وفي يونيو/حزيران 2017، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات السياسية والتجارية وروابط النقل مع قطر، متهمة إياها بـ"دعم الإرهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة، التي اعتبرت أن الحظر المفروض عليها يهدف إلى النيل من سيادتها.
السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، علق على ما تردد مؤخرا بشأن قرب التوصل إلى مصالحة خليجية، قائلا إنه لا يعتقد أن الخلاف بين قطر ودول الخليج العربي الأخرى سيتم حله "في أي وقت قريب"، حسبما نقلت عنه وكالة "بلومبرغ" الأمريكية.
أما الدكتور عبد الخالق عبد الله الأكاديمي والمحلل السياسي، فقال إنه لا يجب تحت أي ظرف استبعاد حل أزمة قطر نهائيًا.
ورأى الأكاديمي الإماراتي في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن هناك دائما فرصة حدوث تقدم في خطوات المصالحة الخليجية، التي تتقدم أحيانا خطوة ثم تتراجع نصف خطوة.
واعتبر عبد الله أن قطر هي المسؤولة عن اتخاذ دول الرباعي العربي قرار مقاطعتها في المقام الأول، وأنها المسؤولة الأن عن استمرار المقاطعة والعزلة حتى إشعار آخر.
وقال الأكاديمي الإماراتي إن: "العناد القطري وعدم التزامها بتعهداتها وعدم الثقة في نواياها، وشراكتها مع قوى توسعية، يتسبب في تعطيل المصالحة الخليجية."
وشدد عبد الله على أن الكرة في ملعب قطر التي تتشكى كثيرا من عزلتها الخليجية، لكن لا تود أن تعالج هذه العزلة والمقاطعة، على حد تعبيره.
"عزل الإمارات"
الموقف الإماراتي، بحسب السفير والأكاديمي، يشير إلى عدم التقارب في القريب، خاصة وأن الدكتور على الهيل، أستاذ العلوم السياسية والكاتب القطري قال في وقت سابق إن: "السعودية تبعد الإمارات عن أي تقارب مع قطر".
وأضاف الهيل في تصريحاته سابقة لـ"سبوتنيك" أن "السعودية بدأت عزل الإمارات عن قطر في أي مصالحة قادمة، وهذا ما تريده قطر، فالدوحة ترى أن التصالح مع السعودية ممكن أما الإمارات فالتصالح معها غير ممكن لأسباب تاريخية وأخلاقية أيضا".
وحتى الآن لم تتخذ أي دولة من "رباعي المقاطعة حتى الآن أي خطوة من شأنها التقارب مع قطر وهو يطرح تساؤلات عدة بشأن طول المدى الزمني دون أي تقدم بالأزمة؟.
لا خطوات أحادية
سعد بن عمر رئيس مركز دراسات القرن بالسعودية، استبعد اتخاذ أي دولة من الرباعي العربي خطوة تقارب باتجاه قطر.
وأضاف بن عمر في حديثه مع "سبوتنيك": "قطر حاولت شق الصف من خلال التواصل مع كل دولة بمفردها، وهو ما لم تستجب له أي دولة من الرباعي العربي".
"المساعي الخيرة"
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال رئيس الوزراء الكويتي صباح الخالد الصباح، إن بلاده ستواصل "المساعي الخيرة لإنهاء الخلاف الذي نشب بين الأشقاء (في الخليج) وأضعف قوتنا، وسنواصل دعم مجلس التعاون باعتباره محققًا لمصالحنا وتطلعات شعبنا".
وفي 23 من ذات الشهر، قالت مساعدة وزير الخارجية القطري والمتحدثة باسم الوزارة لولوة بنت راشد الخاطر إن " حل الأزمة الخليجية قد يلوح في الأفق، لكن الأمر سيستغرق وقتا، وسيكون الحل تدريجيا".
والشهر الماضي أيضا، أكدت مندوبة قطر الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي، ترحيب بلادها بالمبادرات البناءة لخفض التصعيد وتسوية الخلافات في منطقة الخليج عبر الحوار.
وسبق أن حاولت الكويت وكذلك سلطنة عمان بذل جهود وساطة لإنهاء الأزمة الخليجية، دون أن تكلل جهودهما بالنجاح.