فرق علمية كثيرة لم تتمكن من المشاركة في المنافسات الوطنية والعالمية فيما استطاعت فرق محدودة أن تتجاوز هذه الصعوبات وأن تحقق الصدارة في الأولمبيادات العالمية في كندا وهنغاريا كما فعل فريق الروبوتيك".
الحصار منع توريد المستلزمات العلمية
وقال رئيس اللجنة الوطنية للروبوتيك في هيئة التميز والإبداع الدكتور مهيب النقري في تصريح خاص لـ"سبوتنيك": "تأثير الحصار كان واضحا على مجال الروبوتيك في سوريا وذلك في منحيين: المنحى الأول تمثل بصعوبة بالغة في تأمين التجهيزات نتيجة الحصار التكنولوجي المفروض على البلاد، فجميع الشركات الخارجية لا تسمح بتوريد تجهيزات علمية لسوريا، وكنا في هيئة التميز والإبداع نعاني صعوبة بالغة كثيراً في تأمين هذه المستلزمات التقنية بطرق بديلة، والمنحى الثاني تمثل بارتفاع سعر صرف الدولار، مما أدى إلى تضاعف أسعار التجهيزات ولم يعد بإمكان الهيئة تأمين العدد الكافي منها لجميع الفرق الوطنية".
نقص التمويل والدولار ضاعف المشكلة
وأضاف النقري: "هناك آثار كثيرة وصعوبات نتيجة الحصار على المشاركين في المنافسات والنشاطات العلمية لاسيما في مجال الروبوتيك فقد أدى نقص المحروقات إلى انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي، ففي المشاركة الأخيرة لسوريا في أولمبياد الروبوت العالمي الذي أقيم في كندا عن بعد نتيجة انتشار جائحة كورونا، كان مطلوباً من فرقنا الوطنية تحميل فيديوهات المشاريع الخاصة بها، لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب الانقطاع المتكرر التيار الكهربائي وبالتالي عدم توفر الإنترنت، مما صعب الأمر عليها وحرمها من فرص المشاركة والمنافسة ومع ذلك حقق فريق "Rubiks" المركز الأول في هذا الأولمبياد العالمي".
وأردف: "هناك فرق عانت من صعوبات في التمويل نتيجة ارتفاع أسعار التجهيزات والمواد الأولية وعدم توفرها، ولم يعد سهلاً على الهيئات العلمية والبحثية ومنها هيئة التميز والإبداع أن توفر هذا الدعم لجميع فرق الروبوتيك التي يمكن أن تشارك في النشاطات العلمية المحلية والعالمية".
الحصار منع وصول تقنيات الروبوتيك
الدكتور مهند مكي عضو اللجنة العلمية المركزية للروبوتيك التابعة لهيئة التميز والإبداع صرح لـ سبوتنيك: "كلجنة علمية للروبوتيك مهمتنا الرئيسية هي نشر تقانة وثقافة الروبوت ضمن المجتمع السوري، وهذا الأمر ليس دائما يكون سهلا في ضوء الصعوبات والعقبات الحالية التي تتمثل بالحصار الذي يحول دون وصول تقنيات الروبوتيك إلى سوريا إضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه البلاد ويحد من انتشار هذه التقنيات ضمن المدارس والهيئات والنوادي".
وتابع: "في المسابقة العالمية للروبوتيك لدينا فئتان من المشاريع، فئة المشاريع النظامية حيث يُطلب من المتسابقين مهمة معينة للتنفيذ، وفئة المشاريع المفتوحة بحيث يكون المتسابقون قادرين على استخدام أي تقنية أو أي قطع في مجال الروبوتيك دون التقيد بمجموعات محددة في الروبوتيك، وهذا النوع من المسابقات يتطلب دعما ماديا وشراء تجهيزات ومستلزمات تقنية وهي ليست متوفرة دائماً في السوق المحلية".
رغم الصعوبات.. "Rubiks" يصل للعالمية
فريق "Rubiks" الذي حقق المركز الأول – عن بعد- في أولمبياد الروبوت العالمي (WRO Canada 2020-X) بكندا عام 2020 وقبلها أحرز المركز الثامن عالميا في المسابقة العالمية بهنغاريا عام 2019 تحدث لـ سبوتنيك عن تجربته وسر وصوله إلى العالمية.
عبد الرحمن حوراني، أحد أعضاء الفريق قال: "تأهل فريقنا للمشاركة في المسابقة العالمية للروبوتيك التي أقيمت في تايلاند عام 2018 وحصل فيها على المرتبة 40 من أصل 100 فريق مشارك، ثم عاودنا المشاركة في المسابقة الوطنية عام 2019 بنفس الفريق ونفس الأعضاء وتعلمنا من أخطائنا وتكاملت جهودنا وانطلقنا من جديد وأحرزنا الترتيب الأول وتأهلنا إلى المسابقة العالمية التي أقيمت في هنغاريا في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه وأحرزنا فيها المركز الثامن، ثم حققنا المركز الأول في أولمبياد كندا عام 2020 بمشاركة 40 دولة من كافة أنحاء العالم.
بدورها قالت لونا سلامة عضو الفريق: "لم يكن الأمر سهلا علينا كفريق، وبدأنا الخبرة من الصفر، في البداية لم يكن هناك مدربين لديهم الخبرة الكافية لتدريبنا بشكل مناسب في هذا المجال، لكننا جمعنا خبراتنا كفريق بشكل شخصي، وكنا نتواصل مع معارفنا لتكوين الخبرات وجمع المعلومات وتأمين المستلزمات، وقد تخلل مشاركتنا الكثير من الصعوبات بسبب الحصار إلا أننا تحديناها ونجحنا، وعند كل فشل لم نكن نتوقف وحققنا أول إنجاز لنا في عام 2019".
وقال زين العابدين زريق عضو الفريق: "بدأت متأخرا مع أعضاء الفريق حيث كان الزميلان لونا وعبد الرحمن قبلي في المسابقة وكنت عضوا في فريق آخر عام 2016 ثم اجتمعنا كفريق وحققنا إنجازنا معا في عام 2019".
وتجدر الإشارة إلى أن سوريا تعاني منذ عشر سنوات من حصار خانق بسبب منع وعرقلة وصول توريدات النفط والغاز إليها مما سبب أزمة كبيرة في الطاقة اللازمة لتوليد الكهرباء فضلا عن سيطرة القوات الأمريكية وميليشيات كردية على أهم وأضخم حقول النفط والغاز في منطقة الجزيرة السورية إلى جانب منع وصول المحاصيل الاستراتيجية في تلك المنطقة كالقمح والقطن إلى مراكز مؤسسات الدولة السورية، الأمر الذي فاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية لملايين السوريين وزاد كثيرا من معاناتهم وحد كثيرا من توفر الطاقة الكهربائية اللازمة لكثير من المجالات الاقتصادية والعلمية.