطبيعة الحال هذا الاعتراف يرتب مسؤولية قانونية على من يدير هذه الحرب ويوجهها وهم قادة السعودية والإمارات وحكومة هادي".
وأوشج "أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وقادتها المشاركون في هذه الحرب، فقد اعترفوا أيضا بأنهم مشاركون في الحرب من خلال تزويدهم التحالف بالإحداثيات، والتي قالوا إنها لتقليل الضربات الخاطئة، التي تصيب المدنيين، كما أن السلاح الذي تم تحريزه من قبل النيابة والأجهزة المختصة في موقع الجريمة هو سلاح أمريكي وقنبلة أمريكية، كانت وراء تلك الجريمة".
وأشار عامر إلى أن ممثلة الشؤون الإنسانية في اليمن والتابعة للأمم المتحدة ليزا غراندي زارت المنطقة وقتها وتم توثيق الجريمة وتلا ذلك اعتراف الجناة بالجريمة وساقوا مبررات، لكنها لا تغني عن القضاء والمحاكمة، وأعلنت أسماؤهم في صحيفة الثورة الرسمية باليمن ووفرت لهم المحكمة وفقا للعرف القضائي محامين للدفاع عنهم، وسارت القضية حتى تم استكمال كل الإجراءات القانونية لإصدار الحكم".
ونفى وكيل وزارة الإعلام ما يتردد عن أن تلك المحاكمة هي رد على المحاكمات، التي أجراها التحالف ضد قيادات عليا في صنعاء، مشيرا إلى أن تلك القضية تسبق ما قام بها التحالف ضد القيادات في صنعاء.
وأكد عامر أن "تلك المحاكمات والأحكام هى تمهيد للمحاكمات الدولية سواء قبل أو بعد انتهاء الحرب، والتي لن تدوم إلى يوم القيامة، وحتى يكون لدينا أحكام ابتدائية صادرة من القضاء اليمني، مشيرا إلى أن تلك القضايا لا تنتهي بالتقادم".
وقال "إذا تقدمنا في الوقت الراهن بتلك القضايا إلى المحاكم الدولية، يكفينا رد تلك المحاكم بأنها لن تنظر تلك القضايا، هذا الأمر يمثل انتصار لنا وسقوط لتلك الجهات أمام العالم والمجتمع اليمني، حتى يعلم الجميع أن الدالة الدولية مجرد شعارات كاذبة، وإن انصفتنا تلك المحاكم نكون قد انتصرنا لجزء من مظلومية الشعب اليمني".
هذا وأصدرت محكمة في محافظة صعدة، شمال غربي اليمن، معقل جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، أمس الأربعاء، حكما بإعدام العاهل السعودي والرئيسين الأمريكي واليمني، في قضية مقتل وإصابة 100 شخص في غارة جوية للتحالف العربي في أغسطس/ آب 2018.
وأضافت أن "المحكمة أدانت 10 من المتهمين في القضية وقضى منطوق حكمها بمعاقبتهم بالإعدام وهم "سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (العاهل السعودي)، محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود(ولي العهد السعودي)، تركي بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي)، جيمس نورمان ماتيس، وجيزال نورتون انسكوارتز، عبدربه منصور هادي (الرئيس اليمني)، علي محسن صالح الأحمر، أحمد عبيد بن دغر، محمد علي أحمد المقدشي".