وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تقريرها، إن ترامب في مواجهة طريق الخسارة، قدم مؤشرات قليلة، يوم أمس الجمعة، على استعداده للاعتراف بالهزيمة، مما دفع من حوله إلى التساؤل عمن قد يكون قادرا على التعامل مع زعيم لم يفكر في مغادرة البيت الأبيض.
كما أنه في محادثاته مع حلفائه في الأيام الأخيرة، قال إنه لا ينوي التنازل عن الانتخابات، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.
ولفتت الشبكة إلى أنه حتى الآن يتلقى الدعم من قبل المقربين منه، بما في ذلك كبار مستشاريه وأبناؤه البالغين، الذين بذلوا جهودا عدوانية في المحاكم للطعن في النتائج وضغطوا على الجمهوريين الآخرين للدفاع عنه.
وتابعت "لم يحاول كبار مساعديه، بمن فيهم رئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، التصالح مع الرئيس حول حقيقة ما يحدث. وبدلا من ذلك، غذوا ادعاءه الذي لا أساس له بأن الانتخابات سرقت. وقد أدى ذلك إلى بعض الانزعاج بين الموظفين، الذين يعتقدون أن ميدوز يغذي ادعاء الرئيس الذي لا أساس له أن الانتخابات غير شرعية".
وذكرت "سي إن إن" أن نائب الرئيس، مايك بنس، الذي لم يُرَ منذ الساعات الأولى من صباح الأربعاء، يقوم بدوره في استرضاء ترامب من خلال التماس الأموال لصندوق دفاعه القانوني.
وأشارت الشبكة إلى أن ترامب أمضى، صباح الجمعة، غاضبا ومحبطا، يشاهد التلفاز بينما لا يدافع عنه المزيد من الناس على موجات الأثير. وفي بيان مكتوب ظهر الجمعة، أشار ترامب إلى نيته مواصلة خوض معركة قانونية.
وقال الرئيس "لم يعد الأمر يتعلق بأي انتخابات. هذا يتعلق بنزاهة عملية الانتخابات برمتها. سنواصل هذه العملية من خلال كل جانب من جوانب القانون لضمان ثقة الشعب الأمريكي في حكومتنا. لن أتخلى عن القتال من أجلكم ومن أجل أمتنا".
ولكن حتى مع اعتراف ترامب لبعض الحلفاء، فإنه يدرك أن الحسابات الانتخابية لن تعمل لصالحه.
ووفقا لأشخاص مطلعين على المحادثات، فقد أكد أن معركة قضائية مطولة والخطاب المدمر حول تزوير الانتخابات من شأنه أن يثير شكا كافيا للسماح له لرفض قبول النتائج.
وقال اثنان من مستشاري الحملة ومصدر مقرب من الرئيس إن ترامب سيستنفد سبله القانونية لمحاربة النتائج في العديد من الولايات الرئيسية قبل النظر في التنازل.
وقال مصدر مقرب من الرئيس "إنه في حالة قتال. ويعتقد أن القتال في صالحه".
في حين أن حقيقة خسارة ترامب الوشيكة قد بدأت بالنسبة للعديد من الأشخاص القريبين من الحملة، ينصح آخرون الرئيس بمواصلة محاربة النتائج والتحقيق في مزاعم الاحتيال.
وأصدرت حملة ترامب بيانا، صباح الجمعة، أوضحت أنها سترفض التنازل عن الانتخابات، ووصفت أي توقعات لبايدن بأنه الفائز بالـ"خاطئة" وأن السباق "بعيد عن أن يكون نهائيا".
وقال مات مورغان، المستشار العام لحملة ترامب، في بيان "هذه الانتخابات لم تنته".
وذكرت "سي إن إن" أنه لم تتم مناقشة مسألة الخسارة والحياة المحتملة بعد الرئاسة على نطاق واسع بين فريقه ولم تتم إثارتها كثيرا مع الرئيس، الذي كان يؤمن بشدة أنه سيفوز.
ولفتت إلى أن إحدى الأفكار التي تم طرحها هي تأطير المحادثات المحتملة مع ترامب حول فكرة الحفاظ على علامته التجارية مدى الحياة بعد أن أصبح رئيسا، وإخباره أن ما يفعله من شأنه أن يدمر أعماله ويحبط أي مستقبل سياسي يأمل فيه.
أمضى ترامب الأيام التي انقضت منذ ليلة الانتخابات في البيت الأبيض، وهو يتصل بحلفائه بغضب ويطالبهم بالخروج للدفاع عنه. وقد اشتكى من أن فريقه القانوني غير مهيأ لخوض معركة فعالة في المحاكم، وذلك بحسب شخص تحدث إليه.
وقالت الشبكة "في الوقت نفسه، بدت جهود فريقه القانوني مبتذلة إلى حد ما. شكك البعض في الحملة في قرار فريق ترامب إرسال أمثال رودي جولياني وأبناء ترامب لتقديم مزاعم لا أساس لها من تزوير الناخبين، بحجة أنهم من المحتمل أن يقللوا من مزاعم الرئيس بارتكاب مخالفات".
وتابعت "بدا ترامب محطما خلال بيان مساء الخميس من البيت الأبيض، وغادر الغرفة دون الرد على مزاعمه الكاذبة بشأن تزوير الناخبين".
واضافت "في اجتماعات مع فريقه في المكتب البيضاوي ومقر الإقامة في البيت الأبيض، سأل ترامب عن سبب عدم خروج المزيد من الجمهوريين لادعاء وجود مخالفات في الناخبين أو تقديم نفس الادعاءات التي كان يدلي بها بشأن فرز الأصوات بعد يوم الانتخابات".
"كما ضغط عليهم لترتيب بيان عام، وهو أمر كان يتشوق للقيام به منذ الأربعاء. ونجح المساعدون في المماطلة، معتقدين أن أي شيء قاله الرئيس سيضر بمكانته ويزيد الأمور سوءا".
لكن بعد أن تحدث بايدن بالقرب من منزله في ويلمنجتون بولاية ديلاوير بعد ظهر يوم الخميس، أصر ترامب على الإدلاء ببيان يوضح تفاصيل قضيته القانونية.
بعد ذلك، قال العديد من المستشارين إن الأداء كان بالضبط ما كانوا يأملون في تجنبه.