وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن مسؤولين في حزب "أزرق أبيض" (كاحول لافان) هددوا بالعمل على تشكيل "حكومة بديلة" لعزل نتنياهو، وذلك إذا ما أصر على التوجه لانتخابات مبكرة.
ورفض الكنيست الإسرائيلي، أمس الاثنين، التصويت على سحب الثقة من حكومة بنيامين نتنياهو، وتولية زعيم المعارضة يائير لبيد بدلا منه.
وطرح البعض تساؤلات بشأن تهديدات حزب أزرق أبيض، ومدى إمكانية نجاح غانتس في الإطاحة بنتنياهو وتشكيل حكومة بديلة، دونما الذهاب إلى انتخابات جديدة.
تهديدات أزرق أبيض
قناة عبرية كشفت النقاب عن تهديد حزب "أزرق أبيض" عضو الائتلاف الحاكم في إسرائيل، بالإطاحة برئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.
وأفادت القناة بأن هناك إمكانية تعاون لحزب "أزرق أبيض"، بزعامة نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، مع شخصيات من معسكر اليمين، لمنع انتخابات "يدفع الليكود باتجاهها" في ظل أزمة كورونا.
وأوضحت أن هناك خلافات متواصلة بين الحزب الحاكم "الليكود" و"كاحول لافان" حول إقرار الميزانية العامة 2020/2021، وإدارة أزمة فيروس كورونا، مؤكدة أن مسؤولين في "كاحول لافان" يتحدثون مع أعضاء الليكود حول إمكانية تشكيل حكومة بديلة.
محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة المشتركة وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، قال إن "حزب أبيض أزرق حين أتيحت له الفرصة ليكون بديلًا لنتنياهو وحزبه انجر إلى حكومة مشتركة، لم يجد نفسه فيها، وشبت الخلافات بين الطرفين منذ اللحظة الأولى".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك": "هناك محاولات جادة لتشكيل حكومة بديلة، لكن بعض الأحزاب تريد الذهاب لانتخابات مبكرة لأن استطلاعات الرأي تعطيهم مقاعد أكبر مما حصلوا عليها في الانتخابات السابقة".
وتابع: "لا أعتقد أن غانتس وحزب أبيض أزرق بإمكانهم تشكيل حكومة بديلة عن حكومة نتنياهو، حيث لا يريد الأخير إعطاء فرصة لغريمه لرئاسة الحكومة، لذلك نجد أعضاء الكنيست من حزب الليكون يهاجمون حزب أزرق أبيض".
وأنهى قائلًا:" في النهاية الحكومة البديلة غير متاحة الآن، وربما الأقرب حاليًا خيار الدخول في انتخابات مبكرة جديدة، والأيام المقبلة ستكشف مستقبل الحكومة الإسرائيلية".
فرصة ضائعة
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي الفلسطيني في حركة فتح: "إن بيني غانتس أضاع فرصة تشكيل حكومة بقيادته في مارس الماضي، حيث كان باستطاعته تشكيل حكومة ضيقة بدعم من القائمة العربية دون المشاركة في الحكومة كما فعلها إسحق رابين عام 1992، ولكنه كان جبانا ومترددا حتى وقع في شرك نتنياهو".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك": "الآن حزب أزرق أبيض لم يعد بتلك القوة التي كان عليها قبل تشكيل الحكومة الحالية وتفكك وبالتالي عودة الوحدة لهذا الحزب بات من المستحيل."
وتابع: "أي حكومة بديلة لن يستطيع بيني غانتس تشكيلها؛ وواضح من تصريحات حزب الليكود أن انتخابات مبكرة قريبة وقد تحل الحكومة الحالية قبل نهاية هذا العام ويتم الذهاب إلى انتخابات."
وأكد أن "حزب أزرق أبيض الذي يقوده غانتس هو أكبر الخاسرين، وخاصة أن استطلاعات الرأي الأخيرة تعطي تقدما كبيرا لأحزاب اليمين".
محاولات الإطاحة
وخلال جلسة افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، تقدم "يائيرلبيد" رئيس حزب "هناك مستقبل" (14 مقعدا بالكنيست من أصل 120) بمشروع قرار لسحب الثقة من حكومة نتنياهو، وقد قوبل برفض 53 من أعضاء الكنيست مقابل موافقة 30، وفق القناة (12) الخاصة.
ويتهم لبيد وحركات يسارية تقود تظاهرات منذ شهور ضد نتنياهو، الأخير بقيادة إسرائيل وفق ما يتماشى مع مصلحته الشخصية، بما في ذلك ما يتعلق بفرض الإغلاق للمرة الثانية.
وقال غانتس قبيل بدء عملية التصويت: "لن نصوت لصالح سحب الثقة، مضيفا: "هذه خطوة غير قابلة للنجاح، أحترم حقهم في القيام بذلك".
واعتبر غانتس أن "فقدان ثقة الجمهور في قيادة الدولة يمكن أن يكون بمثابة إشارة تحذير لرئيس الوزراء وجميع أعضاء الحكومة".
ويتهم عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين يتظاهرون أسبوعيًا لمرة أو أكثر نتنياهو، بفرض الإغلاق لمنع تنظيم تظاهرات ضده، ومنذ أكثر من 3 أشهر يتظاهر أسبوعيا آلاف الإسرائيليين للمطالبة باستقالة نتنياهو، بسبب توجيه اتهامات ضده بقضايا فساد، إضافة إلى سوء إدارته لأزمة كورونا.