مع اقتراب نهاية موسم السباحة وأشعة الشمس والأيام الطويلة وقدوم الخريف، يشعر بعض الناس بالقلق.
في هذا الصدد، صرّحت الدكتورة تاتيانا رومانينكو، وهي المستشارة الطبية في عيادة "طبيبك" وكبيرة المختصين في طب الأسرة، لإذاعة سبوتنيك قائلة: "يتمثّل قلق الخريف في ميل الناس إلى الشعور بالقلق وتدهور الحالة المزاجية خلال أشهر الخريف".
وأضافت رومانينكو أنه "على عكس النوع الآخر من القلق، غالبًا ما لا يكون هناك أي محفّز خارجي واضح، ويميل هذا الشعور للتكرّر سنويًا". فضلا عن ذلك، أوضحت رومانينكو أن العديد من الناس لا يدركون أن القلق شائع في فصل الخريف، ومن الممكن أن لا يتعرّفوا عليه. وأوردت رومانينكو أنه "إذا تكرّر هذا الشعور كل سنة، فسيصبح هذا النمط أكثر وضوحا، وبالتالي، يتمكّن المرء من اتّخاذ الخطوات المناسبة لتجنّبه". وذكرت رومانينكو بعض أعراض قلق الخريف على غرار:
● تدهور المزاج والإصابة بالاكتئاب
● القلق والخوف المفرط
● الانفعال
● الخمول والنعاس والتعب
● فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية
أوضحت رومانينكو أن "أحد الأسباب يتمثّل في انخفاض أشعة الشمس مما يؤدي إلى انخفاض مستويات السيروتونين، وهو هرمون مهمّ يؤثّر على الحالة المزاجيّة والشهية وأنماط النوم. علاوة على ذلك، هناك ارتفاع في هرمون الميلاتونين الذي يجعلنا نشعر بالنعاس والاكتئاب، كما تسبّب قلة التعرض لأشعة الشمس انخفاض نسبة فيتامين "د". وفي هذا السياق، أفادت رومانينكو أن "هذا النقص يرتبط أيضًا بالاكتئاب. وتشمل العوامل الأخرى التغيرات السلوكية، وذلك لأنه مع تدهور الطقس نميل إلى قضاء وقت أقل في الأماكن المفتوحة وممارسة تمارين رياضيّة أقل".
هل يعد هذا الأمر بمثابة قلق الخريف أم شيء آخر؟
أكدت الدكتورة رومانينكو، على أن التغييرات الموسميّة تخلف تغيرات مزاجية وقلقا. وأشارت إلى إن قلق الخريف ليست حالة معترفا بها. وتابعت حديثها قائلة: "أننا عادة ما نتحدث عن الاضطراب العاطفي الموسمي، حيث تصبح الأيام أقصر والليالي أطول ويزداد الطقس برودة، ويتزايد القلق من العودة إلى المدرسة والعمل تحت الضغط لتحقيق النجاح الأكاديمي والنجاح الاجتماعي. في الواقع، قد يكون قلق الخريف بمثابة القلق الاستباقي الذي يسبق الاضطراب العاطفي الموسمي".
وختمت حديثها، لإذاعة سبوتنيك، حول الخمول الذي يصيب الإنسان في هذا الوقت من العام قائلة:
"إذا لم نجد أمراضًا جسدية أو تشوهات، فإن ذلك يعني أن حركتنا قليلة ولذلك ليست لدينا قوة. لا يتعين علينا الذهاب إلى النوادي الرياضية على الفور والركض على طول المسار لمدة ساعة، عندما نتحدث عن المشي والنشاط الجسدي هذا يفترض العمل الطبيعي لوظائف العضلات".
وشددت على أهمية المشي في تعديل الحالة المزاجية قائلة: "لا شيء يمنعك من المشي من المنزل إلى العمل، وتجنب الجلوس على الكمبيوتر أو مشاهدة التلفزيون قبل الذهاب إلى الفراش، هذه بعض العادات الخاطئة يجب تجنبها وإيجاد فرصة للمشي بدلا عنها".