ووصل الأطفال بعد أن قضوا سنوات في أحد دور الأيتام داخل سوريا، إلى مركز إقليم كردستان بعد أن ذهبت أمهاتهم لإعادتهم وسط رفض من قبل المجتمع الإيزيدي، وترجيحات بنقلهن خارج العراق.
وكشف مدير فرع سنجار للمنظمة الإيزيدية للتوثيق، خيري علي إبراهيم، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، اليوم السبت 6 مارس/آذار، عن إعادة أكثر من 12 طفلا "ذكور وإناث" ولدوا إثر الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له نساء وفتيات الديانة الايزيدية عندما وقعن سبايا بيد عناصر "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا).
وأضاف، أن "الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين الثانية والخمسة أعوام، ذهبت أمهاتهم الناجيات إلى سوريا قبل أيام، لاستلامهم من خلال منظمة دولية حثت هؤلاء الناجيات على استلام أطفالهن من دار للأيام أو روضة داخل الأراضي السورية".
ويقول إبراهيم: "كان لدي علم بذهاب الناجيات إلى سوريا لاستلام الأطفال فقد تواصلت مع قسم منهن وأخبرني بذلك، وكذلك من خلال عملنا رصدنا إعادة هؤلاء الأطفال ولدينا وثائق تثبت ذلك".
وأكد إبراهيم، أن "الأطفال يحملون أسماء إسلامية بحتة مثل اسم محمد، فقد قام عناصر "داعش" بتسميتهم، والأسماء ستتغير إلى أخرى، كذلك أن البعض منهم تم تسميتهم بأسماء كردية من قبل أكراد سوريا، والقسم الأخر ستقوم أمهاتهم اللواتي قمن باستلامهم، بمنحهم أسماء جديدة".
وروى لنا "إبراهيم قصة انفصال الأطفال عن أمهاتهم، مبينا، بعد تحرير الأراضي في الباغوز والعراق، كان هناك أطفال ولدتهم نساء إيزيديات مختطفات، إثر الاعتداء الجنسي.
وأكمل، الأطفال عندما ولدوا غير مرغوب بهم من قبل أمهاتهم، وبعد مرور فترة وبعد مطالبات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة لهؤلاء الناجيات أن يستردن أطفالهن، متداركا، لكن القسم الأكبر من الناجيات رفضوا هؤلاء الأطفال لأنهم ولدوا نتيجة العنف الجنسي ومن أباء إرهابيين ارتكبوا جرائم بحق ديانتهم ومجتمعهم وما إلى ذلك".
ويرجح مدير فرع سنجار للمنظمة الإيزيدية للتوثيق، في ختام حديثه، نقل هؤلاء الناجيات وأطفالهن إلى خارج العراق على الأغلب، معللا "لأنه من غير الممكن العيش داخل البلاد كون المجتمع الايزيدي لا يقبل بهؤلاء الأطفال الذين ولدوا من أباء "دواعش" ارتكبوا جرائم إبادة جماعية بحق الإيزيديين".
يذكر أنه، في الثالث من أغسطس/ آب 2014، اجتاح تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا)، قضاء سنجار، والنواحي والقرى التابعة له، غربي الموصل، مركز نينوى، شمالي العراق، ونفذ إبادة وجرائم شنيعة بحق المكون الإيزيدي، بقتله الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن والشباب والأطفال بعمليات إعدام جماعية، ما بين الذبح والرمي بالرصاص ودفنهم في مقابر جماعية ما زالت تكتشف حتى الآن، واقتاد النساء والفتيات سبايا وجاريات لعناصره الذين استخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب في اغتصابهن دون استثناء حتى للصغيرات بأعمار الثامنة والتاسعة وحتى السابعة والسادسة.