ويقع المتحف القومي للحضارة المصرية بالقرب من حصن بابليون ويطل على عين الصيرة في قلب مدينة الفسطاط التاريخية في منطقة مصر القديمة في القاهرة.
ويعد المتحف الأول الذي يعتمد سيناريو العرض فيه على التسلسل التاريخي للأحداث والفترات الحضارية لكل قطعة، إضافة إلى التقنية الحديثة، وقاعة المومياوات التي سيتم عرضها بشكل مغاير عما كانت عليه في المتحف المصري.
يضم المتحف مئات القطع الأثرية من مراحل مختلفة لعصور الحضارة المصرية القديمة والحديثة، من ضمنها أدوات الصيد التي استخدمها المصري، القديم وأقدم ساعة في التاريخ، وصولا إلى عرض مفتاح الكعبة وأكبر كسوة كعبة، وأعمال محاصرة لفنانين تشكيليين.
من ناحيته قال الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة، إن "المتحف يقام على مساحة 33 فدانا، فيما تبلغ مساحة القاعة المركزية نحو 2000 متر مربع، بها نحو 1600 قطعة".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، أوضح غنيم أن "بعض القاعات الأخرى سيتم افتتاحها لاحقا بعد افتتاح قاعة المومياوات".
وأوضح غنيم أن "قاعة المومياوات تأخذ الزائر في رحلة عبر العالم الآخر، من خلال تقنية العرض والإضاءة والتقنيات الحديثة، إضافة إلى تصميمها كمقبرة تضم".
وفيما يتعلق بسبب نقل المومياوات إلى المتحف القومي بالحضارة دون غيره، أوضح غنيم أن "المتحف به قاعة مخصصة لعرض المومياوات بأسلوب مختلف، ومن خلال التكنولوجيا الحديثة وشاشات العرض يمكن للزائر معرفة كافة المعلومات عن المومياء وصورها".
وبحسب غنيم، فإن المراحل التاريخية في المتحف تبدأ بنحو 35 سنة قبل الميلاد، مرورا بالعصر الفرعوني والأسر المختلفة، واليوناني والروماني والقبطي والحديث والمعاصر".
في الإطار ذاته، قال السيد أبو الفضل، مشرف قاعات العرض المركزي والمومياوات الملكية، إن "أقدم هيكل داخل المتحف يعود لـ35 سنة قبل الميلاد وهو ما يعرف بـ هيكل "نزلة خاطر" وهو من أقدم الهياكل في العالم".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، يوضح أبو الفضل، أن "أبرز القطع الاثرية الموجودة تضم عدة تماثيل لموظف عاش فترة رمسيس الأول والثاني، والأثاث الجنائزي له، وعجلة حربية لتحتمس الرابع ومسجل عليها أهم العمليات العربية التي قام بها".
كما يضم المتحف أهم الكنوز من الأسرة 12، للأميرة نفرو بتاح، والذي وجد بجوار هرم أبيها في الفيوم
أدوات موسيقية وأخرى للتجميل، وأقدم طرف صناعي على مستوى العالم من الخشب الذي ربط بالجلد، لسيدة من العصر المتأخر، كما يضم المتحف أقدم الموازين والمكاييل، والساعات في مصر القديمة، ومنها الساعة الشمسية والمائية.
مرحلة أخرى داخل المتحف تتعلق بالعصر اليوناني والروماني والتي تضم أحد أهم الكنوز "كنز دوش"، من الذهب وجد في الواحات الداخلة.
كما يضم المتحف العديد من القطع والعملات والنسيج في العصور القبطي والإسلامي والحديث.
داخل القاعة حضرت بعض التماثيل أيضا، للخديوي إسماعيل، ومحمد علي باشا، والملك فؤاد، وطلعت حرب، ونموذج لبنك مصر.
وفي الثالث من شهر أبريل الجاري، انطلق موكب المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، ويضم 22 مومياء لملوك وملكات مصر الفرعونية.
وضم الموكب 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، ترجع إلى عصور الأسر الـ17 و18 ة19 و20، من بينهم مومياء الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك ستي الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميرت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، والملكة أحمس نفرتاري.