تشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" إلى الظروف الصعبة، التي نشأت ولا تزال بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم منذ بداية 2020، وكان لها آثار سلبية كبيرة على العاملين والعاملات بشكل عام وعلى العاملين والعاملات في القطاع غير المنظم بشكل خاص، كما أثرت على العديد من الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم، مما أدى إلى فقدان الوظائف وتعطل النشاط الاقتصادي كليا أو جزئيا بسبب الإجراءات الاحترازية، التي اتخذها الأردن وبدأ في تخفيفها تدريجيا.
النساء والبطالة
وبحسب "تضامن" وصلت نسبة المتعطلات عن العمل واللاتي يحملن شهادة البكالوريس إلى 77% مقابل 25.2% من المتعطلين الذكور الذين يحملون شهادة البكالوريس. وسجلت معدلات البطالة بين فئة الشباب مستويات مرتفعة حيث بلغت 53.1% للفئة العمرية 15-19 عاماً، و 45% للفئة العمرية 20-24 عاماً.
وتابعت: "عانت أسر متعددة ولا تزال من ضعف في الموارد خاصة بين الفئات التي تعمل بالمياومة وبقطاعات العمل غير المنظمة التي تشكل النساء العاملات نسبة كبيرة منها، حيث أظهرت الجائحة هشاشة مواردهن الاقتصادية وضعف حمايتهن الاجتماعية، كما ضاعفت من معاناة المتزوجات العاملات بسبب إغلاق الحضانات وصعوبة الموائمة ما بين رعاية الأطفال والعمل حتى وإن كان العمل عن بعد".
وتشير "تضامن" إلى أنها تؤيد الإجراءات الحكومية من ناحية المحافظة على صحة وسلامة المواطنين والمواطنات، ولكن تدعو الحكومة إلى اتخاذ إجراءات إضافية لحماية حقوق النساء العاملات وضمان عدم فقدانهن لوظائفهن خاصة اللواتي لا يمكنهن العمل عن بعد، وتأمين مزيد من الحماية الاجتماعية لهن بما فيها الحماية من العنف الأسري والإستغلال والتمييز.
انتكاسة للمرأة
كلثم مريش، رئيسة الاتحاد النسائي العاصمة الأردن، قالت إن "أزمة كورونا تركت آثارًا سلبية إنسانية على جميع الأصعدة، وكان لها تداعيات اقتصادية أكبر، وأثرت بشكل كبير على الجميع، خاصة من النساء".
وتابعت: "بحسب التقارير الدولية خسر العالم 1.7 مليون وظيفة، 700 ألف منها تشكلها النساء، وذلك إضافة إلى معاناة المرأة من فجوات في سوق العمل، وتدني الأجور".
وأكدت أن "الجائحة والإغلاقات وعدم التحرك من المنزل، أصبح عدد كبير من النساء التي تعمل في القطاع غير الرسمي لا تستطيع القيام بعملها، خاصة تلك المرأة المعيلة، سواء كانت أرملة أو مطلقة".
وأشارت إلى أن "الجائحة تسببت في إغلاق دور الحضانات، مما أضفى صعوبة على ذهاب المرأة للعمل وترك أطفالها، وكذلك بسبب التعليم المنزلي، بات من الضروري جلوس الأمهات من أجل متابعة تدريس الأولاد".
وأوضحت أن "الجائحة سببت انتكاسة اقتصادية كبيرة للنساء، ما أدى إلى تراجع نسبة المرأة العاملة في الأردن والعالم العربي، خاصة عمال المياومة".
وشددت على "ضرورة قيام الحكومة بتبني سياسات محورية تكون النساء من ضمنها ليصبح هناك الحق في العمل، مثل الحق في الصحة، للتغلب على الأوضاع الصعبة التي وصلت لها المرأة".
أسباب متنوعة
من جانبها قالت الخبيرة الأردنية لما جمال العبسة، إن "نسب البطالة بين النساء في الأردن أعلى بكثير من النسب بين الرجال، وذلك لعدة أسباب أهمها أن المرأة لا تستطيع القيام ببعض الأعمال خاصة المهنية وتلك التي تحتاج إلى جهد عضلي وجسمي، أو تحتاج للسهر لأوقات طويلة خارج المنزل، مثل العمل ليلًا".
وتابعت: "بالإضافة إلى ذلك هناك نظرة مجتمعية ذكورية في الأردن، بحيث يرى أصحاب الأعمال في الرجال القدرة على تحمل العمل أكثر من السيدات، بالتالي الوظائف محدودة جدًا للسيدات".
وأكدت أن "جائحة فيروس كورونا وانتشارها في الأردن عززت من نسب البطالة بين النساء، بحيث كان الاستغناء عن المرأة من أصحاب الأعمال أسهل من الرجل، وهناك الكثيرات تركن العمل طواعية بعد تحول التعليم النظامي إلى منزلي، لمتابعة الأبناء في المدارس".
ويحتل الأردن المركز 145 من بين 153 دولة على محور المشاركة الاقتصادية على مؤشر سد الفجوة بين الجنسين لعام 2019.
وأكد التقرير العالمي لمؤشر الفجوة بين الجنسين للعام 2019 والصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي يقيم 153 دولة حول العالم من حيث التقدم الذي أحرزته نحو تحقيق المساواة بين الجنسين ضمن أربعة محاور، على أن الأردن لا زال يقبع في ذيل الترتيب العالمي، حيث احتل المركز 138 من بين 153 دولة، فيما احتل المركز 8 من بين 16 دولة عربية.