وكشفت تقارير صحفية عالمية تضرر عدد كبير من المؤسسات الأمريكية، بحملة قرصنة ضخمة، وصفت بأنها الأخطر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت مايكروسوفت قد نفت، في وقت سابق، تضرر أنظمتها بتلك البرمجيات الخبيثة، إلا أنها تراجعت عن نفيها، وقالت في بيان رسمي نقله موقع "إنغادجيت" التقني المتخصص إنها وجدت آثار لتلك البرمجيات في أنظمتها الأساسية.
ولفتت الشركة الأمريكية إلى أن وكالة الأمن القومي الأمريكية أرسلت استشاريا للأمن السيبراني إلى مقر مايكروسوفت، لاكتشاف مدى تأثير تلك الحملة على أنظمة تشغيل الشركة وخدماتها، وأبرزها نظام تشغيل "ويندوز" المنتشر في عدد هائل من الحواسيب بالعالم.
وأكدت مايكروسوفت في بيان أنها عثرت على "ثنائيات ضارة" على أنظمتها من الهجمات، لكنها لم تعثر على أي أدلة حول وصول تلك البرمجيات إلى خدماتها أو بيانات عملائها.
واستخدم الهاكرز، بحسب مصادر من داخل مايكروسوفت عروض التخزين السحابي المقدمة من قبل الشركة الأمريكية للوصول إلى أنظمتها الداخلية.
وقالت كذلك وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية الأمريكية إن الوكالة لديها دليل على "ناقلات وصول إضافية" إلى أنظمة مايكروسوفت، محذرة من أن تلك البرمجيات الخبيثة مستمرة في الانتشار في الوقت الحالي.
وقالت شركة مايكروسوفت في بيانها: "اكتشفنا ثنائيات ضارة في أنظمتنا، وقمنا بعزلها وإزالتها بصورة كاملة، ولم نعثر على أي أدلة إلى وصولها إلى خدمات الإنتاج أو بيانات العملاء".
وتابع البيان "لم تجد تحقيقاتنا الجارية أي مؤشرات على الإطلاق على أن أنظمتنا استخدمت لمهاجمة الآخرين".
وقال رئيس مايكروسوفت، براد شميث، في بيان رسمي، إن هناك حاجة لاستجابة عالمية قوية للأمن السيبراني، لمنع مثل تلك الهجمات الخطيرة.
وتابع بقوله "المهاجمون استهدفوا بشكل أكثر دقة أنظمة حساسة، وعرضوا خدمات عديدة للخطر من خلال تلك الإجراءات".
وفي وقت سابق، اليوم الجمعة، أفادت وكالة رويترز بأن منتجات شركة مايكروسوفت تعرضت أيضا لهجوم سيبراني في إطار الهجوم الواسع ضد الهيئات الاتحادية في الولايات المتحدة.
ونقلت الوكالة عن مصادر لها بأن الشركة اتلمتضررة تقوم أيضا بنقل العدوى لمنشآت أخرى، مضيفة أنه بعد إصابة مايكروسوفت، استخدمت منتجاتها لاحقا لاختراق المنشآت الأخرى.
وأمس الخميس، قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن شبكات وزارة الطاقة وإدارة الأمن النووي الوطنية، التي تدير مخزون الأسلحة النووية في البلاد، تعرضت للاختراق.
ونقل موقع "بوليتيكو" عن مسؤولين مطلعين بشكل مباشر على الأمر، قولهم إن لدى الوزارة والإدارة أدلة على أن المتسللين تمكنوا من الوصول إلى شبكاتهم كجزء من حملة إلكترونية ضخمة أثرت على ما لا يقل عن ست وكالات فيدرالية.
وبدأ مسؤولو الوزارة وإدارة الأمن النووي الوطنية، الخميس، تنسيق الإخطارات حول الخرق مع هيئات الرقابة المعنية في الكونغرس بعد إطلاع روكي كامبيون، كبير مسؤولي المعلومات في وزارة الطاقة على الأمر.
ووجد المسؤولون نشاطا مشبوها في شبكات تابعة للجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية، ومختبري سانديا ولوس ألاموس الوطنية في نيومكسيكو وواشنطن، ومكتب النقل الآمن، ومكتب ريتشلاند الميداني بوزارة الطاقة.
وقال المسؤولون إن: "المتسللين تمكنوا من إحداث ضرر أكبر في شبكة لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية مقارنة بالوكالات الأخرى، لكن لم يوضحوا المزيد من التفاصيل، فيما قالت مصادر للموقع إن المحققين الفيدراليين قاموا بتمشيط الشبكات في الأيام الأخيرة لتحديد ما تمكن المتسللون من الوصول إليه أو سرقته".
ويُعتقد أن المتسللين تمكنوا من الوصول إلى شبكات الوكالات الفيدرالية من خلال اختراق شركة البرمجيات "سولارويندس"، التي تبيع منتجات إدارة تكنولوجيا المعلومات لمئات من العملاء الحكوميين والقطاع الخاص.