أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن أمل أنقرة بـ"فتح صفحة جديدة" في علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
آمال تركية
وقال أردوغان: "نأمل بفتح صفحة جديدة في علاقاتنا مع الولايات المتحدة وأوروبا خلال العام الجديد"،وتابع: "تعاوننا السياسي، والاقتصادي، والعسكري، متعدد الجوانب، وليس بديلا عن روابطنا المتجذرة مع الولايات المتحدة".
وأكمل قائلا: "أعتقد أن الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، سيظهر الأهمية الضرورية للعلاقات التركية الأمريكية".
وأضاف الرئيس التركي خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب "العدالةوالتنمية": "تركيا تواجه معايير مزدوجة فيما يتعلق بشرق البحر المتوسط، وأنظمة "إس-400"، ونتمنى أن يتخلص الاتحاد الأوروبي من العمى الاستراتيجي الذي ابتليت به في أسرع وقت ممكن".
وعلق أردوغان على قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بالقول: "إذا كانت ترغب بنيل احترام تركيا، فينبغي عليها أولا أن تحاسب نفسها على تناقضاتها".
شروط مطلوبة
مصطفى الطوسة، المحلل السياسي المقيم في فرنسا، قال إنه "يمكن تصنيف ما عبر عنه الرئيس التركي أردوغان بشأن فتح صحفة جديدة مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا على أنها مجرد أمنيات".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "تركيا أمامها العديد من الشروط التي يجب تحقيقها أولا قبل الحديث عن مصالحة أو تطبيع علاقات مع أوروبا، والتخلي عن أجواء التوتر والصدام القائمة".
وتابع:
"بخصوص الاتحاد الأوروبي المطلوب أن تتوقف تركيا عن التدخل في الأزمات الإقليمية، وأن تتخذ سياسات ضد مصالح دول الاتحاد الأوروبي، مثل مقاربتها في ليبيا، وحربها على الأكراد في سوريا، وكذلك التنقيب عن النفط في شرقي المتوسط وتهديد قبرص واليونان، واستخدام ورقة الهجرة وفتح الحدود أمام أمواج اللاجئين لابتزاز أوروبا".
واستطرد: "أما بالنسبة لأمريكا هناك شرط جديد يثير تحفظ بايدن، وهو حيازة تركيا لمنظومة إس 400 الروسية، حيث يعتبره مخالفا لمنظومة الحلف الأطلسي".
وتساءل: "هل يمكن لأردوغان التخلي عن هذه السياسات وفتح صفحة جديدة مع أوروبا، هذا الأمر يحتاج إلى إجابة ربما تكون واضحة أكثر في بداية عام 2021، حيث ستظهر المؤشرات موقف تركيا وإن كانت تريد مصالحة سياسية أم تفضل أن تظل العلاقات متوترة مع أوروبا".
توجه تركي
من جانبه قال جواد كوك، المحلل السياسي التركي، إن "أوروبا تضع علاقاتها السياسة مع تركيا رهن عدة شروط، أهمها ورقة اللاجئين ومنع إرسالهم إلى أوروبا، وهي الورقة التي تلوح بها الحكومة التركية دائمًا في أي نزاع مع أوروبا".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "أوروبا تهمها أيضا وقف جميع النشاطات التركية في شرقي بحر المتوسط، والبدء في مفاوضات جادة ما بين الجانب اليوناني والتركي، لفتح صفحة علاقات جديدة بينهما تخدم مصالح الاتحاد الأوروبي".
وبشأن إمكانية تقديم الرئيس التركي لهذه التنازلات، قال: "لحد الآن لا توجد أي إشارات تقول إن الرئيس التركي يمكنه وقف تحركاته في شرقي المتوسط، أو تنفيذ أي من الشروط الأوروبية".
وتابع:
"حديث أردوغان عن علاقات جديدة يحتاج إلى قرار قاطع منه بتنفيذ الشروط الأوروبية، وهو أمر غير واضح المعالم، وغير قابل للتنفيذ على المستوى القريب كأقل تقدير".
وأعلنت الخارجية الأمريكية في وقت سابق، عن فرض عقوبات على إدارة الصناعات الدفاعية التركية (SSB) وفقا للمادة 231 من "قانون مكافحة خصوم أمريكا" (CAATSA) لشرائها منظومات "إس-400" الروسية للدفاع الجوي
وفي 11 ديسمبر، قرر زعماء دول الاتحاد الأوروبي توسيع العقوبات ضد تركيا وتبني "قائمة سوداء" إضافية بناء على قرار صدر في 11 نوفمبر 2019 بشأن فرض قيود ضد أنقرة بسبب أنشطتها "غير الشرعية" في البحر الأبيض المتوسط.