وبحسب خبراء من البحرين فقد تأسس التنظيم في العام 2011، بعد اندلاع احتجاجات في البحرين لم تستمر، وأعلن أن هدفه إسقاط النظام في البلاد.
وصنفت البحرين هذه الجماعة تنظيما إرهابيا مسلحا، في مارس 2012.
الخطوة الجديدة من الجانب الأمريكي بهذا التصنيف يراها البعض أنها جاءت لارتباط التنظيم بالحرس الثوري الإيراني - على حد قولهم -، في حين تمنح الخطوة الجانب الأمريكي تجميد أصول أي أعضاء من التنظيم إن وجدت.
وفي تعليقه، قال النائب محمد السيسي البوعينين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب البحريني إن "سرايا المختار" خططت لهجمات ضد أمريكيين في البحرين.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن: مملكة البحرين تمكنت بالفعل من إحباط عدة مخططات إرهابية وليس مخططا واحداً، جرى الإعداد لها تحت إشراف قيادات من الحرس الثوري الإيراني، وعدد من الهاربين المتواجدين في إيران، الذين يعملون على تأسيس التنظيمات وتجنيد عناصر إرهابية من البحرين، وتدريبها على صناعة المتفجرات، وإمدادها بالسلاح والمال لتنفيذ أعمال إرهابية تستهدف مقدرات البحرين والإضرار بمصالح شعبها.
خطوة استباقية
من جانبه قال الكاتب البحريني عبد الله الجنيد إنه ضمن سياق الضغوط القصوى (maximum pressure) فإن الولايات المتحدة تتخذ خطوات استباقية عبر تحييد الأذرع التابعة للحرس الثوري الإيراني في المنطقة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن: سرايا المختار هو تدوير لسرايا "الاشتر الإرهابية" في البحرين بعد انكشاف هياكلها وخلاياها من قبل منظومة الأمن البحريني.
وبحسب الجنيد فإن: الاستباق الوقائي وليس الأمني هو المبدأ المعتمد من قبل المنظومات الأمنية الخليجية، في تحديد مصادر التهديد للأمن الجمعي الخليجي، وحجم ما حقق من نجاحات وعمليات استباق نوعية، كان لها الأثر الكبير في تفكيك خلايا تابعة لـ"حزب الله" اللبناني وكذلك الحرس الثوري الإيراني في كل من السعودية والكويت.
ما هو التنظيم ومتى تأسس؟
بدوره، قال الكاتب البحريني غسان الشهابي، إن "سرايا المختار" تعد واحدة من التشكيلات التي خرجت من رحم الحراك الذي حدث في البحرين في العام 2011 كواحدة من الدول التي مرت عليها رياح "الربيع العربي" إلا أن هذا الحراك – الذي استمر شهرا – لم يكتب له النجاح أو الوصول إلى غايات محددة، إذ تم إنهاؤه بالقوة العسكرية في تمام الشهر، لبدئه (14 فبراير – 16 مارس 2011).
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه على إثر ذلك تشكلت خلايا من هذا الحراك، وبعض التنظيمات أو التشكيلات التي راحت تواصل تأجيج نقاط معينة لسنوات بعد فضّ الاحتجاج الكبير الذي اتخذ من دوار/ميدان مجلس التعاون في قلب المنامة مقراً له، وذلك عبر الصدامات مع قوات الأمن، وإحراق الإطارات، ومحاولة تعطيل الحياة في بعض المناطق كزرع الأسياخ الحادة في الأسفلت والعديد من الأعمال الأخرى.
وأوضح أن الحكومة البحرينية اتهمت الجهات المستمرة في دعم الحراك بزرع قنابل محلية الصنع يتم التحكم في تفجيرها عن بُعد، وتم تفجير عدد منها راح ضحيتها بعض الأفراد بشكل عشوائي.
وتابع أن "سرايا المختار" ليست وحدها التي تم تصنيفها على أنها "منظمة إرهابية" من قبل الخارجية الأمريكية، إذ سبق في يوليو 2018 تصنيف "سرايا الأشتر" (تأسست في 2012) – وهي خارجة من ذات الحراك – بأنها منظمة إرهابية من قبل الجهة نفسها.
وأشار إلى أن الحكومة البحرينية لا تتعامل مع هذه المنظمة (سرايا المختار) لأنها ليست لها صفة رسمية، بل ولا حتى التنظيم يتعامل مع الحكومة، إلا من خلال المصادمات التي خفت حدتها كثيراً، ولكن هناك قائمة مطلوبين يجري البحث عنهم لاتهامهم بالقيام بأعمال عنف.
ويعطي التصنيف الأمريكي الحكومة البحرينية غطاء مناسبا لتصديها لهذا التنظيم وإحالة أفراده لقانون الإرهاب في البلاد، بحسب الكاتب.
وكانت الخارجية الأمريكية قالت في بيان قبل أيام: "سرايا المختار هي منظمة إرهابية مدعومة من إيران ومتمركزة في البحرين، وتشير التقارير إلى أنها تتلقى الدعم المالي واللوجستي من الحرس الثوري الإيراني."